ما هي غاية الإنسان الرئيسيّة؟
_ غاية الإنسان الرئيسية هي أن يمجِّد الله ويتمتع به إلى الأبد.
ينبغي ألّا تدور الحياة على محور النجاح والشهرة والمرَح والمال، بل يجب أن تكون كلُّها مُتَمحوِرة حول الله الذي ينبغي أن يكون مركز حياتي. فما أُفكِّر فيه وأقوله وأفعله يجب أن تهيمن عليه هذه الفكرة: أنّ الله قد خلقني كي أُمجده وأتمتّع به إلى الأبد.
تؤكّد المسيحية أن الحياة تكون ذات معنى فقط حين ترتبط بالله. هذه قولة حقٍّ يُقرّها المنطق السليم. إذا كُنَّا نلخّص الحياة ونثمّنها بحصرها بين طرفي ولادتي وموتي، فهي لن تعني شيئاً البتة. وأصدق كلمة في وصفها عندئذٍ هي "دُكْها" (عدم الكفاية والإرضاء). ولكن ما إن أدع الله يدخل في الحساب حتى يبزغ رجاء جديد، إذ يصير ممكناً أن تكون حياتي ذات معنى. بل إن الحياة بكاملها والخليقة كلها يصير لهما معنى. تُقرّ الفلسفة الإنسانية بانعدام العدل في الحياة، وتكتفي بمجرّد القول: "ليست الحياة حسنة. هذا أمرٌ مؤسف، ولكنّه الواقع، وما علينا إلّا قبوله".
وتقول البوذية: "الحياة ليست حسنة، ولكن سبب ذلك هو أنك لا تفهمها على حقيقتها. فهي وهم (مايا). الألم وهم. الأفراد وهم".
أما المسيحية فتقول: ليست الحياة حسنة. ولكن افتح عينيك وحياتك لله. إنك لست مجرّد صُدفة كونية، بل أنت فردٌ فريد. قد صنعك الله لتمجّده وتتمتّع به إلى الأبد. تصالحَْ معه، تتبدَّلْ حالك. ومتى حدث هذا، فإنّ العالم أيضاً يتبدّل. حينئذٍ، لتكن لك نظرة جديدة في الحياة".
ولكن قبل النظر في فكرة المصالحة مع الله، لابدَّ لنا من النظر في المسيح ما دام هو الشخص الذي يجعل هذه المصالحة ممكنة.