البدرى فرغلى هربت من أمن الدولة فى ثياب إمام مسجد
![البدرى فرغلى هربت من أمن الدولة فى ثياب إمام مسجد](https://www.light-dark.net/photosupload/article14347923388317c2c266ad4ab4e1edc5cd92e16a23360842_Large_20150613101733_72.jpg)
نقلا عن الوطن
ملاحقات أمنية كانت على أشُدها آنذاك، أوامر سيادية عام 1978، جاءت فى أعقاب زيارة مفاجئة للرئيس الراحل أنور السادات إلى مدينة بورسعيد، كان من بينها قرار بنفى المناضل البدرى فرغلى إلى مدينة سفاجا بالبحر الأحمر بمفرده، امتثل الشاب للقرار، متحملاً مشقة السفر وقتها التى تجاوزت الـ15 ساعة، مشهد المنازل القديمة ذات الطابق الواحد لم تنسه مرارة النفى عن مدينته الحبيبة والأهل والأصدقاء بعد ساعات من تنفس هواء الحرية عقب الإفراج عنه من معتقله بتهمة التحريض على انتفاضة يناير 1977.
بسرعة تعلق قلب الشاب الثورى -الذى أشيع عنه حينها أنه يميل للشيوعية- بمدينة سفاجا وأهلها، الحب الذى جاء نتاج موقف بمحض المصادفة، صلاة الجمعة داخل ميناء سفاجا كانت ممتعة حقاً، يصطف الأهالى وعمال الشحن والتفريغ كأنهم كيان واحد، طلبوا منه أن يكون إمامهم، بسبب غياب الإمام حينها، ونودى للصلاة، فاستجاب الجميع واصطفوا جميعاً، «العمال كانوا يحبوننى ولم أشأ أن أرفض طلبهم» وفقاً للبدرى فرغلى.
ويقول: «صعدت للمنبر، وخطبت فى الناس عن هجمات واعتداءات إسرائيل الغاشمة على المسجد الأقصى وقتها»، ضباط المركب الحربى وجدوا فيما خطبت خطورة أمنية، فراحوا يبلغون قياداتهم بما تفوهت، ولكن بعد فوات الأوان، بحسب البدرى، «كنت قد أمضيت شهراً كاملاً إماماً لمسجد سفاجا».
مبنى أمن الدولة قريب من مدينة سفاجا، «كان فى الغردقة يبعد عنا وقتها حوالى 50 كيلومتراً، تم تسجيل اسمى ضمن المطلوب اعتقالهم، وراح ضابط أمن الدولة ومعهم المخبرون يبحثون عنى فى كل أنحاء المدينة، يسألون الأهالى، يستجوبونهم، أين البدرى القادم إليكم من محافظة بورسعيد؟! فيبجيبونهم بالرفض، «لا يوجد من بورسعيد سوى إمام مسجدنا»، وبهذه الطريقة ودون بذل أى مجهود منه، أفلت «البدرى» من قبضة أمن الدولة والاعتقال للمرة الثانية وظل مديناً بالعرفان والجميل لأهالى البحر الأحمر جميعهم.