العـلاقة والشـركة
× هل يُخطئ المسيحيون؟
أجل، المسيحيون يُخطئون كل يوم بالأفكار والكلام والأعمال. يُمكن تذنيبهم بالخطايا العفوية كما بالخطايا المتعمِّدة أيضاً.
× هل على المسيحيين أن يُخطئوا؟
لا. فإرادة الله أن المسيحيين لا يُخطئون. (يوحنا1 2: 1)
× عندما يُخطئ المسيحي، هل يفقد خلاصه؟
كلا. فالخلاص هو عطية الله المجانية، فإن أُعطي لا يمكن أن يُنزع ثانية. (رومية 6: 23)
× لكن ألا ينبغي أن تنال تلك الخطايا القصاص؟
إن يسوع المسيح، حمل الله، حَمَلَ قصاص تلك الخطايا عندما مات على الصليب الجلجثة. والله يطلب القصاص مرتين.
× أنت تقصد إذاً أن المسيحي يبقى ابناً لله مع أنه يُخطئ؟
نعم، فعلاقته في عائلة الله أبدية. عندما يُولد ابنٌ لعائلة بشرية يُصبح دائماً ابناً لأهله. قد يُهينهم مراراً وتكراراً بسلوكه، ومع هذا فهو ابن لهم دائماً. فكم بالحري في العائلة الإلهية، فالعلاقة يبدأ تأسيسها بالولادة الجديدة، ولا انتزاعها أو تغييرها فيما بعد. (يوحنا 1: 12)
× فما الذي يحدث إذاً عندما يُخطئ المسيحي؟
شيء واحد، هو أن الشركة مع الرب تنقطع. (يوحنا1 1: 6)
× ما هي الشركة؟
الشركة هي الروح العائلية السعيدة التي تَنتُج عن توافق وانسجام المصالح بين أعضاء العائلة الواحدة في مشاركة حيّة لكل الأشياء. تأمل في التوضيح التالي: يقرر القاضي في المحكمة أن السارق مذنب، ويَحكم عليه بالسجن لمدة اثني عشر شهراً. وعندما يعود القاضي إلى البيت يكتشف أن ابنه الصغير أساء التصرف في ذلك اليوم. فهل يحكم عليه بالسجن؟ كلا بالطبع، انه ليس قاضياً، بل أباً للعائلة، والولد ابن له رغم سوء تصرفه. فالخطية تسبّب انزعاجاً للروح العائلية، وتبقى كذلك حتى يعترف المُخطئ فيُمنح المسامحة. يُحتمل أن الولد يُطرح في زاوية ويبقى هناك حتى يدرك الخطأ ويعترف به. النقطة الجوهرية هي أن العلاقة نفسها لا تتأثر، وإنما الشركة فقط. الله قاضٍ بالنسبة إلى شخص خاطئ، أما بالنسبة إلى شخص مخلَّص فهو آب إلى الأبد.
× إذاً فأنت تقصد أن تقول إن شخصاً نال الخلاص لا يمكن أن يهلك أبداً؟
هذا ما يقوله الكتاب المقدس "لن تهلك إلى الأبد" (يوحنا 10: 28) "لا يأتي إلى دينونة، بل قد انتقل من الموت إلى الحياة" (يوحنا 5: 24، رومية 8: 38-39، تيموثاوس2 1: 12، بطرس1 1: 5، يهوذا 24-28)
× ألا يستطيع شخص أن يقرر الخلاص ثم يغيّر رأيه؟
الذي يسلم حياته للرب يسوع المسيح تصبح مسئولية خلاصه الأبدي في يد المخلّص (يوحنا 6: 39) والرب صادق وأمين ليضمن وصول هذا الشخص إلى البيت السماوي. ولأن الروح القدس يسكن في المؤمن الحقيقي، لن يستطيع المؤمن أن يغيّر رأيه من جهة الخلاص.
× هل هذا يعني أن مسيحياً مؤمناً يستطيع أن يُخطئ مهما يريد ويبقى مخلَّصاً؟
إن المسيحي الحقيقي لا توجد عنده رغبة في الخطية، لأن لديه طبيعة جديدة تكره الخطية. (كورنثوس2 5: 17)
× ولكن أفرض أن مسيحياً يواصل العيش في الخطية ويمارسها بشكل اعتيادي؟
إن وُجد مثل هذا الشخص يكون ذلك دليلاً على أنه لم يختبر الولادة الثانية بعد. (يوحنا1 3: 9-10)
× هل يستطيع المسيحي أن يُخطئ ويتجاهل ذلك؟
كلا، إنه لا يستطيع، فمع أن عقاب خطاياه قد تمَّ مرة في الصليب شرعاً، فإنه صحيح أيضاً أن الله يمارس عملية تأديب أولاده المخطئين بعناية أبوية عادلة. (غلاطية 6: 7-8)
× كيف يؤدّب الله أولاده؟
أحياناً بمرض أو ضيق، وفي حالات قصوى بالموت نفسه. (كورنثوس1 11: 30)
× هل للخطية في حياة المؤمن أي نتائج أخرى في هذا العالم؟
نعم. إنه يفقد فرحه وابتهاجه، وتتعطل صلواته، وتتوقف أثماره، ويصبح إرشاد الله له غامضاً في نظره، فيقاسي من الخجل والندم، وتُهمَل أمامه الفرص فلا تُستغل، والامتيازات يُساء استعمالها، وأخيراً تتعطل شهادته.
× هل للخطية في حياة المؤمن أية نتائج أبدية؟
أجل، إنه سيخسر عند كرسي المسيح. (كورنثوس2 5: 10)
× افترض أن مسيحياً يموت في خطية لم يعترف بها؟
كما سبقت الإشارة، فإن الرب يسوع احتمل عقاب جميع خطايا المؤمن. وعندما مات، كانت كل خطايا المسيحي ما زالت مستقبلاً. وبما أن يسوع قد دفع الثمن كاملاً، نستطيع القول إنه مات من أجل جميع خطايا المؤمن الماضية، والحاضرة والمستقبلة. على أن الخطايا ستُنتج خسارة المكافآت عند كرسي المسيح.
× هل يُمكن أن يرتد المسيحي؟
نعم. كل ولد لله يمكن أن يتيه بعيداً عن الرب.
× كيف يمكن الاحتراز من الارتداد؟
عن طريق قراءة كلمة الله، وقضاء وقت منتظم في الصلاة، والبقاء في شركة مع المؤمنين – شعب الله.
× ما هو علاج الارتداد؟
علاج الارتداد هو الاعتراف والتوبة عن الخطية، وإن أمكن فيُفضَّل التعويض بإصلاح ما تسبَّب عن الأخطاء التي ارتكبناها.