الإخوان تهدد رداً على الأحكام

[Mary Naeem]

الإخوان تهدد رداً على الأحكام

نقلا عن الوطن
هدد تنظيم الإخوان بنشر موجة عنف جديدة والتصعيد ضد الدولة رداً على أحكام الإعدام والمؤبد الصادرة فى حق محمد مرسى، الرئيس المعزول، وقيادات الإخوان فى قضيتى «التخابر والهروب الكبير»، واعتبروها حرباً على الإسلام، وطالب التنظيم الغرب بالتدخل والضغط على مصر لوقف الأحكام، فيما تستعد هيئة الدفاع عن «المعزول» لعقد اجتماع طارئ خلال ساعات لدراسة حيثيات الأحكام والطعن عليها.
وكانت جنايات القاهرة، قضت، أمس، بإعدام «مرسى»، ومحمد بديع، ورشاد بيومى، ومحمد الكتاتنى، وآخرين فى القضية المعروفة إعلامياً بـ«الهروب الكبير»، وبإعدام محمد خيرت الشاطر، ومحمد البلتاجى ومحمد عبدالعاطى، و12 آخرين فى «التخابر»، والمؤبد على مرسى، وبديع، والكتاتنى، وعصام الحداد، وعصام العريان، وآخرين.
وهدد محمد منتصر، المتحدث الإعلامى لتنظيم الإخوان، بنشر موجة جديدة من العنف والفوضى بعد الأحكام، قائلاً فى بيان له: «على النظام الحالى أن يتحمل نتائج دفع الوطن إلى الهاوية -فى إشارة للأحكام- فهو يحاكم ثورة يناير ورموزها وسيأتى يوم قريب جداً تحاكمهم الثورة بمحاكمات ثورية ناجزة تقتص من القتلة والمفسدين». ودعا برلمان الإخوان -الوهمى- فى تركيا، خلال مؤتمر عقده بالتزامن مع المحاكمة، أنصار «مرسى» إلى نشر موجة عنف جديدة رداً على أحكام الإعدام، قائلاً فى بيان له: «ندعو الشعب إلى التصعيد الثورى، وصولاً إلى اللحظة التى يفرض فيها الشعب إرادته. ستكون دماء مرسى لعنة ووقوداً للثورة، فى إشارة إلى تحركات الإخوان فى الشارع».
وطالب برلمان الإخوان الغرب باتخاذ مواقف معادية للنظام المصرى، للضغط عليه، مضيفاً: «كما ندعو العالم إلى إظهار غضبتهم على حكم الإعدام ضد مرسى، والتوقف عن هذا التواطؤ الدولى الرسمى تجاه ما يحدث فى مصر».
وقال المجلس الثورى للإخوان فى تركيا إن الأحكام التى صدرت هى والعدم سواء، ولا تضيف شيئاً سوى أنها تفتح باباً عظيماً للشر لن يستطيع أحد إغلاقه إلا بزوال النظام الحالى، مضيفاً: «قرار المحكمة مجرد حكم مسيّس، وليس حكماً قضائياً».
ومن جانبه، قال تحالف دعم الشرعية الإخوانى، فى بيان أمس، إن الأحكام التى صدرت ضد «مرسى» وإخوانه تدخل فى إطار الحرب على الإسلام، مضيفاً: «يكرر التحالف ما أكد عليه مراراً من عدم اعترافه أو اعتداده بالمحاكمات، ويرفض من حيث المبدأ محاكمة مرسى، ويعتبر ما يجرى استكمالاً لدور العدو الصهيونى وتنفيذ المخططات الإمبريالية الأمريكية التى تسعى للإيقاع بالشعوب الحرة والقضاء على إرادتها فى سبيل السيطرة على مقدراتها وفى إطار حربها العالمية ضد الإسلام كدين يُعزز القيم الإنسانية ويقيم قواعد العدل والحرية».
وتوعّد التحالف الدولة بمواصلة موجات العنف والتصعيد، قائلاً: «التحالف يؤكد لجماهير أمته أنه ماض فى طريق الثورة، فهى السبيل الوحيد لتحرير الأسرى من أيدى الخونة والمجرمين، ولا التفات لقضاء، تأكد عداؤه للدين فى حيثيات حكمه».
من جانبها، قالت هيئة الدفاع عن «مرسى» إن الأحكام مُسيّسة ولا تستند إلى أدلة، والهيئة ستطعن عليها، وقال محمد طوسون، عضو هيئة الدفاع، لـ«الوطن»، إنهم سينتظرون صدور حيثيات الحكم للطعن عليها، لأن الحكم غير نهائى، لافتاً إلى أن هيئة الدفاع ستجتمع خلال ساعات لدراسة الحيثيات ووضع خريطة التحرك القانونى والخطوات المقبلة.
وزعم وليد شرابى، المتحدث باسم حركة «قضاة من أجل مصر» الإخوانية، أن شهادة اللواء أحمد الفحام، مدير إدارة المعلومات بمصلحة السجون، أكدت أن «مرسى» لم يُذكر اسمه فى أى من ملفات السجون وقت اقتحامها، وأنه لا علاقة لأى جماعات خارجية باقتحام السجون، مضيفاً: «كانت معظم إجابات الشاهد على أسئلة الدفاع (مش متذكر) و(معرفش)، وشهادته تضرب القضية».
وقال عمرو دراج، القيادى الإخوانى الهارب إلى تركيا، عبر صفحته على «فيس بوك»، إنه بعد الأحكام لا سبيل سوى الخلاص من النظام الحالى بشكل حاسم من خلال ثورة جديدة، مضيفاً: «الهدف من الحكم الحالى هو التخلص من شرعية مرسى». وعلق عبدالرحمن يوسف القرضاوى، نجل الداعية الإخوانى يوسف القرضاوى، رئيس ما يسمى الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين، على الأحكام التى تضمّنت إعدام والده قائلاً عبر حسابه على «تويتر»: «كما تدين تُدان».
وأعرب عدد من شباب الإخوان عن صدمتهم من الحكم الصادر ضد مرسى بالإعدام، وقال عزب محمد، أحد عناصر الإخوان الشبابية، عبر «فيس بوك»: «كل ماسأل حد من الإخوان يقول لى ماتخفش مش هيقدروا يصدروا حكم إعدام ضد مرسى، هيخافوا من رد فعلنا والمجتمع الدولى، وبعد الحكم النهارده أقول لكم: منكم لله، لا حل إلا بالسلاح».
وقال محمد عمران، أحد كوادر الإخوان الشبابية، لـ«الوطن»، إن الحكم الأخير ضد مرسى سيزيد من دعوات العنف داخل القواعد الإخوانية، خصوصاً أنه يثبت وجهة نظرهم، وأنه لا سبيل لمواجهة النظام الحالى إلا بحمل السلاح والعمليات النوعية ضد الدولة، مضيفاً: «من الواضح أن النظام الحالى يريد أن يجرّ الإخوان إلى العنف المباشر، حتى يكون مبرراً للتنكيل بهم، خصوصاً بعد تزايد الممارسات الأمنية غير الآدمية من جانب قوات الشرطة ضد الإخوان فى الشوارع والجامعات». فى سياق متصل، نظّم أنصار الرئيس المعزول مظاهرات محدودة فى القاهرة والجيزة والمحافظات، وشارك الإخوان فى فعالية مناهضة لأحكام الإعدام بمسقط رأس المعزول فى الشرقية رفضاً لأحكام «التخابر واقتحام السجون»، ورفعوا خلال مظاهراتهم شارات رابعة وصور «مرسى»، مطالبين بالإفراج عنه، وإعادته إلى الحكم مرة أخرى.