هل تسبب العدسات اللاصقة الإصابة بالعمى؟
أثار البحث العلمى الذي توصل إليه مركز لانعون الطبى التابع لجامعة نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية، والذي يفيد بأن العدسات اللاصقة قد تغير أنواع البكتيريا التي تعيش في العيون وتسبب أمراضا، اهتمام أطباء وأساتذة طب العيون والذين رأوا أن العدسات اللاصقة جسم غريب في العين، ولو تعرضت للأتربة تسبب التهابًا يتطور إلى قرحة في العين، وتترك سحابة فيها تؤدى إلى زرع قرنية أو ترقيعها وقد يتطور الأمر إلى العمى، بينما رأى آخرون أنها لا تغير أنواع البكتيريا الموجودة في العين لكنها تتأثر بالبكتيريا الخارجية، مما يسبب التهابات بها، وقد تسبب قرحة في القرنية أو خراجا بها، وعلى المريض متابعة الأمر مع الطبيب المعالج، فيما رأى ثالث أن استخدام العدسات اللاصقة تطور من الاستخدام الطبى حتى أصبحت للزينة والتجميل، فيما أكد استشاريون أن العدسات تقلل الغذاء الواصل للقرنية فتصبح القرنية عرضة للإصابة البكتيرية أكثر من الإنسان الطبيعي.. البوابة نيوز تقابلت مع أساتذة طب وجراحة العيون وكانت هذه آراؤهم.
في البداية قال الدكتور محمود البدوى مدير مستشفى الرمد وأمراض العيون بالجيزة، إن العدسات اللاصقة هي جسم غريب في العين ولو تعرضت العين للأتربة من الممكن أن تصاب بالالتهاب الذي قد يسبب في حالة استمراره التهابات في العين، ويترك سحابة في العين، مما قد يتطلب في النهاية عملية زرع قرنية أو ترقيع قرنية للمريض، مؤكدا أن العدسات اللاصقة لها مضاعفات خطيرة بالفعل، وأنه على المريض لو حدث أي التهابات في العين أو ميكروب أن ينزع العدسات اللاصقة نهائيا في وقتها مع تلقى العلاج اللازم.
وأكد البدوي، أن أي جسم غريب في العين قد يؤدى إلى أنواع من الالتهابات، وأنا ضد فكرة ارتداء العدسات اللاصقة بدون سبب طبي، خصوصا وأن معظم الفتيات أصبحن يستخدمنها من أجل الزينة، مؤكدا أن الإقبال على العدسات اللاصقة الطبية تراجع بعد عمليات تصحيح الإبصار، والتي ظهرت من التسعينيات، فدخل الليزك مصر حتى عمليات المياه البيضاء أصبحت بالفمتوليزك لأن طب العيون به تطور مستمر.
وقال الدكتور مصطفى حامد، استشارى أمراض العيون، الحديث عن أن العدسات اللاصقة قد تسبب تغيرا في بكتيريا العين وتغيرها للأسوأ كلام غير منطقى وغير علمى تماما، لكن العدسات اللاصقة قد تسبب حساسية بالعين وقد تسبب قرحة في القرنية، كما أنها تسبب زيادة في احتمالية حدوث التهابات بالعين ببكتيريا خارجية، لكنها لا تغير نوع البكتيريا الموجودة بالعين حسب ما جاء بالبحث، ناصحا المرضى أن يستشيروا المتخصصين قبل ارتداء العدسات اللاصقة وطريقة استعمالها، ليبين له نوعية العدسات التي تناسب عينيه والمقاس المناسب له ولو حدث أي شيء لا بد أن يعود للطبيب المعالج له.
وأوضح الدكتور تامر سعد، استشارى أمراض العيون بمستشفى الرمد بالجيزة، أن هناك عيوبا متعلقة باستعمال المريض وعيوبا خاصة بالعدسة نفسها، فمن عيوب المريض سوء استخدام العدسات نفسها أو نظافتها وعدم الحفاظ عليها بعدم تغيير المحلول الخاص بها أو استخدام نوع رديء من المحاليل، فقد يسبب ذلك التهابات لعين المريض ويضر أيضا المريض أن يرتدى العدسات رغم مرضه، وقد ينام المريض بالعدسات، وفي بعض الأوقات قد يرتدى نوعا رديئا من العدسات، فهناك عدسات قد تستخدم ليوم واحد فقط ويستخدمها المريض لفترات طويلة وبعض الأوقات قد تشترك أفراد الأسرة أو الأصدقاء في ارتداء العدسات في المناسبات وغيرها، وقد تستأجر العدسات في المناسبات من محال الكوافيرات وقد استخدمها قبله إنسان آخر ثم يستخدمها بعده آخر فقد تتسبب في نقل الأمراض من إنسان لآخر.
وأكد سعد، أن استعمال العدسات بشكل عام يسبب أمراضا تبدأ باحمرار في العين، وقد تنتهى إلى الإصابة بالعمى، أو قرحة في العين ثم خراج في القرنية، مضيفا أن هناك بعض الناس ليست أعينهم قابلة لارتداء العدسات، وإذا أحسنا استخدامنا للعدسات لن يصاب الإنسان بالضرر وهذا لا يعنى أننا ننصح بعدم استخدامها لأنه في بعض الحالات المرضية التي يكون فيها العدسات سميكة نسبيا يكون الشخص محرجا من ارتدائها خصوصا إذا كانت فتاة ننصح باستخدام العدسات اللاصقة، لكن باتباع تعليمات الطبيب، وفي بعض الحالات المرضية التي تكون لديها عين ضعيفة وأخرى سليمة فهنا لا يمكن ارتداء نظارة فالعدسات في تلك الحالة أفضل.
ورأى الدكتور حاتم البغدادى، أستاذ طب وجراحة العيون، أن العدسات اللاصقة بالفعل تسبب أمراضا بكتيرية في العين لكنها لا تغير نوع البكتيريا في العيون لأنواع أخرى، مضيفا أنها قد تسبب قرحا بكتيرية في العين، لأن العدسات تقلل الغذاء الواصل للقرنية فتصبح القرنية عرضة للإصابة البكتيرية أكثر من الإنسان الطبيعى، مؤكدا أنه ليس من أنصار الداعين لاستخدام العدسات اللاصقة؛ لأن الفترات الماضية ظهر عدد كبير من العدسات مجهولة المصدر تباع في محال النظارات والبوتيكات والكوافيرات ولا نعرف كيفية تعقيمها وسلامتها ونظافتها ما نتج عنه كوارث مرضية كثيرة فقد تسبب قرحا بالقرنية لدرجة تسبب خراجا بها ثم العمى.