الرهبنة أم الزواج- أيهما تفضل؟
القمص يوسف حنا كاهن كنيسةالشهيد العظيم أبى سيفين بالمهندسين
٢٧ مايو ٢٠١٥
عزيزى رسم الله طريق الزواج لاستمرار الحياة لذلك خلق حواء واحدة من ضلع آدم لتكون معين له تساعده أعباء الحياة وتكون هى السبب فى أن يكون لأدم ذرية يتعمر بها الكون.. تبعا للقول الإلهى اثمروا واكثروا واملأوا الأرض. ولما كان هناك من أحب الله من قلبه محبة تفوق البشر العادى يعنى أحب الله أكثر من الحياة ذاتها.. بل أكثر من نفسه.. لذلك يقول الكتاب يوجد أناس خصاهم الله-.. ويوجد ناس خصاهم الناس- ويوجد أناس خصوا أنفسهم لملكوت الله- لذلك ففكرة الرهبنة هى أن هناك من يحب الله الوقت كله أو اليوم كله أما المتزوج فيهتم فيما لامرأته وهذه وصلتنا من حديث السيد المسيح مع الشاب الغنى من أراد أن يكون كاملا بع مالك وأعطه للفقراء وتعالى اتبعنى حاملا الصليب..
هذا الفكر عاشه القديس أنطونيوس مؤسس الرهبنة للعالم كله- نعم كان هناك إيليا بتولا وناريا وخادما أمينا للرب- وكان يوحنا المعمدان شاهداً للحق فى وقت لم يكن هناك من يشهد للرب.. لكنه هذا الأمر كان عملا فرديا.. أما الرهبنة فهى نفس العمل بصورة منتظمة وجماعية وثابتة عبر العصور وصار لها منهجها الذى تتميز به وتتمسك به.
وللإجابة على السؤال.. الرهبنةأم الزواج أيهما تفضل أقول لك ما هو الطريق الذى تختاره إن أردت أن تسافر إلى الإسكندرية- هل الطريق الصحراوى أم الطريق الزراعى طبعا الهدف هو الوصول إلى الإسكندرية.. لكن الطريق لا يهم هكذا الهدف هو ملكوت الله لكن الطريق الزواج أو البتولية أو الرهبنة هذا لا يهم كثيرا لأنه حسب استعداد كل واحد.. لذلك من الملاحظ أن السيد المسيح على جبل التجلى تلاقى مع موسى المتزوج وايليا البتول- تلاقى مع موسى الوديع الهادى وإيليا النارى تلاقى مع موسى الذى مات وإيليا الذى صعد حيا إلى السماء- عزيزى لاتنشغل كثيرا بالطريق بل حدد الهدف وأسعى إلى تحقيقه عن أى طريق- المهم الهدف والطريق مش مهم-