رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
جبل الفداء :الجلجثة
الجلجثة وتعني موضع الجمجمة، هو المكان الّذي صُلب فيه يسوع المسيح ليخلّصنا من خطايانا. وهو، أي يسوع، مخلّصنا. يصف هذا الكتيّب كيفيّة صلب يسوع. قبل ألفي عام كان بيلاطس حاكماً رومانياً على فلسطين والقدس، وقد وافق حينذاك على طلب رؤساء الكهنة ومعلّمي التوراة على قتل يسوع. إلا أنّ بيلاطس نفسه لم يعتبر يسوع مذنباً، لذلك غسل يديه علناً أمام الشعب، دليلاً على أنّه لا يريد أن يتحمّل مسؤولية ذلك. لكنّه بسبب الخوف من الشعب الهائج، وخاصة من تهديد المتديّنين والمتعصبين، خضع لإرادتهم وحكم على يسوع بالصلب. ماذا فعل يسوع ليستوجب القتل؟ لقد شفى المرضى، وفتح أعين العمي، وجعل العرج يمشون، وأقام الموتى، وبشر الناس بمحبة الله. وقام يسوع بهذه الأعمال كلها بسلطان ومحبة نالهما من عند أبيه السماوي. ولهذا لاقى استحساناً عاماً من الشعب، فامتلأت قلوب رؤساء الشعب بالحسد وازدادت فيهم الغيرة، حتى لم يفكروا إلا بأنّ يسوع يجب أن يموت. فصرخوا: «اصلبه، اصلبه». وهكذا حقق رؤساء الكهنة ما تمنّوه. فوضع الجنود الرومان الصليب الثقيل على ظهر يسوع الدامي من الجَلد، وأجبروه أن يسير عبر أزقة ضيقة صعوداً من أورشليم إلى جبل الجلجثة، حيث تبعه جمهور من الشعب طوال الطريق. وكان هذا الجبل يقع خارج سور مدينة أورشليم، حيث يصلبون المجرمين عادة. كانت النساء يتبعن الموكب باكيات نائحات، فالتفت يسوع إليهنّ وقال: «يا بنات أورشليم، لا تبكين عليّ، بل ابكين على أنفسكنّ وعلى أولادكن». ولم يكن هذا الكلام موجهاً للنسوة فحسب، بل لنا جميعاً، لأن كل من يرفض المسيح يقع عليه غضب الله. كان حمل الصليب ثقيلاً جداً على يسوع المنهك. وكان رجل اسمه سمعان القيرواني عائداً من الحقل إلى بيته، يشق طريقه بين جمهور الشعب، فأمره أحد الجنود أن يساعد يسوع في حمل صليبه. بعد أن وصل الموكب إلى جبل الجلجثة (الذي يُدعى أيضاً موضع الجمجمة)، أراد الجنود أن يسقوا يسوع خلاً ممزوجاً بمرارة ليخففوا آلامه. لكنّ يسوع رفض، لأنه أراد أن يتمم مشيئة أبيه وهو في كامل وعيه، وأن يهب حياته لخلاص الكثيرين. بعد ذلك سمَّروه على الصليب ورفعوه بين لصين: واحد عن يمينه والآخر عن يساره. وبذلك تمت نبوة العهد القديم: «أحصي مع أثمة» (إشعياء 53: 12). وأخذ الجنود الذين صلبوا يسوع ثيابه وقسموها فيما بينهم. وكان قميص يسوع قطعة واحدة، منسوجاً من فوق بدون خياطة، يشبه قميص رئيس الكهنة. فتكلم الجنود فيما بينهم قائلين: «لا نشق هذا الثوب لكن نلقي قرعة عليه، لمن يكون». وهكذا تمت نبوة العهد القديم: «يقسمون ثيابي بينهم وعلى لباسي يقترعون» (مزمور 22: 18). مرّ أناس كثيرون تحت الصليب وهم يجدفون على يسوع ويهزون رؤوسهم قائلين: «إن كنت ابن الله فانزل عن الصليب». وسخر به أيضاً رؤساء الكهنة وفقهاء الدين وقالوا: «لقد ساعد الآخرين لكن لم يستطع أن يساعد نفسه. قد اتكل على الله فليخلّصه الآن». كان من السهل جداً على يسوع أن ينزل عن الصليب ويبرهن لأعدائه أنه بالحقيقة ابن الله. لكن محبته الفائقة لنا، جعلته يعاني ويتألم من ضحك وسخرية الناس، ومن أوجاع الجسد ، ليخلصنا، وليقيم جسراً بيننا وبين الله. هكذا تمّ ما أعلنه سابقاً لتلاميذه: «أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي». لهذا السبب لم ينزل عن الصليب ولم ينقذ نفسه، بل صلّى إلى أبيه من أجل أعدائه قائلاً: «اغفر لهم يا أبتاه، لانهم لا يعلمون ماذا يفعلون».إنّ المحبة الإلهية الغفورة تتكلم من خلال هذه الكلمات. فالمسيح هو رئيس الكهنة العظيم الذي صالح العالم مع الله بموته الكفاري. استهزأ واحد من اللصين المصلوبين مع يسوع، ونطق بنفس كلمات الآخرين وقال: «إن كنت أنت المسيح فخلّص نفسك وخلصنا». إنما اللص الآخر انتهره موبخاً إياه بصوت عال: «ألا تخاف الله، إذ أنت تحت هذا الحكم بعينه؟ لقد صدر هذا الحكم علينا بالعدل بسبب أعمالنا الرديئة، وأما هذا فلم يفعل ظلماً». ثم التفت إلى يسوع وقال: «اذكرني يا رب متى جئت في ملكوتك». لقد فهم اللص المصلوب التائب من كلمات يسوع على الصليب أننا جميعاً ضللنا ولا يستطيع أحد أن يخلّصنا إلا يسوع وحده، لأنه قبل حكم الله عوضاً عنا ومات لأجل خطايانا. أدرك اللص شخصية يسوع، وكأنه اعترف بكل ذنوبه. لهذا قال له يسوع: «الحق أقول لك، إنك اليوم تكون معي في الفردوس». وكانت تقف تحت الصليب أم يسوع وبعض النساء اللواتي شفاهن يسوع. وكان هناك أيضاً يوحنا، التلميذ الذي أحبه يسوع كثيراً. وعندما رأى يسوع أمه الحزينة ويوحنا معها، قال لها مشجعاً: «هوذا ابنك». ثم قال ليوحنا: «هوذا أمك». وحالا أخذ يوحنا مريم إليه واعتنى بها. وفجأة وقع ظلام دامس على الأرض كلها، ولم تعد أشعة نور الشمس تظهر في الأفق، فارتعب الناس وتحسسوا طريقهم في الظلام الدامس. عندما وُلد يسوع أضاء الليل كالنهار، ولما مات أظلم النهار كالليل. وصرخ يسوع بصوت عظيم: «قد أكمل». وأضاف: «يا أبتاه في يديك أستودع روحي». ولما قال هذا أحنى رأسه وأسلم الروح. في تلك اللحظة انشق حجاب الهيكل الذي يفصل الشعب عن قدس الأقداس، وتزلزلت الأرض، وتشققت الصخور. ولما رأى قائد المئة الذي أشرف على عملية الصلب ما جرى، خاف خوفاً عظيماً. وقال: «حقاً كان هذا ابن الله». لقد أدرك من هو المسيح. وهذا ما نحتاج نحن أيضاً أن ندركه لنختبر خلاص المسيح المعد لنا. هل تعرف أن كل خطية مهما كان نوعها تفصلنا عن الله؟ يوجد هوة عميقة تفصلنا عن القدوس وكلنا نستحق الموت الأبدي. ولا يقدر أحد أن يصل إلى الله بنفسه. ولقد حاول الناس في كل العصور أن يجتازوا هذه الهوة الفاصلة، فقدموا الذبائح، وصاموا وأرادوا أن يبنوا برجاً يصل إلى السماء وجربوا أن ينفذوا وصايا الله، وصلوا صلوات طويلة. لكن هذه جميعها لم تكن كافية لاجتياز الهوة العميقة. فكيف يريدنا الله أن نعبر تلك الهوة ونصل إليه؟ لقد خطط الله المحب منذ البدء أن ينشئ جسراً (كوبرى) فوق هذه الهوة. إن بناء جسر عادي يكلف الكثير، وتزيد الكلفة كلما كان الوادي الذي سيمر الجسر (الكوبرى) فوقه أعمق. لكن جسر الله إلينا فريد من نوعه، فقد كلفه أغلى ما يمكن. ليس ذهباً وفضة، لكن دم ابنه الوحيد الغالي. فكل من يطرح خطاياه أمام يسوع ويطلب منه الغفران، يستحق أن يعبر هذا الجسر الذي يوصله إلى الآب. |
29 - 05 - 2015, 04:55 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
ابتديت اشد حيلى
|
رد: جبل الفداء : الجلجثة
ربنا يبارك خدمتك
|
||||
29 - 05 - 2015, 01:40 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: جبل الفداء : الجلجثة
مشاركة جميلة جدا ربنا يبارك حياتك |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
هل هناك فرق بين عمل الفداء، واستحقاق الفداء |
كوم الجلجثة |
من كان معه في الجلجثة ...؟ |
الجلجثة |
علي من ينتقد شريعة الفداء الحق واثبات معتقد " الفداء العنصري " |