رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
جبل التطويبات
هذا الجبل هو المكان حيث علّم يسوع تلاميذه المبادئ المسيحيّة الأساسيّة من حيث: التعليم، السلوك ومبادئ الأخلاق. وهذه التطويبات تُعرف "بالموعظة على الجبل". طاف يسوع المسيح مع تلاميذه كثيراً، وتنقل من قرية إلى قرية ومن مدينة إلى مدينة. علّم في المجامع وأعلن البشارة السارة عن محبة الله. وكذلك شفى المرضى من أمراضهم المختلفة. وكم أراد يسوع بشوق كبير أن يدخل الناس في شركة مع أبيه السماوي. وكان الناس يتراكضون إليه من كل صوب ليسمعوه، وينالوا الشفاء ويتبعونه حيثما اتّجه. لماذا كان يسوع يتنقل من منطقة إلى أخرى؟ عندما رأى يسوع جمهور الشعب يتبعه ليسمع كلامه، صعد إلى الجبل وجلس هناك كي يراه الجميع. ثم تقدّم إليه تلاميذه الاثنا عشر وجلسوا حوله. واقترب منه الجمع الكثير، فأخبرهم يسوع عن الذين هم بالحقيقة سعداء، قائلاً: «طوبى للمساكين بالروح (المتواضعون) لان لهم ملكوت السموات». فالله سوف يباركهم ويفتح لهم الطريق إليه. لأنهم تنازلوا عن كبريائهم أمام الله وساروا بتواضع في طريقهم معه. من هم الأولون الذين دعاهم المسيح بالسعداء؟ ثم تابع يسوع تطويباته قائلاً: «طوبى للحزانى لأنهم يتعزّون». عندها ارتسم الحزن والهمّ على وجوه المستمعين، لأنهم فقدوا الفرح والأمل في حياتهم، فقال لهم يسوع: «طوباكم. إذ أن الرجاء لم يمت فيكم بعد». نعم طوباهم، لأنهم سوف يتعزون. فإن الله نفسه سيعزيهم ويكون هو تعزيتهم. بهذا الإيمان تقوّوا وتشجعوا ليحتملوا همّهم بصبر ناظرين إلى ربهم. ماذا يشجعنا لنحمل همنّا؟ أصغى المستمعون بانتباه لما يقوله يسوع لهم متابعاً: «طوبى للودعاء لأنهم يرثون الأرض». ربما فكر أحدهم أن العكس هو الصحيح، فالأقوياء هم الذين يملكون العالم ويحكمونه. نعم، هذا ما يبدو لنا. ولكنهم لا يعيشون بسرور، وليس سلام الله في قلوبهم. ونسلهم لا يطمئن. وعند انتهاء العالم سيظهر واضحاً أن الودعاء وحدهم سيرثون الأرض بسرور. كيف يعيش الإنسان الوديع؟ ثم أوضح يسوع لهم أكثر كيف يصبح الإنسان سعيداً حقاً قائلاً: «طوبى للجياع والعطاش إلى البرّ لأنهم يُشبعون». يعيش أكثر الناس بضمير باطل غير مبكت ولهذا يخبئون خطاياهم. لكنّهم في أعماق قلوبهم يجوعون إلى البر ويعطشون إلى الغفران. كل من يأتي إلى يسوع الآن ويعترف بخطاياه له، يحصل على الغفران والتطهير مجاناً ويحل سلام الله الأبدي في قلبه. كيف نتبرّر ونحصل على السلام في قلوبنا؟ وتابع يسوع قائلاً: «طوبى للرحماء، لأنهم يُرحمون». كل الذين غفر الله خطاياهم، يقدرون أن يسامحوا أعداءهم أيضاً. فيسوع يمنحك قلباً رحيماً، وينزع منك القلب القاسي، إذا طلبت منه تجديد قلبك، ويهبك من قوته حتى تستطيع أن تكون رحيماً مع كل الناس الذين تتعامل معهم. من الذي مثّل الرحمة على الأرض؟ بعدئذ حدّثهم يسوع عن موضوع أثار اهتمامهم جميعاً: «طوبى لأنقياء القلب لأنهم يُعاينون الله». هل ترغب أن ترى الله أباك في السماء؟ فكيف حال قلبك، هل هو نقي وطاهر؟ دعونا نطلب من الله، أن يطهّر قلوبنا ويقدس أفكارنا حتى لا يفصلنا شيء عنه، ولنعاينه في مجده عن قريب. من سيعاين الله؟ من هو الذي يعتبره يسوع أيضاً من السعداء؟ قال: «طوبى لصانعي السلام، لأنهم أبناء الله يُدعون». نستطيع أن نعيش بسعادة في حياتنا اليومية عندما يحلّ سلام الله في قلوبنا، ويثبت في عائلاتنا، ويدوم في علاقاتنا مع جيراننا، ويعم في قرانا، ويخيّم على بلادنا. دعونا نفكر جدّياً ونصلي كيف نستطيع أن نجد السلام حيث يكره ويقتل الناس بعضهم بعضاً. إنّ إلهنا هو إله السلام ويسوع رئيس السلام. وإن حلّ سلامه في قلوبنا فنكون من أبناء الله. هل يعمّ السلام محيطك؟ إن لا، فماذا تصنع؟ علّم يسوع أيضاً بأن الناس الذين يخدمون في سبيل حلول السلام بيننا، غالباً ما يتعرضون للصعوبات العديدة. فلهذا قال يسوع: «طوبى للمطرودين من أجل البرّ لأن لهم ملكوت السموات». إذا اضطهدنا أحد، علينا أن نتساءل عن السبب: هل أنا المذنب لأنني تصرفت وتكلمت بدون حكمة؟ عندئذ عليّ أن أعتذر وأعيد الأمور إلى نصابها. لكن إن اضطهدت لأنني أفعل مشيئة الله، أو أمجد اسم المسيح عملاً وقولاً وأعمل أعمالاً صالحة، عندئذ أستحق أن أبقى سعيداً رغم الاضطهاد. لأنني أعرف أن الله واقف بجانبي. كيف أتصرف إذا اضطهدني أحد؟ عزّى يسوع المطرودين مرة أخرى قائلاً: «طوبى لكم إذا عيّروكم وطردوكم وقالوا عليكم كل كلمة شريرة، من أجلي كاذبين. افرحوا وتهللوا لأن أجركم عظيم في السموات». هل تشعرون مثلي؟ اننا لا نفرح عندما يهيننا الآخرون ويستهزئون بنا ويكذبوننا لأننا نحب يسوع ونتبعه. إن مررنا في هذه التجارب، علينا أن نتذكر بأن المتاعب من هذا النوع سوف تزول. وبعدها نسكن مع الله إلى الأبد. لأنه هو فرحنا وبهجتنا. ونرى في حياة الرسول بولس أنه قُبض عليه ورُجم بالحجارة وضُرب وأُهين لأنه كان خادماً أميناً للمسيح. ورغم ذلك كان يقول دائماً: «افرحوا في الرب كل حين وأقول أيضاً افرحوا». بعد التطويبات التسع، استمر يسوع بموعظته لتلاميذه وللشعب. ولكننا لا نستطيع أن نذكرها كلها هنا. فإن كان لديك الكتاب المقدس تستطيع قراءة ذلك كله في الإنجيل حسب البشير متى الأصحاح الخامس. إلا أننا نريد أن نضيف موضوعين مهمين ذكرهما يسوع في تعاليمه: أولاً: «أنتم ملح الأرض». علينا أن نكون مثل الملح. لأن قليلاً منه يجعل الأطعمة شهية ذات مذاق طيّب. وبدون ملح لا يكون للأكل طعم لذيذ. فالمسيح يدعونا أنت وأنا أن نؤثر في من حولنا مثلما يؤثر الملح في الطعام، وذلك بواسطة أعمالنا وكلامنا وتصرفاتنا. هل عرفت أن للملح طاقة للرفع والحمل بطريقة عجيبة؟ يمكنك تجربة هذه الحقيقة في الاختبار التالي: خذ وعاء ملآناً بالماء وضع فيه بيضة نيئة، فترى أن البيضة تسقط إلى أسفل الوعاء. بعدئذ ضع في الماء شيئاً من الملح. وبعدما يذوب الملح تطفو البيضة على وجه الماء. فمن هذا الاختبار نرى أن للملح قوة للرفع والاحتمال. وهكذا نستطيع أن نفهم قول يسوع، إن المؤمن الممتلئ بمحبة الله يستطيع أن يحتمل الآخرين ويرفعهم إلى الرب بالصلاة وبواسطة سلوكه اللطيف المستقيم. فهل ننعش الآخرين ونقربهم إلى الله من خلال طباعنا وتصرفاتنا؟ ثانياً: «أنتم نور العالم». لقد جمع يسوع التطويبات كلها بهذه العبارة المثيرة. يدعونا يسوع أن نضيء بنوره اللطيف وننير محيطنا كسراج منير. فليضئ نور المؤمنين في دنيانا المظلمة، وفي المكان الذي عيّنه الله لنا. يدعونا يسوع أن نستنير بنوره، ويعلم هو مقدار محبتنا له. هل أنت نور مضيء في العالم الدامس وفي المحيط الذي اختاره الرب لك؟ يدعونا يسوع أن نتقدم إلى الظلام ليظهر نوره في عالم الخطية وبحر الآلام. طوبى للسراج الذي ينير محيطه المظلم مشعاً في المكان الذي اختاره الله له. هل أنت نور في محيطك؟ وكيف؟ |
29 - 05 - 2015, 01:41 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: جبل التطويبات
مشاركة جميلة جدا ربنا يبارك حياتك |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
جبل التطويبات |
جبل التطويبات |
التطويبات |
التطويبات |
التطويبات |