رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
جبل الإمتحان :المُريَّـا
تُحِبُّ الرَّبَّ إِلٰهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ قُوَّتِكَ تثنية 6: 5 امتحن الله على هذا الجبل إيمان وولاء إبراهيم له. لقد طلب الله من إبراهيم أن يقدّم إسحاق، ابنه الحبيب، ذبيحةً مقدّسةً له. ولكنّ الله أنقذ إسحاق بكبشٍ وبارك إبراهيم بسبب أمانته. + كان إبراهيم رجلاً غنياً يملك كل ما تمناه. وكان يحبّ زوجته جداً. وكان تحت تصرفه العديد من الخيام والعبيد والحيوانات (الماشية). ولكن غناه لم يكفه، بل انتظر سنين طويلة حتى يحقق الله نبوته له. لان الله، القادر على كل شيء، كان قد وعده بأنه سيصير أباً لجماهير كثيرة. ولكن كيف سيتحقق ذلك، وليس له ولد؟ هذا السؤال كان النقطة الأساسية في حياة إبراهيم. وظلّ واقفاً أمام الله يسأله: «متى تحقق هذا الوعد، وتمنح لي ولداً؟». لماذا انتظر إبراهيم أن يكون له ابن؟ قد صنع الله أعجوبة وحقق وعده لإبراهيم، ومنح زوجته سارة ابناً رغم شيخوختها. لم يتوقع أحد أنّ هذه الأعجوبة ستتحقق. ولكن عند الله كل شيء مستطاع. كان إبراهيم وسارة شاكرين الله من كل قلبيهما. وصار ابنهما الصغير إسحاق مصدر الفرح لهما وأحباه كثيراً. ماذا سمى إبراهيم وسارة ابنهما؟ ولكن فجأة حدث أمر غريب غير معقول. في ذات ليلة وبينما كان الخدم نياماً، وكذلك سارة وإسحاق ينامان باطمئنان في الخيام، سمع إبراهيم صوت الله يناديه: «يا إبراهيم». «ها أنذا»أجابه إبراهيم. فكلمه الله ثانية: «خذ إسحاق ابنك، الذي تحبه، واذهب إلى جبل المريا، وقدّمه ذبيحة لي». فاستلقى إبراهيم مندهشاً وأخذ يفكر: ماذا قال الله لي؟أيجب عليّ أن أقدم له أعز ما عندي بعد أن وعدني به مسبقاً ومنحني إياه؟ ماذا سمع إبراهيم في الليل؟ ماذا يفعل إبراهيم؟ هل يطيع الله؟ هل يحب الله أكثر من ابنه؟ ماذا يقررّ؟ في سفر التكوين نقرأ: وبكّر إبراهيم صباحاً؟ قد طلب الله من إبراهيم طلباً صعباً جداً. لكن إبراهيم لم يؤجل قراره، بل نفذه حالاً. وأمر اثنين من خدامه ليرافقاه. فجهزا الحمار ثم قطع بنفسه الحطب. ووضع جمراً في الوعاء، وأحضر السكين، ونادى إسحاق ابنه الحبيب: «تعال يا إسحاق، سنذهب إلى جبل المريا لنقدم ذبيحة لله». ماذا فعل إبراهيم بعدما سمع أمر الله له؟ وماذا تعمل أنت إن طلب الله منك تضحية ما؟ كان الطريق طويلاً ومتعباً، استغرق ثلاثة أيام. أما إبراهيم فكان يمشي صامتاً ومنكس الرأس أمام الآخرين. ودارت في رأسه أفكار كثيرة. لم يفهم لماذا طلب الله منه عملاً صعباً بهذا المقدار. ورغم ذلك كان يطيع الرب. وأصبح إيمانه بالله قوياً جداً، حتى فكر في نفسه: «الله يقدر أن يحيي ابني إسحاق ثانية، حتى ولو ضحيت به ذبيحة». لماذا مشى إبراهيم في طريقه صامتاً ومنخفض الرأس؟ بعدما سار إبراهيم وإسحاق والخادمان ثلاثة أيام، شاهد إبراهيم جبل المريا من بعيد. فالتفت إلى الخادمين وقال: «امكثا هنا مع الحمار حتى أرجع مع ابني من الجبل. إننا ذاهبان لنعبد الرب». أخذ إبراهيم الحطب عن ظهر الحمار ووضعه على كتف إسحاق. أما هو فقد حمل بيده الجمر والسكين. ماذا قال إبراهيم للخادمين؟ وماذا أراد هو أن يفعل على جبل المريا؟ صعد إبراهيم وإسحاق صامتين على جبل المريا. وفجأة وقف إسحاق، ونظر إلى أبيه بعين متسائلة وقال: «يا أبي». فرد عليه إبراهيم: «نعم يا ابني، ماذا تريد؟». فقال إسحاق: «عندنا كل ما هو ضروري للذبيحة: الحطب والسكين والنار، لكن أين الخروف لقربان المحرقة؟». بماذا يجيبه إبراهيم؟ كان قلبه ثقيلاً عندما قال لإسحاق: «يا ابني، الله سيحضر بنفسه الخروف لقربان المحرقة». وأكملا طريقهما. هل عرفت ما معنى قربان المحرقة؟ إنه القربان الكامل. لا يجوز أن نقدم لله قسماً من أي شيء، بل كل الشيء. ماذا كان على إبراهيم أن يقدم لله كاملاً؟ وقف إبراهيم وإسحاق على قمة جبل المريا. وهذا الجبل هو الأقل ارتفاعاً من جميع الجبال المحيطة بالقدس. بدأ إبراهيم يجمع الحجارة الكبيرة ليبني منها مذبحاً. وساعده إسحاق بجد. فوضعا الحطب بالطول والعرض على المذبح. وكان كل شيء جاهزاً ما عدا الذبيحة. «أين الخروف؟» تساءل إسحاق ونظر حوله يمنة ويسرة. اقترب إبراهيم من ابنه، ونظر إليه بعين الحب. وعندئذ حدث الأمر المستحيل: ربط إبراهيم إسحاق بالحبل الأمر الذي فاق قدرته. لكنه أراد أن يطيع الله مهما كلفه الأمر، ويقدم له أعز ما عنده. ماذا كنت تفعل لو كنت مكان إبراهيم؟ هل كنت تتصرّف مثله؟ وضع إبراهيم إسحاق على المذبح. يا ترى ما هي الأفكار التي دارت في قلب هذا الولد؟ رفع إبراهيم السكين عالياً، ولكن في اللحظة الأخيرة ناداه ملاك الرب: «إبراهيم... إبراهيم...». فنظر إبراهيم حوله مندهشاً وقال: «ها أنذا». وأكمل الملاك قوله: «لا تفعل بابنك شيئاً، لأنني عرفت الآن أنك تحب الله أكثر من كل شيء حتى أنك تضحي بابنك لأجلي». هل تحب أنت الله أيضاً أكثر من كل شيء؟ كيف تُظهر هذا؟ رفع إبراهيم عينيه بكل فرحِ وشكرِ، ورأى فجأة كبشاً متعلقاً بقرنيه بين الشوك. كان هذا هو الذبيحة التي أحضرها الله بدلاً عن إسحاق ليقدمها له. فاختبر إبراهيم مجدداً أن الله رحيم ورؤوف وطويل الروح، يقبل كبشاً، بديلاً عن البشر الخطاة. وأما إسحاق فكان شاكراً لله لأنه خلصه من الموت ومنحه حياة جديدة. وفرح إبراهيم فرحاً عظيماً لأنّ الله سمح له أن يفك ابنه ويقدّم الكبش ذبيحة عوضاً عنه. فدعا المكان الذي بنى عليه المذبح: «الرب يرى». ماذا قدم إبراهيم ذبيحة لله؟ بعدما قدم إبراهيم الكبش لله بدلاً عن ابنه، ناداه ملاك الرب ثانية من السماء وقال له: «إن الله أقسم بذاته وقال: لأنك فعلت ذلك، وكنت مستعداً أن تضحي بابنك الوحيد لأجلي، سأباركك وأكثرك، وأمنحك أحفاداً وأبناء أحفاد، كعدد النجوم التي في السماء وكالرمل الذي على شاطئ البحر. وتصبح أباً لشعوب كثيرة. وستتبارك العديد من الشعوب بواسطتك لانك أطعت أمري». إنّ الله يريد أن يباركك. ما هو السبب الذي لأجله بارك الله إبراهيم؟ رجع إبراهيم مع إسحاق إلى الخادمين المنتظرين. وكم كانت العودة جميلة. لقد وهب الله إبراهيم ابنه اسحاق ثانية. فاستطاع أن يتكلم معه مطمئناً عن عظائم الله. ولم يخطر على بال إبراهيم أنه بعد قرون كثيرة سيقدم الله حبيبه المسيح، ذبيحة محبة للعالم، ليخلصنا من الخطية. ما أعظم محبة الله. إنّ الله يحبك كثيراً. فهل تعرف كيف أظهر الله محبته لك؟ |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
صلاة هامة قبل الإمتحان |
زوادة اليوم: الإمتحان |
زوادة اليوم : الإمتحان |
أحدث طرق الغش فى الإمتحان !!! |
+ الإمتحان هايجى سهل ، وأنا قلت لك هتدخل طب : |