منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 27 - 05 - 2015, 01:11 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,632

بالصور.. من داخل كنيسة جبل الطير فى عيد الصعود
بالصور.. من داخل كنيسة جبل الطير فى عيد الصعود
نقلا عن المصرى اليوم
استقرت عجلات الحافلة الضخمة، أمام موقف المنيا، تستقبلها مئات الأقدام السمراء التى زادت أشعة الشمس من حرارة انتظارها، وفجأة أطلق أحد التباعين صائحاً: «العدرا.. العدرا»، ليستقر بهم المطاف فوق المقاعد بابتسامة عريضة، وأياد محملة بحقائب ضخمة، لتبدأ رحلة يخوضونها سنوياً، حين يخترق السائق طوال ساعة ونصف الساعة الصفحة البيضاء لمحاجر المنيا التى يعمل بها معظم شباب المحافظة.
ينهى صرير عشرات «المراجيح» المتراصة بمقدمة المشهد صمت الطريق الأبيض الخالى من العمال، ويتقلص مشهد انتظار المئات فى موقف المنيا أمام أمواج الأفواج المتسلقة للجسد الصخرى لجبل الطير، بين صبية تملأ الابتسامة وجوههم وهم يجذبون أيادى ذويهم بلهفة للقاء طال انتظاره، وفتيات يحملن أطفالهن الصغار بيد، وبأخرى يحملن زياً مرصعاً بصلبان ذهبية، وعجائز قصدوا «الوفاء بالندر»، ونساء جئن فى طلب بركة «العذراء مريم».



بالصور.. من داخل كنيسة جبل الطير فى عيد الصعود احدي احتفالات حضرة مريم العذراء



7 أمتار هى مساحة أكبر الطرق الترابية المؤدية لكنيسة العذراء، وزاد من ضيق المساحة ما يحدها على جانبى الطريق من «فتارين» لباعة جاءوا من كل حدب وصوب ليبيعوا ما حملوه من بضائع، فزينوا أحد الطرق بأهرام الحمص، وصور العذراء، وبين ضفتى البضائع تهبط الأمواج البشرية الهادرة، حيث تتعانق آلاف الأكتاف حتى عمق المشهد.


لا صوت يعلو على صوت «المهرجانات الشعبية» الصادرة عن السماعات الضخمة المثبتة على الأجساد الفولاذية لمئات المراجيح المتراصة بالميدان الملاصق للكنيسة، حيث استبدل بالترانيم التى توقعها الجميع صوت «أوكا وأورتيجا وإسلام فانتا»، ينافسه أزيز «شرز كهربى» يصدر عن أكشاك صغيرة يقف أمامها طابور يحوى العشرات.



بالصور.. من داخل كنيسة جبل الطير فى عيد الصعود احدي احتفالات حضرة مريم العذراء



ينتهى أول المتقدمين للطابور، فيتجه إلى صحن الكنيسة الرئيسية، حاملاً طفلا يبكى، ويرفع يده اليمنى، ليتقدم آخر إلى «جرجس عزت» رسام الوشم القادم من الخصوص بالقليوبية، ليقضى أسبوعا كاملا فى رسم الوشم بالمولد.


«عشرة جنيهات قيمة رشم الصليب على أيدى الأطفال، وأكبر وشم يرسم على الظهر يكلف 200 جنيه، والمقارنة بمراكز الوشم بالقاهرة وشرم الشيخ غير عادلة، فأقل وشم بمساحة 1 سنتيمتر يكلف 600 جنيه فى تلك الأماكن».. قالها «جرجس» قبل أن يجلس متقدما الطابور ممسكاً بنجل ابنته الصغيرة ليمد يده إلى رسام الوشم. يمسك «جرجس» بيد الطفلة، ويغمس قطناً طبياً بقارورة بنج موضعى، ثم يعيد الكرة برش نوع آخر من البنج على رسغ الطفلة، ثم يخرج «إبرتى خياطة» من كيس صغير، يضعهما داخل مسدس يثير ضجيجاً، وكأنه أزيز شرز كهربى، ثم يغطى الحد بغطاء بلاستيكى ويغمسه بقارورة أخرى تحوى مادة صبغية من اللون الأسود ليبدأ فى رشم رسغ الطفلة بالصليب.



بالصور.. من داخل كنيسة جبل الطير فى عيد الصعود احدي احتفالات حضرة مريم العذراء



«قليلون من يطلبون وشوماً خاصةً فى المولد، الغالبية العظمى تشم أيديها بالصليب أو صور المسيح والشهداء».. كلمات أشار بها «جرجس» لأحد الشباب الذى رفع ملابسه ليكشف عن صدره ليشم عليه «جرجس» كلمة «أمى». ومع الاقتراب أكثر فأكثر من جدار الكنيسة، يخفت صوت «المهرجانات»، وتقل حركة الكتل البشرية المتحركة بالأزقة والحارات المؤدية لمدخل جانبى للجبل الذى نحتت داخله الكنيسة، يعلو صوت الجموع شيئا فشيئاً بهتاف منغم، تقطعه بين الحين والآخر «زغرودة» تأتى من قلب الباحة المزدحمة بالأسر القادمة لتعميد أطفالهم، حيث تقر الديانة المسيحية بأن الأطفال يولدون بخطيئة سيدنا «آدم» فى الفردوس، التى هبط لأجلها للأرض، لذا توجب الديانة المسيحية تعميد الأطفال لجحد الشيطان ومسح خطيئة آدم.


فى داخل الكنيسة، اصطفت عشرات الأمهات أمام سور حديدى قصير حاملات أطفالهن عُراة، ينتظرن يد القس الشاب الأب «ماتاؤس» نجل القمص «متا»، الذى يقف أمام منضدة طويلة، يقابلها حوض يملؤه بالماء، ثم يسكب عليه زيتاً عادياً على مثال الصليب ثلاث مرات، ويتلو الرشومات الثلاثة، ويصلى قائلاً: «ادع عبيدك يا سيدى إلى نورك الطاهر. اجعلهم مستحقين هذه النعمة العظيمة التى للعماد المقدس. املأهم من قوة روحك القدوس».. ثم يأخذ زيت (الغاليلاون) ويسكب منه فى جرن المعمودية ثلاث مرات، وفى الأخير يأخذ زيت (الميرون) المقدس بالديانة المسيحية ويسكب منه قليلًا جدًا فى ماء المعمودية ثلاث مرات.



بالصور.. من داخل كنيسة جبل الطير فى عيد الصعود احدي احتفالات حضرة مريم العذراء



وقبل أن يلتقط الأب «ماتاؤس» أحد الأطفال يطلب من الأم أن تحمله بيدها اليسرى، لترفع يدها اليمنى أمام الكاهن وتكرر خلفه «أجحدك أيها الشيطان.. وكل جنودك الرديئة.. أجحدك أجحدك أجحدك»، ويسأل الكاهن الأم قائلاً: «هل اؤتمنتِ على الطفل؟»، فترد بالإيجاب.


وقبل أن يبدأ التعميد يفحص الطفل، ويأمر بخلع كل شىء من آذانهم وأيديهم كالحلقان والأساور والخواتم وغيرها، ثم يأخذ قارورة الزيت العادى ويرشم الأطفال- أى يضع قليلاً من الزيت على جسد الطفل ثلاث مرات، قبل أن يبدأ طقس «الغمر»، حيث يغطس الأب «ماتاؤس» الطفل ثلاث مرات بماء حوض التعميد، ثم يعيده إلى المنضدة ليرشمه مرة أخرى بزيت الميرون، وينادى الأب والدة الطفل ليتلو عليها التعهد قائلا: «تعهدى بأن تحافظى على الطفل وتربيه تربية سليمة قائمة على آداب المجتمع والكنيسة لتحاسبى عنه يوم الدينونة».



بالصور.. من داخل كنيسة جبل الطير فى عيد الصعود احدي احتفالات حضرة مريم العذراء



تتعهد الأم ليرفع الأب «ماتاؤس» الطفل على المنضدة، فتأتى الجدة بالكيس الأبيض المرصع بالصلبان الذهبية، وتلبسه للطفل، وتسلمه مرة أخرى للأب ماتاؤس الذى يرفع غطاء الرأس عن الطفل، ويلتقط شريطاً أحمر هو الزنار الأحمر، ويربطه أعلى الكتف الأيسر وأدنى الإبط الأيمن، ويشترط ألا يقوم بفك الزنار سوى قس آخر، لتنتهى عملية التعميد. وتخرج الأم وتسبقها الزغاريد عن باحة قاعة التعميد الملحقة بالكنيسة، قاصدة مدخل كنيسة العذراء الأثرية.


يستقبل الطابور البشرى الطويل لوحة وضعت على جدران الكنيسة كتب عليها «ممنوع التصوير إلا بتصريح من مفتشى الآثار، ومن يخالف ذلك يعرض نفسه للمساءلة القانونية»، وأمام بوابات الكنيسة يقف مينا ميلاد لبيب، مفتش آثار منطقة المنيا، ليعيد التحذير الذى أكد أن تصوير الكنيسة يتطلب تصريحاً من أمن الآثار بوزارة الداخلية وشرطة السياحة وتصريح مفتشى الآثار التى تكلف 600 جنيه لغير المصرى و150 جنيها للمصريين.



بالصور.. من داخل كنيسة جبل الطير فى عيد الصعود احدي احتفالات حضرة مريم العذراء



الكنيسة معروفة باسم دير جبل الكف بسمالوط، حيث يقول التاريخ القبطى والمخطوطات القديمة التى وضعها البابا تيموثاؤس الـ26 فى القرن الخامس (إن العائلة المقدسة لما عبرت النيل شرقاً من إطسا نزلت فى كهف، ولما لمس السيد المسيح الحجر صار كفه طابعا فى الجبل، ويعرف أيضاً بدير جبل الطير لأن طيور البوقير القادمة من الإسكندرية كانت تتزاحم حول قمة الجبل وتأخذ فى ضربه بمنقارها دون أن يهدأ لها ضجيج حتى ينغرس منقار أحد تلك الطيور فى شق الصخر، ولا يستطيع منه فكاكا، ويظل معلقا به حتى يموت، وتعود الطيور الأخرى من حيث أقبلت، بهذه الكلمات قادنا مفتش الآثار عبر البوابة الصخرية للكنيسة التى قال إن 3 ملايين يقومون بزيارتها سنوياً فى المولد المعروف بعيد الصعود، والذى يلى عيد القيامة بـ40 يوماً.


وداخل الباحة الرئيسية للكنيسة، استقر عشرات الزائرين فى طابور ملاصق للحوائط الأربعة، ليتوقف أولاً أمام بوابات المغارة، حيث اختبأت العائلة فى العام الأول الميلادى فى رحلتها المقدسة عبر مصر، وطبقا للديانة المسيحية اصطحبت السيدة مريم العذراء المسيح ويوسف النجار وسالومى إلى كهف داخل هذا الجبل، ولم تكتشف تلك الرحلة إلا فى العام الرابع الميلادى، وفى 328 ميلاديا قامت الملكة هيلانا بتتبع رحلة العائلة المقدسة عبر الأراضى المصرية، وعن طريق البحث أيقنت بأن الأسرة المقدسة اختبأت 3 أيام، داخل كهف فى جبل، فأمرت بنحت كنيسة داخل الجبل.


«السلام لكِ يا مريم.. يا ياقوت غالى الأثمان، يا زهرة فى البستان».. بهذه الترنيمة، تقف أسرة «بشير وهبة عياد» أمام باب المغارة الحديدية لتتغنى فى مدح السيدة مريم، قبل أن يمسك رب الأسرة بنجلته ليرفعها إلى أيقونة بيضة النعام المقدسة بالديانة المسيحية، ثم إلى أيقونة للسيدة العذراء، فيمسح الأب يده بأيقونة تبركاً وتعيد الطفلة ما فعل، ثم تلقى الأسرة بمال نذره «بشير» فى العام الماضى أثناء زيارته المغارة فى موسم المولد، ثم تتلو الأسرة «أكسيا.. أكسيا.. أكسيا.. تيآ جيا ماريا أى بارثينوس»، أى «مستحقة مستحقة مستحقة أيتها العذراء مريم».


تخطو أسرة «بشير» إلى «الأينونستا»- الحجاب الخشبى للهيكل الذى بنى فى القرن 13 على الطراز البيزنطى باللون البنى، ويقع على يسار المغارة، لتخطو أسرة «زينب» محلها، كغيرها من أسر مسلمة كثيرة تزور الكنيسة فى موسم المولد، «زينب» ونجلتها أيضاً جاءتا لتوفيا بما سميتاه «الندر» قائلة: كل سنة باجى للعدرا علشان أطلب بركتها وأوفى الندر.


تستمر الخطوات فى تناسق إلى اليسار لتصل إلى الأيقونات الأثرية الثلاث التى وضعت بأقصى الركن الأيمن للحجاب الخشبى، الأولى لمارجرجس، والثانية للعذراء والثالثة لأيقونة مريم الملكة التى رسمها أنسطاسى المقدسى فى العام 1400م وأخذها من الذى رسمها لوقا الإنجيلى.


وكان جديرا بالأخيرة أن تتوسط موقد الشموع، ليصلى أمامها القادمون لزيارة الكنيسة، إلا أن القائمين على خدمة الكنيسة فى المولد فضلوا إبعادها عن الموقد حفاظاً على الأيقونة التاريخية، فيما استعاضوا عنها بأيقونة مستحدثة، حيث غرست ماريا- الطفلة الصغيرة- شمعتها بقلب الموقد لتصلى ليحفظ الله لها أبويها.


صمتٌ خيّم على أجواء موكب الزيارات والتبرك، لم يخرج عن نصه سوى مرقص سمير لويس بولس، بجلباب يوضح أنه أحد أبناء المنيا، تتوسطه شارة زرقاء تتدلى من عنقه، تشير إلى كونه أحد خدام الكنيسة والزيارة فى هذا اليوم.. يتحرك بصعوبة ليست بالغة، ويقف فى وسط صحن الكنيسة مشيراً إلى موقعين محفورين فى منتصف الصحن ليقول هذا هو اللقان الأثرى، واللقان كلمة يونانية تعنى الحوض، ويستخدم فى ثلاث أعياد مسيحية، تتمثل فى عيد الغطاس، خميس العهد، وعيد الرسل، وأضاف: يستخدم اللقان لغسل أقدام المصلين تمثلاً بما فعله المسيح مع تلامذته قبل صلبه.


لهجة مرقص وحديثه بصعوبة يشيران إلى أنه من ذوى الاحتياجات الخاصة، لكن ابتسامته وإقباله على الوصف الدقيق وإمداد الزوار بالمعلومات التاريخية كانت الإضافة الأبرز لكل الزوار الذين استمعوا لمرقص، وتهافتوا على التقاط الصور التذكارية معه، ليستكمل حديثه قائلاً: عمر الكنيسة 1674 عاما، وبها عشرة أعمدة متصلة، فى أحدها معمودية أثرية، كانت الكنيسة تقوم بتعميد الأطفال بها، حتى أغلقت منذ فترة، لأن العامود فى حاجة لترميم وتهدده مياه التعميد بالسقوط، واستطرد: تحوى الكنيسة أيضاً حامل الأيقونات الأثرية، الذى يحوى 7 تلاميذ باقية من 12.


توقف صوت مرقص بعد الضجيج الذى أصدره أحد خدام الكنيسة بطرْق عصاه على أحد الصناديق المعدنية، ليصيح بالزائرين الذين يقفون فى طابور الزيارة قائلاً: «اتحرك يا أستاذ، اللى واقف عند المغارة.. اتحرك لو سمحت فيه ناس واقفة منتظرة تنهى زيارة، اللى اتبارك يتفضل ويسيب مكان لغيره»، ليخرج أول الزائرين إلى الميدان المواجه للكنيسة.


وفى الخارج، بدأ كورال الكنيسة فى قيادة المجتمعين فى نغم الترانيم، بينما استقرت عائلة نبيل عوض بالمنزل المكون من حجرة واحدة ودورة مياه، الذى بنى منذ 150 عاما بالحارة الملاصقة للكنيسة بمساحة لا تتعدى الـ20 متراً، والذى اشتراه نبيل عام 1985 ليقضى وأسرته أيام المولد به قاصدين الخدمة.


ينادى نبيل على المارة، خاصةً من يبدو من مظهره أنه ليس من أبناء محافظة المنيا، ويطلب منهم قبول هداياه وضيافته، حيث يكرر الخدمة والنذر سنوياً، وهو ما يفعله فى مولد درونكا ومولد دير الأنبا شنودة سنوياً أيضاً.


نقضى الأسبوع هنا لنتبرأ من خطايانا، ونخدم إخوتنا، ونصلى لسلامة الجميع.. هكذا بدأ نبيل حديثه بعد أن قدمت زوجته أكواب الشاى لتجتمع الأسرة مع الضيوف الذين قبلوا ضيافتهم، ليعود الرجل الذى تجاوز الستين من العمر بذاكرته إلى عام 1985 حين اشترى المنزل ليقول: هذا المولد نعتبره مصيف الفقراء، وأبناء القرية كانوا يعيشون طوال العام على ما يجنونه من أموال طوال الأسبوع، وكانت العادة تجرى على أن يشترى الفلاح فى الدلتا لوازم أسرته طوال العام، ويعد البقال والجزار وصاحب المنزل بأنه سيسدد ديونه «على القطن»، أى حين يجمع محصول القطن، وفى القرية كان أرباب الأسر يقولون للديّانة بأنهم سيسددون الديون «ع المولد»، حيث كانت الأسرة بأكملها تعيش فى حجرة واحدة أثناء أسبوع المولد، وتؤجر بقية الحجرات للقادمين لزيارة الكنيسة وقضاء أيام المولد.


نستقبل جميع الغرباء عن المدينة، وفى هذا العام أحزننا أن الصحفى الوحيد الذى اهتم بالمولد وتاريخ الكنيسة هى صحفية لمجلة أجنبية، لكن بالطبع أسعدتنا العادة الجارية على استقبال الأسر التى تأتى لزيارة العذراء مريم التى كرمت بالقرآن والإنجيل، ونسعد لأننا نوقن باستضافتهم.. كم يحبونها كأم، حسب هانى أكبر أبناء «نبيل».


أضاءت الفروع الملونة التى يطلق عليها أصحاب المراجيح، لتعلن اقتراب نهاية اليوم بغروب الشمس، وتجمع الآلاف بميدان الكنيسة وسط ترانيم الكورال، فى انتظار «ظهور العدرا»، وعلت صيحات الجميع، بعد أن طافت بعض طيور الحمام بالقرب من قباب الكنيسة المرصعة بالصليب المضىء، ما اعتبره يوسف جبرائيل- الشاب الثلاثينى- ظهوراً للعدرا، حيث قال: من المعروف أن طيور الحمام لا تطير ليلاً، وهذا ما نراه ظهوراً متجسداً فى تلك الطيور.


وكان طواف طيور الحمام إيذاناً بالترنيمة الأخيرة أمام ميدان الكنيسة، حيث تغنى الآلاف فى تناغم: نورك بان ع الصلبان.. يا عدرا يا أم المسيح.. يا عدرا يا زينة.. هلى الليلة علينا.. ومع نهاية الترنيمة الأخيرة التى استمرت حتى ساعات الفجر، بدأت عصا المخبرين، وصيحات أمناء الشرطة وبعض الضباط فى إعلان نهاية المولد، موجهين حديثهم لأصحاب الفتارين والمراجيح: ابتدوا فكوا حاجاتكم، ليبدأ الجميع فى لملمة أشيائه، وتخمد جلبة الترانيم بقلب الكنيسة والمهرجانات الشعبية الصادرة عن المراجيح على أطراف الميدان، وتبدأ أصوات محركات الحافلات فى الصياح، حيث عاد السائقون من مدينة المنيا فى الموعد المحدد، وتنهى الفتيات جولتهن الأخيرة بمراجيح المولد قبل تفكيكها لتعود من حيث أتت.


وفى الأخير، يصعد نبيل عوض كغيره من ملاك المنازل فوق سطح المنزل ليرفعوا الصلبان المثبتة فوق المنازل، ليعودوا بها إلى منازلهم، وقد نذروا أن يعودوا فى العام المقبل للتبرك فى مولد العدرا.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
كنيسة السيدة العذراء بجبل الطير - المنيا
5 معلومات عن كنيسة العذراء بجبل الطير
القوات المسلحة تبدأ تطوير كنيسة جبل الطير
بالصور دموع الأمريكيين اثر قتل 9 أشخاص في إطلاق نار داخل كنيسة للسود
كنيسة العذراء الاثرية بجبل الطير ملوى المنيا


الساعة الآن 01:10 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024