فى معظمنا شعور دفين بالقاء اللوم على الله فى كل شييء و لم لا ؟ أليس هو خالق كل شييء !؟
ألم يسمح بكل الآلام و التجارب و الأحزان التى أصابت أيوب البار؟
ألم يقل الكتاب عنه انه ضابط الكل ؟ ألم يقل نحميا عنه ان الله هو الذى يعطى النجاح، فإذا فشلنا فمن نلوم غيره ؟
ألم يقل الرب يسوع بفمه الطاهر أنه بدونه لا نستطيع ان نعمل شيئا ؟
فمن ألوم إذا حينما أسقط فى الخطية ؟
و الغريب و العجيب ان لومنا لله يمتد إلى كل شييء فى حياتنا
فإذا ظُلمنا فى أعمالنا نلوم الله لأنه لم يدافع عنا و لم ينصفنا
و إذا تأخرت ترقيتنا نلوم الله و إذا إرتفعت الأسعار و زاد الغلاء لا نجد أحد نلومه غير الله.
و إذا كانت زوجتى تسبب متاعب فى حياتي و لم تتغيرألوم الله.
و إذا كان الزوج متعبا لزوجته و طباعه صعبة و لم يتغير بالرغم من الصلوات الكثيرة نلوم الله.
أصبح الله هو الملام فى كل ما يحدث فى حياتنا من ألم و معاناة و ظلم و فشل.
أما النجاح و التوفيق فى حياتى فيعود بالطبع لجهدى و تعبى و ذكائي و خبرتى.
و فى العلاقات الإجتماعية في البيت أو العمل أو الكنيسة فيعود نجاحي للباقتى و كياستى و قدرتى الفائقة على احتواء الأمور.
و هكذا تتحول الحياة الى منهج ثابت لا يتغير عند كثيرين، فالنجاح و التوفيق يرجع اليَ انا.
و الفشل و السقوط و الألم و الضعف و الظلم و المرض ليس من الله و لكن الله يُلام لعدم تدخله.
و هكذا ينجح عدو الخير متضامنا مع جهلى و عدم إيماني فى أن ينسجا صورة باهتة عن الله داخل قلبي.
لذا فكثير منا لا يعبد الله بفرح و لا يدخل دياره بالتهليل كما اوصانا الكتاب.
و كيف افعل ذلك و هناك إحساس دفين بالمرارة تجاه الله انه يقف متفرجا علي "يارب لماذا تقف بعيدا، لماذا تختفى فى أزمنة الضيق؟"
بل أظن انه يملك أن ينقذنى و لا يفعل...
آه ه ه على السيد الرب الإله الذى نزل من علياء مجده و أخذ شكل العبد لينقذنى من قضاء الموت الأبدى و ليكسر شوكة الخطية و حكمها في جسدى ثم أقامنى معه و أجلسنى معه فى السماويات و هو قادم سريعا ليأخذنى للمجد الأبدى ! ثم يفاجأ بي ألومه على رخاوتى و كسلي و عدم أمانتى. فأنا أسير فى خطوات السقوط فى الخطية ثم ألوم الله لماذا لم ينقذنى منها كمن يقف امام القطار ثم يلوم الله قائلا لماذا لم توقف القطار؟
يوسف البار لم يلم الله علي القطار الذى كان يريد ان يهلكه بل هرب سريعا من أمامه و لم يقل لله لماذا تركت اخوتى يظلمونني و أنت واقف متفرج عليهم!
بل سلم قضيته بالكامل لإلهه ووثق أن الهه الصالح لن يتخلي عنه و لن يتركه و بالفعل رفعه إلهه القوي الي كرسي المجد حينما لم يلمه و لم يتشكك فى محبته و حينما وثق به و حينما ظل أمينا لإلهه حتي فى السجن.
و كذلك أيوب البار الذى إذا وُزعت بلاياه و مصائبه علي بلدة بأكملها لجدفوا علي الله و أنكروه و جحدوه و لكنه ظل أمينا لإلهه و حينما صرخت فى وجهه زوجته أن يجحد الله و ينكرهذا الإله الذى هو فى نظرها ينبغى أن يلام علي صمته و عدم تدخله انتهرها أيوب بشدة و اعتبرها جاهلة لا تفهم هذا الإله الصالح المُحب لأولاده.
الله صالح شديد الصلاح و قوي شديد القوة و محب لأولاده حتى الموت.
لو آمنا بإلهنا هكذا ما لمناه قط بل نلوم العالم الشرير و نلوم إبليس و قبلهما نلوم أنفسنا التى لم تتعرف بعد على محبة إلهها و ما فعله من أجلها و ما أعده لها.
ليتنا ندعو الله أن ينزع صورة الله الممزقة داخلنا التى زرعها عدو الخير و يطبع صورة الله الحنون و الأب المُحب الذى يصلح أخطائنا و اخطاء الناس. هذا الإله المُحب الذي مات علي الصليب من أجلي.