الموت سببه المخ وليس القلب

[Mary Naeem]

الموت سببه المخ وليس القلب

عتقد أغلبنا أن الموت يحدث عند توقف نبض القلب وتدفق الدم، حيث تبدأ باقي أعضاء وأجهزة الجسم في التوقف شيئا فشيئا، ولكن بحوثا جديدة ترجح أن اللاعب الرئيسي في حدوث الموت هو "المخ" وليس القلب.

فعندما قام العلماء بدراسة نشاط القلب والدماغ في الفئران، في لحظات ما قبل الموت، وتابعوا تناقص الأكسجين في الجسم، وجدوا أن المخ "الدماغ" قد أرسل موجات من الإشارات للقلب، تسببت في أضرار خطيرة أدت لتوقف الأخير عن العمل.

لكن عندما اعترض الباحثون هذه الموجات ومنع وصولها إلى القلب، نجت الفئران من الموت، وتمكنت للبقاء لفترة أطول نسبيا. وتكتسب هذه التجربة أهمية كبرى إذا تشابهت مع ما يحدث في الإنسان، حيث يتمكن العلماء وقتها من إطالة عمر البشر، ومساعدتهم على البقاء على قيد الحياة إذا ما قطعوا الطريق على هذه الإشارات الدماغية.

ويبحث العلماء إيجاد طريقة لوقف هذه الإشارات بدلا من قطع النخاع الشوكي، لإعطاء فرص أفضل لعلاج السكتات القلبية.

وتقول باحثة في كلية الطب بجامعة ميشيجان، وإحدى المشاركات في الدراسة: "الناس تركز بشكل طبيعي على القلب، ويعتقدون أنه إذا ما قاموا بإنقاذه، سيمكن إنقاذ الدماغ، ولكن فريقنا وجد شيئا مفاجئا، هو أن علينا قطع التواصل الكيميائي بين الدماغ والقلب من أجل إنقاذ القلب"، موضحة أنه أمر يخالف كل الأعراف الطبية التقليدية.

وفي كل عام يموت مئات الآلاف حول العالم بسبب التوقف المفاجئ للقلب عن العمل، أو ما يعرف بـ"السكتة القلبية"، والتي لا ينجو منها أكثر من 10%، وفقا لجمعية القلب الأمريكية.

كما قام الباحثون في هذه الدراسة بالبحث عن سبب توقف القلب السليم فجأة عن العمل بشكل كامل، عند فقدان الوعي وتوقف الأكسجين لبضعة دقائق، حيث تبين أن الشخص عندما يتعرض لسكتة قلبية، يفقد وعيه تماما لكن يظل الدماغ نشطا، ويبقى الاتصال الكيميائي بينه وبين القلب مستمرا. ولكن تجدر الإشارة إلى أن هذه البحوث قد أجريت على الفئران فقط ولم يتم التأكد من حدوثها مع البشر، حتى الآن.