رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عادة مص الإصبع لدى الأطفال.. اضطراب سلوكي وحرمان عاطفي تتحول عادة مص الأصابع عند الأطفال الصغار إلى إدمان بمرور الوقت لتصبح بمثابة مسكن عند الألم، وللإحساس بالشبع عند الجوع، والفرحة بعد الغضب، ولكن في كل الأحوال يكون مص الأصابع مؤشرًا ودلالة على الاضطرابات النفسية عند الأطفال. في البداية يتحدث د.إبراهيم مجدي حسين، استشاري الطب النفسي بجامعة عين شمس، قائلا: إن مص الأطفال الصغار لأصابعهم لازمة من لزمات الاضطرابات السلوكية مثل بعض العادات الأخرى كجذب الفتاة لشعرها أو الأطفال الذين اعتادوا البصق من أفواههم أثناء الكلام وهي عادة مرتبطة بمحاولة الطفل للتخلص من القلق والتوتر وتستمر حتى بعد الكبر. ويرى إبراهيم أن الأم تقع في خطأ كبير عندما تصدم طفلها بشيء لاذع أو حار ليكف عن هذه العادة، فهذه الصدمة للطفل تزيد الأمر سوءا وحلها يكون بالتدريج مثل أن تعد الأم طفلها بمنحة مكافأة وتذكر الشيء الذي يحبه وتتجنب دوما ما يغضبه. ويذكر إبراهيم أن هناك نظريات لسيجموند فرويد تفسر هذه العادة بأنها تصيب الطفل الذي لم يرضع رضاعة كافية، مستندا على نظرية أن هذه العادة تعبير عن حرمان من عطف وحنان الأهل الذين يرهبونهم، لذلك لا بد أن تتحدث الأم مع الطفل للتعرف على أسبابه لهذه العادة، وتبحث هل هي علامة لكونه متوترا وقلقان ويعاني حرمانا أم أنه يعيش في بيئة نفسية غير صحية. وتستكمل الحديث د. عزة حجازي استشارية علم النفس قائلة: هي عادة يحاول بها الطفل استكشاف علاقته بجسده؛ لأن الأطفال لا يفهمون أجسادهم كما نفهمها نحن، والأطفال يكتشفون أجسادهم قبل أن يكتشفوا العالم وفي بعض الأماكن الحساسة في أجسادهم وهم لا يقصدون شيئا معيبا، وكذلك عندما وضع إصبعه في فمه وعندما استحسنها أصبحت عادة. وتتفق حجازي مع الرأي الذي يرجع هذه العادة لكون علاقة الأم بهذا الطفل غير مشبعة، وكان الأنسب أن تحاول الأم أن تنظر في عين طفلها لتتعرف على رغباته إذا ما كان يريد أن يأكل أو يشرب أو ينام؛ لأن هذه اللغة بالنسبة للطفل لا تستطيع كل الأمهات أن تقرأها وهو ليس له علاقة بتعليم الأم بقدر ما هو مرتبط بالإحساس وهل هي متفهمة لأمور ابنها أو أنها غير مشبعة له ونعنى به نقص الحنان. وتؤكد أستاذة علم النفس أن أي طفل طبيعي بحاجة لعناق الأم والطبطبة عليه بشكل يعكس التواصل الجسدي بينهما 90 مرة في اليوم؛ لأنه اعتاد أن تحمله أمه في بطنها مده تسعة شهور كاملة، ويجد نفسه بعد ذلك عند الوضع حرا طليقا في الهواء يعاني الفراغ الخارجي. ويختتم الحديث د. أحمد أبو زيد استساري نفسي قائلا: هناك مدارس كثيرة في التحليل النفسي عن مراحل التطور النفسي والتي تصل إلى التثبيت وهي المرحلة التي يمسك فيها الطفل عن سلوك معين ويرفض تغييره أو التنازل عنه، ولكن في كل الأحيان مص الأصابع ما هو إلا حالة من حالات القلق والتوتر عند الطفل خصوصا للطفل الذي لم يمارس الرضاعة الطبيعية بشكل كاف. |
|