أصبح هذا السؤال يتردد كتيراً على ألسنة بعض الشباب الروحين والخدام الغيورين المباركين ، ولكنهم يقفون حيارى فى مفترق الطرق يريدون أن يعرفوا فى أى طريق يسلكون، يريدون ان يتعرفو على مشيئة اللة الخاصة بتدبير حياتهم ويصرخون مع المرنم" عرفنى الطريق التى أسلك فيها لأنى إليك رفعت نفسى"، ويريدون أن يعرفوا هل طريقهم الذى اختارة لهم الرب والمناسب لاستعدادتهم والمؤدى الى خلاص نفوسهم هو الرهبنة وحياة الصلاة والعبادة،أم الكهنوت وخدمة الرعاية فى العالم ،أم الانسان بتولاً مكرساً للخدمة فى العالم ،أم يتزوج ويكون أسرة مسيحية مباركة وبيتاً مثالياً كبيت بريسكلا وأكيلا والكنيسة التى كانت فيها
ويظل هذا السؤال يلح على الشباب طالب الاجابة،ويظل الشاب بدورة يسأل بل قد لايكتفى بإجابة واحدة وانما يطرح السؤال على كثيرين وقد يتلقى فى الغالب اجابات مختلفة مما يبلبل أفكارة ويشوش مفاهيمة
ولكن هناك بعض الامور يجب على الشاب او الشابة ملاحظتها لكى يعرف انة مدعو للرهبنة وان الرهبنة هى أسلم الطرق المناسبة لخلاص نفسة وخيرة الروحى والنفسى ومن هذة الامور اذا فحص الانسان نفسة وظهرت عندة الميول والاستعدادات الاتية:-
1- حب كبير لحياة البتولية واشتياق عظيم لنوال اكليلها، واعجاب عظيم بجوانب البتولية وهناك اعجاب خاص ووقفات طويلة وتأمل مشبع عند الآيات التى تمتدح البتولية وتدعو إليها، كما انة يجد فى نفسة رغبة خاصة لقراءة كل كتاب روحى يتكلم عن البتولية وبركاتها او الرهبنة وكمالها، كما يجد الشخص فى نفسة خجلاً طبيعياً وحياء مقدساً عند التكلم فى مواضيع الزواج والجنس بصفة عامة، كما انة لايعانى كبتاُ جنسياً او انحرافاً ويعيش فى حياة طهارة داخلية فى الفكر والجسد والحواس او على الاقل لدية الاستعداد للجهاد لهذة الطهارة ، وبالرغم من ان الزيجة مقدسة فى عينية الا انة يفضل حياة التبتل والرهبنة لما فيها من تكريس أعمق وتفرغ اوفر لتحقيق كل المشتهيات الروحية متذكراً قول الرسول " من زوج فحسناً يفعل ومن لايزوج يفعل أحسن" 1 كو 38:7
2- يجد فى نفسةاستعداد للذهد وعدم التعلق بالاموال والمناصب والمراكز والشهرة متذكراً قول القديس الذى قال " ان اردت أن تكون معروفاً من اللة فحاول ان لاتكون معروفاً من الناس"
3- يجد فى نفسة استعداد للذهد فى التعلق العاطفى وروابط اللحم والدم مع الاهل والاقارب والاصدقاء مفضلاً محبة المسيح والعيشة معة متذكراً قول الرب " من أحب أباً أو اماً أكثر منى فلا يستحقنى ومن أحب ابناً أو ابنة أكثر منى فلا يستحقنى" ومتذكراً ايضاً قول الشيخ الروحانى " محبة المسيح غربتنى عن البشر والبشريات"
4- يجد فى نفسة استعداداً ومحبة للتأمل والصلاة والخلوة متذكرا قول مار اسحق" من يحب المسيح يحب الحبس والجلوس فى القلاية"
5- يجد فى نفسة استعداداً وحباً للصمت والهدوء وقلة الحركة وعدم الخلطة الكثيرة مع الناس وتضيع الوقت فى الكلام والحكايات غير النافعة
6- يجد فى نفسة استعداداً للأحتمال والصبر وسعة الصدر فبينما كان فى العالم ينفذ وصية المحبة الخادمة الباذلة ، علية فى الرهبنة ان ينفذ وصية المحبة المحتملة الصابرة وهى أعلى درجة من سابقتها متذكراً قول الحكيم " ياابنى ان تقدمت لخدمة الرب فهىء نفسك للتجارب"
7- يجد فى نفسة استعداداً للطاعة فى كل امر، والمشورة فى كل عمل وسرعة الاعتذار اذا وقع فى اى خطأ لان الذى لايقتنى هذة الفضائل او لا يحاول إقتنائها يتحطم فى الرهبنة
8- يجد فى نفسة استعداد للنسك والصوم وعدم التلذذ بالمآكل والمشرب محباً للتقشف وعدم القنية ويقول مع الرسول" ان كان لنا قوت وكسوة فلنكتف بهما"
هذا بالنسبة للانسان المتقدم روحياً ويشتاق الى ان يصل الى الكمال المسيحى عن طريق الرهبنة بعيدا عن العالم ودوامات الحياة التى كثيراً ماتغرق الناس فى الهلاك
أما بالنسبة للانسان الذى يعيش فى العالم وهو تحت خطايا معينة، ويجد انة رغم محاولاتة الكثيرة والمتكررة للتوبة وقطع صلتة بالخطية لايستطيع افلاتاً، اما لضعف ارادتة أو لتسلط عادة علية او لقوة سيطرة مصدر الخطية علية أو لوجودة فى بيئة مشبعة بالخطية أو الاغراءات الكثيرة التى يتعرض لها اثناء حياتة اليومية ويكون هذا الانسان حاول كثيراً ان يحيا حياة التوبة والقداسة فى هذا الجو الخانق ولم يستطع، بالنسبة لهذا تعتبر الرهبنة والهروب الى البرية ليست دعوة بل واجب محتم من أجل حياتة الروحية وخلاص نفسة
@" class="inlineimg" /> من كل هذا نستخلص ان الرهبنة دعوة للذين احبوا الرب وتاقو للمذيد من حبة ومنعهم العالم عن تنفيذ رغبتهم المقدسة فدعاهم الرب للرهبنة ليجدوا فيها المذيد من الوقت لتفريغ هذا الحب فى اللة بالتسابيح والصلوات والالتصاق الدائم بة