من قتّـل الحسيني أبو ضيف ؟

[Mary Naeem]

من قتّـل الحسيني أبو ضيف ؟



بعد مرور عامين ونصف على مقتل الزميل "الحسيني أبو ضيف"، نطقت اليوم المحكمة بإدانة المحرضين على مقتله بالسجن المشدد لمدة 20 عام، وبراءتهم من تهمة قتل المتظاهرين وبينهم شهيد الصحافة "أبوضيف"، الذي فقد حياته في سبيل كشف الحقيقة والدفاع عن الثورة وعن حقوق الشعب المنهوبة
فذلك الرجل الصعيدي الذي حمل على عاتقه منذ ريعان شبابه حلم العدل والحرية وسعى لتحقيقهما منذ بداية شبابه وحتى مقتله.

أبو ضيف، عمره 26 عام من محافظة سوهاج، خريج كلية الحقوق في محافظة أسيوط، بدأ تحقيق حلمه ناشطا جامعيا، وفي عام ٢٠٠٧، رفع دعوى قضائية ضد إدارة الجامعة ورئيسها بصفته للمطالبة باسترداد المصروفات الدراسية التى دفعها خلال ٣ سنوات من دراسته فى الكلية، وطالب بالحصول على حكم قضائى لصالحه بتخفيض المصروفات وإلزام الجامعة بتحصيل ١٤ جنيها فقط من كل طالب وفقا للقانون، ففُصل من الجامعة ما أدى إلى دفع الطلاب لتدشين حركة طلابية باسم "حقى" فى جامعات مصر، تطلب دفع المصروفات المحددة فى القانون بـ١٤ جنيها فقط.

عرف عن أبو ضيف ميوله الناصرية، حيث كان عضوا بحركة كفاية، وناشطا بالعديد من الفعاليات، المطالبة بالدفاع عن حقوق المظلومين، والتى كانت طريقه للدخول إلى بلاط صاحبة الجلالة.

وانضم بعد ذلك للتيار الشعبى للتعبير عن توجهه خلال فترة ما بعد الانتخابات الرئاسية، وعمل صحفيا بجريدة الفجر ليتمكن من تحقيق حلم الحرية والعدالة وكشف الفساد الذي يعرقل تحقيق حلمه، وكان من أشهر الصحفيين الذين يمتازون بالحيادية وكشف الحقيقة ومراقبة الفساد.

بعد ثورة 25 يناير قام بإنتخاب الرئيس السابق محمد مرسي، حتى لا يعود نظام مبارك مجدداً المتمثل في الفريق أحمد شفيق وقتها، ولكنه لم يعلم أن حياته ستنتهي في عهد النظام الذي أختاره لكي يحقق العدل، عندما أصدر "مرسي" تعديل دستوري بعد تولي الحكم إندلعت إشتباكات بين المؤيدين والمعارضين، في محيط قصر الإتحادية، وتلقى "الحسيني أبو ضيف" طلق خرطوش في الرأس وتم نقله إلى المستشفى وتوفي متأثراً بجراحه بعد ثلاثة أيام.

ولم يتوان ويخف "أبو ضيف" رغم شراسة الإشتباكات وتحريض الإخوان لقتل جميع المعارضين للتعديل الدستوري، فقرر النزول لأرض المعركة لينقل الحقيقة ويسجل بكاميرته وعينه تلك اللحظات العصيبة التي مر بها الوطن وكتب على موقع "تويتر": "هذه آخر تويته قبل نزولى للدفاع عن الثورة، وإذا استشهدت لا اطلب منكم سوى إكمال الثورة.. نقطة".

وظل ثأر الشهيد أبو ضيف معلقا حتى قام المستشار أحمد صبرى يوسف، بالحكم على الرئيس المعزول محمد مرسي وآخرين في قضية قتل المتظاهرين أمام قصر الاتحادية، بالحبس لمدة 20 سنة، عن تهمتي استعراض القوة والتعذيب، والبراءة من تهمة قتل المتظاهرين وبينهم شهيد الصحافة الزميل الحسينى أبوضيف.

وأعربت نقابة "الصحفيين" عن استيائها من الحكم الصادر ببراءة المتهمين من تهمة القتل فى القضية المعروفة بـ"أحداث الاتحادية"، مؤكدة على أنها ستتقدم بمذكرة عاجلة إلى المستشار هشام بركات النائب العام، للمطالبة بالطعن فى الحكم الصادر اليوم الثلاثاء، وكلفت المستشار القانونى لها بالتنسيق مع هيئة الدفاع عن الشهيد الحسينى أبوضيف للقيام بذلك.


نقلا عن بوابة الفجر الاليكترونية