هذه هي التعزية
كان لرجل ٍ عصفور ٌ كناري جميل الغناء ِ يصدح بانغامه العذبة في كل صباح ٍ ومساء ، ويسمع الجميع الحانه ُ العذبة التي تنساب بنعومة ٍ الى مسامع الجميع . وكان لجار ذلك الرجل عصفور ٌ آخر صغير لا يعرف ان يُصدر تلك الانغام العذبة التي يصدرها عصفور الكناري . وفي يوم ٍ أراد الرجل ان يتأكد إن في مقدور ِ عصفوره ِ المغرّد أن يعلّم الثاني الغناء ، فوضع كليهما في قفص ٍ واحد ثم تركهما معا ً فترة ً من الزمن . فماذا كانت النتيجة في نهاية المدة ؟ بدلا ً من أن يعلّم الكناري العصفور الصغير الغناء ، تعلّم أن يزقزق مثله ُ ونسي أغانيه العذبة التي كانت تملأ فضاء ذلك المنزل . أخذه صاحبه ، ومع هذا فقد بقي العصفور الكناري غير قادر ٍ على الغناء . وبذل ذلك الرجل جهده ُ ليعيد لذلك العصفور انغامه العذبة ولكنه لم يقدر . وبعد مدة ٍ خطرت له فكرة ٌ ذكية فاسرع بتنفيذها . فكيف كان العلاج ، وما هي تلك الخطة ؟ أتوا بعصفور ٍ كناري آخر يغني جيدا ً ووضعوه في القفص معه وتركوهما فقط ليومين من الزمن واذا بالعصفور يغرد من جديد اغنياته العذبة . وهكذا استطاع العصفور ان يسترجع قدرته على الغناء ، وانطلقت منه مرة ً ثانية نغماته ُ الحلوة الممتعة .
يا للأسف ، هناك مؤمنون يفعلون مثل هذا العصفور الكناري ، يذهبون لمجالس المستهزئين ويسمعون احاديثها . وماذا تكون النتيجة ؟ بدلا ً أن يعلّموهم عن بهاء اغانيهم الروحية العذبة التي تمجد الله ، يتعلمون منهم نغمات العالم المؤذية للنفس . وبدلا ً من ان يعيشوا منتظرين الرب يسوع المسيح ومترنمين اناشيد الغلبة والانتصار ، يعيشون حياة الهزيمة والفشل .
ما اخطر ان تذهب الى مجالس المستهزئين ، تدريجيا ً ستفتر محبتك ويضيع الأمل من حياتك في الرجاء لمجيء الرب يسوع المسيح ثانية ً ، وستكثر مشاكلك وستصير كواحد ٍ منهم ، تفكر مثلهم وتتصرف مثلهم . إن كان هذا يحدث في حياتك فلما لا تتخذ قرارا ً الآن . تعال الى الرب يسوع وسيعطيك القدرة على عزف لحن الرجاء مرة ً أخرى ، وسيجعل حياتك ممتلئة ً بالمجد . ولا تنسى كلمة الله التي تقول " لأَنَّ الرَّبّ نَفْسَهُ بِهُتَافٍ، بِصَوْتِ رَئِيسِ مَلاَئِكَةٍ وَبُوقِ اللهِ، سَوْفَ يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَمْوَاتُ فِي الْمَسِيحِ سَيَقُومُونَ أَوَّلاً. ثُمَّ نَحْنُ الأَحْيَاءَ الْبَاقِينَ سَنُخْطَفُ جَمِيعًا مَعَهُمْ فِي السُّحُبِ لِمُلاَقَاةِ الرَّبِّ فِي الْهَوَاءِ، وَهكَذَا نَكُونُ كُلَّ حِينٍ مَعَ الرَّبِّ. لِذلِكَ عَزُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا بِهذَا الْكَلاَمِ. " ( 1 تسالونيكي 4 : 16 – 18 ) هذه هي التعزية وهذا هو الذي يعطينا القوة على العيش في هذا العالم الشرير ، ولنا تسبيحة ٌ تملأ قلوبنا فرحا ً وهي مجيء الرب يسوع المسيح ثانيا ً ، لذلك دع هذا الرجاء يرسخ في قلبك وعقلك حتى تترنم تسبيحة المجيء عند ظهور سيدنا المبارك .