احفظني من صقيع الرياء
البابا غريغوريوس الكبير
"المحبة فلتكن بلا رياء، كونوا كارهين الشر ملتصقين بالخير"
(ﺭﻭﻣﻴﺔ 12: 9)
عنقود يفسد مثل كرمة في بدء ازدهارها، ومثل زيتونة تطرح زهرها، فإن جماعة المرائين ستكون عقيمة
(ﺃﻳﻮﺏ 15: 33 )
لنتأمَّل كيف أن المرائي يفسد مثل كَرْمة في بدء ازدهارها، أو مثل زيتونة تطرح زهرها
إن كانت كرمة ما عندما تخرج زهورها يلمسها برد شديد خلال تغيُّر الجو فجأة، فتفقد كل رطوبتها أو خضرتها. هكذا يشتاق البعض إلى طرق القداسة بعد سلوكهم فترات من الشرّ. ولكن قبل أن تثبت فيهم الشهوات الصالحة يحل بهم نوع من ترف الحياة الحاضرة، فيرتبكون به في اهتمامات خارجيَّة، وإذ ينسحب فكرهم عن حرارة الحب الداخلي، كما لو صار صقيعًا، يُقتل فيهم كل ما بدأ يظهر فيهم من نبتات للفضيلة. فإنه بالتصرُّفات الأرضيَّة يصير الذهن باردًا للغاية، إن لم يثبت في الداخل
"ويكون مثل زيتونة تطرح زهورها"، فإنه إذ تكون الزيتونة قد أزهرت، وتتلامس مع ضبابٍ كثيفٍ، تتجرَّد من كمال الثمار. وكما أن الكثيرين من الذين يدخلون إلى الأعمال الصالحة يُمدحون كثيرًا من الذين يرونهم، وإذ يجدون لذَّة في مديحهم يحل ضباب على أفكارهم، فلا يعودوا يميِّزون بأيَّة نيَّة يفعلون هذا، فيفقدون ثمر عملهم، بضباب حب المديح. حسنًا قيل بسليمان: "لنبكِّر إلى الكرم، لنرى إن كانت الكروم قد أزهرت، وحملت الزهور ثمارًا" نش ٧: ١٢
تُزهر الكروم عندما تقدِّم أذهان المؤمنين أعمالاً صالحة، لكنَّهم لا يحملون ثمرًا إن كانوا في هدفهم لا يستطيعون التغلُّب على الانتصار على ممارستهم الخاطئة
يبدو المراءون مثمرين ومخضرِّين في أعين زملائهم
لكنَّهم في نظر الديَّان الخفي يظهرون بلا ثمر وذابلين
من يحميني من صقيع الرياء؟
من يحوِّط حول أعماقي من حب المديح؟
من يرعاني بعيدًا عن المجد الباطل؟
أنت وحدك مجدي وعزِّي!
حبك يلهب قلبي بنارٍ سماويَّة،
فيبددِّ صقيع الرياء