رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إجابة أسئلة عن أحد الشعانين وأسبوع الآلام بقلم مثلث الرحمات طيب الذكر المتنيح البابا شنودة الثالث ٤ أبريل ٢٠١٥ في يوم أحد الشعانين أحد السعف دخل السيد المسيح أورشليم كملك, ولم تواجهه في ذلك مشكلة من الرومان, لأنه لم يكن ينافس قيصر, إنما قامت أمامه المشكلة من الداخل, من داخل شعبه, من زعماء اليهود الذين اعتبروه منافسا لهم في زعامة الشعب! أما الشعب فاستقبله بفرح بسعف النخل وأغصان الزيتون: فما الرموز والدروس الروحية الكائنة في هذا السعف والزيتون؟ سعف النخل 1- سعف النخل الذي يستخدمه الناس حتي اليوم هو قلب النخل حتي إن الباعة حينما ينادون عليه يقولون قلبك يا مسيحي هذا القلب هو الذي نقدمه إلي الله الذي قال يا ابني أعطني قلبك (أم 23: 26). 2- وسعف النخل ليس فقط قلب النخل, بل هو أيضا جديد وأبيض. وهما أيضا صفتان لازمتان للقلب النقي, القلب الأبيض الذي تجدد في المعمودية (رو 6), وولد ولادة جديدة بغسيل الميلاد الجديد (تي 3: 5), فقلب النخلة بلاشك هو ميلاد جديد لفروعها. 3- قلب النخلة أيضا طري يستسلم لصانعه يشكله كما يشاء وهو بهذا يعطينا فكرة عن حياة التسليم, التي بها يترك المؤمن نفسه في يد الله يفعل بها ما يشاء, في طاعة كاملة للمشيئة الإلهية, دون مقاومة لعمل الروح القدس فيه, مثله مثل قطعة الطين في يد الفخاري يصنع بها الآنية التي يريد (رو 9: 21). وقد اعتدنا في أيامنا هذه, أن نقدم لله قلب النخل مجدولا جميلا, في هيئة صليب أو قربانة أو قلب, وكل هذا له دلالاته. 4- وسعف النخلة يذكرنا بالنخلة التي وصف بها القديسون, فقيل: الصديق كالنخة يزهو (مز 92: 12). ولعل الصديق يشبه النخلة في علوها, وفي اتجاهها نحو السماء. النخلة التي تنمو باستمرار, وتمتد إلي فوق, وفي كل عام يزداد نموها, فهي أمامنا درس في النمو, كما قال القديس بولس الرسول: أمتد إلي ما هو قدام, وأسعي نحو الغرض… (في 3: 13, 14). والنخلة – فيما تعلو إلي فوق – أيضا تمتد جذورها في العمق قوية وراسخة, تستطيع أن تحتمل كل ذلك الارتفاع, وهذا أيضا درس لنا: في أن روحياتنا لا تكون فقط مظهرا مرتفعا من الخارج, بل يكون لها كذلك العمق الداخلي, والعمل المخفي كما الجذور في باطن الأرض. 5- النخلة أيضا ثابتة مهما عصفت بها الرياح. قد تهزها الريح أحيانا إذا كانت قوية, ولكنها لا تسقطها, لأنها راسخة, علي الرغم من أنها تبدو نحيفة وهزيلة, ولكن الجذور القوية التي تربطها بالعمق, تحميها وتحفظها من السقوط. 6- النخلة أيضا شجرة ناسكة, تمثل الاحتمال والرضا بالقليل. لذلك يمكن أن تسكن في البراري والقفار, وتحيا إلي جوار آبا نفر السائح, وتنمو في الصحراء, وتحتمل الحر والعطش, وقد تترك فترة طويلة دون ري, فتبقي وتحتمل, وبهذا كانت أشهر أشجار البرية وأقواها. وهكذا كانت تمثل طعام بعض الآباء النساك, كما تذكرنا بالقديس الأنبا بولا السائح, الذي كان رداؤه من سعف أو ليف النخل, وتذكرنا بالأديرة التي لا تخلو من النخل. 7- والنخلة شجرة مثمرة ومغذية. بلحها يعطي طاقة غذائية كبيرة, وفيه الكثير من المواد الغذائية النافعة, ويمكن حفظه لمدة طويلة بلا تلف, بطرق متعددة. إن النخلة في هذا الأثمار, تذكرنا بالمؤمن الحقيقي, الذي ينبغي أن يكون لإيمانه ثمر في حياته وحياة غيره.. 8- والنخلة كثيرة المنافع للناس. كل ما فيها نافع, ليس فقط ثمرها الذي هو غذاء نافع, بل أيضا سعفها يصلح لصنع السلال, وليفها نافع لصنع الحبال, وجريدها نافع لسقوف البيوت في الأرياف, وأقلاقها نافعة للوقود, وكذلك فإن جزوعها يستخدمها الريفيون لسقوف بيوتهم وللوقود, وكانوا يجوفونها قديما, ويستخدمونها لحفظ أجساد الموتي في بعض العصور. كما أن النخلة أيضا أم ولود, تنتج حولها نجيلات صغيرات, يمكن أن تنقل وتغرس في أماكن أخري وتنمو. إنها في كل ذلك درس للمؤمن, الذي ينبغي أن يكون نافعا من كل ناحية لمن هم حوله. ولا يكفي أن يكون كالنخلة يزهو.. أغصان الزيتون استقبلوا السيد المسيح بسعف النخل, وأيضا بأغصان الزيتون. فلماذا؟ وما الرموز التي تحملها أغصان الزيتون؟ 1- أغصان الزيتون ترمز إلي السلام. منذ أن حملت الحمامة ورقة زيتون خضراء لأبينا نوح (تك 8: 11), مبشرة إياه بأن الطوفان قد انتهي, وعادت الأرض موطنا للسكني, وورقة الزيتون الخضراء كانت دليلا علي أن الحياة مازالت باقية.. وأن حكم الله بإبادة كل حي علي الأرض, قد استبدل بالحياة, وبهذا تكون عقوبة الله قد استوفيت, وعاد السلام بين السماء والأرض. وهذا يذكرنا بأن السيد المسيح قد صنع السلام بين الله والناس, وبين اليهود والأمم, وأنه نقض الحائط المتوسط. وهكذا تمت بشري الملائكة وعلي الأرض السلام (لو 2: 14), ونحيي السيد المسيح بأنه ملك السلام ورئيس السلام (إش 9: 6) وهو مانح السلام الذي قال سلامي أعطيكم سلامي أترك لكم (يو 14: 27), ونحن نرتل له قائلين يا ملك السلام, أعطنا سلامك ونشعر باستمرار أن سلامنا مصدره السيد المسيح نفسه. 2- أغصان الزيتون تذكرنا بزيت الزيتون المستخدمة في مسحة الميرون. أي في مسحة الروح القدس (1 يو 2: 20: 27), تذكرنا بزيت المسحة, أو الدهن المقدس للمسلحة الذي أمر به الرب موسي النبي, وكان من زيت الزيتون مع أنواع من العطور (خر 30: 23-25). وبهذا الزيت المقدس مسحت قيمة الاجتماع, وكل المذابح والأواني المقدسة, كما مسح به هرون رئيسا للكهنة, ومسح أيضا كل أبنائه كهنة (خر 13: 15), وهكذا تقدست الخيمة والمذابح والأواني, وصارت قدس أقداس, كل ما مسها يكون مقدسا (خر 30: 29), وهكذا أيضا تقدس هرون وبنوه (خر 30: 30), وصارت لهم مسحتهم كهنوتا أبديا في أجيالهم (خر 40: 13, 15), وبهذا الزيت المقدس كان يمسح الملوك والأنبياء في العهد القديم. وبمسحة الميرون يدهن المعمدون بهذا الزيت المقدس, فيصيرون هياكل لله, والروح القدس يسكن فيهم (1 كو 3: 16), (1 كو 6: 19). فهل نتذكر في يوم أحد الشعانين هذه المسحة المقدسة وعمل الروح فينا, حينما نحمل أغصان الزيتون؟ لماذا الجناز العام؟ ومتي تبدأ أسبوع الآلام؟ بعد انتهاء قداس أحد الشعانين, يبدأ الجناز العام, ليكون صلاة علي أرواح الذين ينتقلون من عالمنا الفاني في أسبوع البصخة, ولا نستطيع أن نرفع عليهم بخورا في أسبوع الآلام, بسبب تركيزنا في آلام السيد المسيح له المجد. أمثال هؤلاء, يمكن أن تدخل صناديق أجسادهم في الكنيسة, فتحضر صلاة من صلوات البصخة المقدسة, ثم تتلي من أجلهم صلاة مكتوبة في كتاب الدلال. الماء الذي يصلي عليه أثناء الجناز العام, هو الماء الخاص بالجناز, وليس بمباركة السعف كما يظن بعض البسطاء. فهل تعد نفسك أثناء هذه الصلاة, وتأخذ كلماتها علي نفسك؟! مع تمنياتنا لك بطول العمر. ما سر التحول من الفرح إلي الحزن؟ أولا: أحد الشعانين هو عيد سيدي ينبغي أن نفرح فيه ولا نخلط بينه وبين البصخة كما يفعل البعض!! إنما أسبوع الآلام يبدأ بعد ذلك, من عشية الاثنين, ولا ترفع الستائر السوداء في الكنيسة بعد قداس أحد الشعانين مباشرة, كما يحدث في بعض الكنائس, لأنه بهذا كله يضيع الشعور بهذا العيد السيدي الذي نستقبل فيه المسيح ملكا علي قلوبنا, وقد أنشدنا له ألحان الفرح الخاصة به والتي نسميها اللحن الشعانيني. أما ما هو سر التحول من الفرح إلي الحزن؟ فهو أن رؤساء اليهود تضايقوا من الاستقبال الشعبي الكبير الذي قوبل به السيد المسيح في يوم أحد الشعانين, وتضايقوا أيضا من تطهيره للهيكل بسلطان, وقوله مكتوب بيتي بيت الصلاة يدعي, وأنتم جعلتموه مغارة لصوص (مت 21: 12, 13), وقد قيل أيضا إنه صنع سوطا من حبال وطرد الجميع من الهيكل الغنم والبقر, وكب دراهم الصيارف وقلب موائدهم, وقال لباعة الحمام: ارفعوا هذه من هنا ولم يدع أحدا يجتاز بمتاع (مر 11: 16). وهذا كله يرينا أنه كما كان الرب وديعا, كان حازما أيضا أما قادة اليهود, فلم يقدروا أن يتصدوا له أو يمنعوه, إنما كان رؤساء الكهنة والكتبة ووجوه الشعب يطلبون أن يهلكوه (مر 11: 18), وقالوا له: بأي سلطان تفعل هذا؟ (مت 21: 23). إذن بدأوا التفكير في قتله, والذي أعاقهم عن ذلك أنهم خافوا الشعب, فانتظروا الفرصة المناسبة لتنفيذ مؤامرتهم. والسيد المسيح لهم يهادنهم, بل صب عليهم ويلاته, وكشفهم أمام الجماهير, لأنه عزم علي تغيير هذه القيادات الدينية الخاطئة, في مقدمة لبناء كنيسة العهد الجديد. وهكذا ضرب مثل الكرامين الأرديان عن الكهنة وقال لهم فيه إن ملكوت الله ينزع منكم, ويعطي لأمة تصنع ثماره ولما سمع رؤساء الكهنة والفريسيون أمثاله, عرفوا أنه يتكلم عليهم (مت 21: 43, 45). وإذ كانوا يطلبون أن يمسكوه, خافوا من الجموع (مت 21: 46). وفي خطة السيد المسيح في إزالة هذه القيادات خلال ذلك الأسبوع, وبخ الكتبة والفريسيين بأشد توبيخ بعبارات ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون الحراءون… (مت 23), وكأن ذلك قبل الفصح بيومين. إنها ثورة قادها المسيح قبيل صلبه, ضد تلك القبور المبيضة من الخارج, وفي داخلها عظام نتنه (مت 23: 27). وكما وبخ الكتبة والفريسيين, كذلك أبكم الصدوقيين والناموسيين (مت 22: 34) (لو 11: 45, 46), فسقطت هيبتهم, ولم يتحاسروا أن يسألوه عن شيء (لو 20: 40). وبهذه المعركة التي انتهت بصلبه, نحتفل في أسبوع الآلام. هذا عن معركته مع القادة, ولكن الشعب كيف تغير؟ كيف تغيروا من هتافهم له أوصنا يا ابن داود (مت 21: 9) إلي استهزائهم به في يوم الصلب, وقولهم لبيلاطس اصلبه اصلبه (مر 15: 13-20), ما السر في تغيرهم؟ بلاشك لا ننسي تأثير قادتهم عليهم, ولكن هناك سببا آخر, جعل لذلك التأثير فاعليته, فما هو؟ كانوا يريدون المسيح ملكا عليهم يخلصهم من حكم الرومان فلما رفض الملك, ونادي بمملكة روحية, خابت آمالهم فيه. وهكذا انمضوا إلي القادة في طلبهم صلبه, لأنهم لم يفهموا تلك المملكة الروحية التي ليست من هذا العالم (يو 18: 36). بقي سؤال آخر نسأله بمناسبة الاحتفال بأسبوع الآلام وهو: لماذا نحتفل بالآلام؟ عهدنا أن نحتفل بالأعياد والمواسم, ولكن كيف نحتفل بالآلام؟ يمكن أن نحتفل بقوة المسيح ومعجزاته, ولكن كيف نحتفل بآلامه؟ وكيف نجلس في الكنيسة حزاني طوال هذا الأسبوع؟ والجواب هو أن آلام المسيح هي سبب خلاصنا, لأنه دفع عنا بسبب, فنحن إذن نحتفل بهذا الخلاص. ولذلك نرتل – فيما نتذكر اقتراب المسيح من الصلب – ونقول قوتي وتسبحتي هو الرب وقد صار لي خلاصا (مز 117). ونحن نري أن آلام المسيح تدل علي قوته, لأنه بآلام الصلب حطم كل قوة الشيطان وهزم مملكته, وخلص البشر منه, لذلك قال فيما يقترب من الصليب عن الشيطان الذي ملك العالم رئيس هذا العالم قد دين (يو 16: 11). وقال قبلها رأيت الشيطان مثل البرق من السماء (لو 10: 18). إننا باستمرار نري آلام السيد المسيح دليلا علي قوته, دليلا علي قوة محبته للبشر, فليس حب أعظم من هذا, أن يبذل أحد نفسه عن أحبائه (يو 15: 13), هنا قوة الحب والبذل, وأيضا قوة الاحتمال, وقوة التواضع, والقوة التي هزم بها الشيطان والتي أبطل بها الموت داس الموت بموته ولهذا نقول له طول فترة البصخة. لك القوة والمجد والبركة والعزة.. ثوك تادي جوم. إنه كان يعتبر ضعفا, لو أن المسيح تألم وصلب ومات وانتهي الأمر, أما قيامته بعد ذلك, بقوة لاهوته, فهذا دليل علي أن موته لم يكن ضعفا, وإنما كان حبا وبذلا. كذلك فإن السيد قد قدس الألم بآلامه. وأصبح الألم من أجل البر هو الطريق إلي المجد, كما قال الرسول: إن تألمتم من أجل البر فطوباكم (1 بط 3: 14) وكما قيل أيضا إن كنا نتألم معه, فلكي نتمجد أيضا معه (رو 8: 17). مبارك هو الرب في آلامه, وفي حبه وبذله, وفي موته عنا لكي يحيينا, ويرفع عنا حكم الموت. |
04 - 04 - 2015, 04:38 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: إجابة أسئلة عن أحد الشعانين وأسبوع الآلام
ربنا يبارك حياتك
|
||||
|