|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
«مطروح» ترانزيت الموت
نقلا عن فيتو "عمار يا ليبيا".. تلك الكلمات التي كان يرددها أباؤنا منذ القدم على أيام السبعينات والثمانينات، عندما كانت تنعم الجماهيرية الليبية بالخير والرزق، تحولت تلك الكلمات إلى "خراب يا ليبيا"، ومعها تحولت الأوضاع الليبية من خير ورزق إلى حروب وانفجارات وقتل ونهب، وعلى الرغم من ذلك نجد بعض الشباب المصريين مقتنعين أن ليبيا هي أرض الخير، ويؤكد الفكرة لديهم سماسرة السفر الذين يحاولون إقناع الشباب بأن السفر إلى ليبيا يعيدوهم مصر أغنياء. تخترق "فيتو" عالم الهجرة الغير مشروعة، وتكشف خلال الأسطر القادمة كواليس هذا العالم السري، واهم طرقه، وأمواله، وسماسرة السفر المسئولين عن ذلك، وكذلك كيفية السيطرة على عقول الشباب في محاولة لاستخدام الطرق غير الشرعية لكسب الأموال. أصبحت محافظة مطروح هي ترانزيت الهجرة الغير شرعية إلى ليبيا ومنها إلى الدول الأوربية، وأصبحت الهجرة غير الشرعية من مطروح غير مقتصرة على الشباب المصريين فقط، بل طالت جنسيات مختلفة بين فلسطينين وسودانين والصوماليين، ومؤخرًا ظهر بعض المهاجرين من السوريين والبنجلادشيين، وبرفقتهم المصريين الذين يتوافدون بكثرة من محافظات الصعيد مثال المنيا وسوهاج والفيوم وعدد من محافظات الدلتا، وقليلًا ما نلاحظ من أبناء محافظة مطروح في رحلته للهجرة غير الشرعية، وذلك لسهولة سفرهم بالطرق الشرعية نظرًا لأنه من أبناء مطروح، لما لها من علاقات صلة رحم بين القبائل الليبية والمطروحية. خريطة الهروب 45 دربا يسلكه المهاجرون بين مصر وليبيا، وذلك لما تمتاز به صحراء مطروح الغربية من اتساع، مما يتسبب في عدم تمكن الأجهزة الأمنية في السيطرة عليها أو ملاحقة المتسللين إذ تبلغ مساحتها ما يقارب من 1500 كيلو متر مساعات صحراء، ويستخدم سماسرة السفر غالبًا طرق التي تبدأ من مدينتي السلوم وواحة سيوه، ومن أبرز الدروب التي يسلكها المهربون "القرن" و"رأس الجدي" و"وادي عقرب" و"الرابية"، وتبدأ رحلة السفر غالبًا من شمال مدينة السلوم عند ساحل البحر المتوسط، أو من جنوب واحة سيوه، عند بحر الرمال العظيم الذي يعد من أخطر الأماكن للهجرة الغير مشروعة، أي بطول 200 كيلو متر تقريبًا. قصة مهاجر وفى هذا السياق "يوسف"، من محافظة المنيا، والمقيم بمحافظة مطروح للعمل في "قهوة" بالمدينة وأحد مجربي رحلة السفر بالطرق غير المشروعة، خلال حواره لـ "فيتو": بدأت الحكاية عندما كنت في محافظة المنيا ولا اجد عملًا، فقررت للسفر إلى أية دولة عربية وعرض الأمر على أصدقائي، وأرشدني أحد الأصدقاء للذهاب إلى"جمال ر م" سائق بالمنيا وأحد سماسرة السفر، وقام ذلك الشخص بإقناعي أنه بإمكاني السفر بسهولة إلى الجماهيرية الليبية ومنها يمكنني السفر إلى الدول الأوربية الكبري، وبمقابل مادي بسيط، ثم أرسلني لشخص آخر يدعي "صلاح م ع" سائق أيضًا بالمنيا اصطحبني إلى منزله وتحدثنا كثيرًا حتى أقنعني بفكرة السفر غير الشرعي. وأوضح "يوسف" أنه باع هاتفه المحمول واستدان الأموال من أحد جيرانه، حتى دبر مبلغ 6 آلاف جنيه وهو المبلغ الذي طلبه منه السمسار. وتابع حديثه لـ"فيتو" قائلا إنه قام بإعطاء الأموال للسمسار واصطحبه السمسار وبرفقته آخرون من محافظته إلى مدينة السلوم غرب محافظة مطروح، وانتظر بالسلوم هو وزملاؤه وآخرون ما يقارب من 50 شابا ضمنهم سودانيون في أحد المنازل المبنية من الطوب الأحمر والسقف الخشبي، واستمر مستقرًا في ذلك المقر لمدة يومين متواصلين لا يخرجان منه، وكان السمسار يمدهم بالطعام، وذلك انتظارًا لباقية المسافرين، حتى اكتمل عدد المهاجرين الباقية والذين كان عددهم 160 مهاجرًا، وقام السمسار باصطحابهم في سيارة ربع نقل إلى شمال هضبة السلوم، بالقرب من ساحل البحر في منطقة تسمي "أبو زريبة" وقامت بإنزالهم، حتى قاموا بالجري ما يقارب من ساعتين في الصحراء الواسعة بين مرتفعات الجبال وذلك لعدم رصدهم من قبل قوات حرس الحدود حتى الوصول إلى ساحل البحر المتوسط في منطقة "خليج السلوم". وأشار إلى أنه في تلك المنطقة مكثوا هناك يومين آخرين، حتى يكتمل باقي المهاجرين، واصفًا الخليج بأنه عبارة عن مكان صغير يسكنه بدو مطروح، لا أحد يتحدث مع الاخر، وحرفتهم الرئيسية هي مهنة الصيد، وأوضح "يوسف" أنه عقب يومين قام السمسار بتسليمهم لشخص يدعي "مجدي ج س" في مركب صيد عبر البحر لقرابة نصف ساعة، حتى نزل المهاجرين وبرفقتهم السمسار، وقاموا بالجري في درب صحراوي على قرابة الليل. وأوضح أنه سمع السمسار يقول لهم إن المنطقة بها ألغام ويجب اتباعه جيدًا، لافتًا إلى أنه عقب ساعات وصل المهاجرين إلى حدود ليبيا، ومنها استلمهم أحد السماسرة الليبين واصطحبهم إلى الأراضي الليبية في مدينة الأبيار الليبية والتي تسبق مدينة بنغازي بقرابة 60 كيلو متر وهنا تركهم السمسار، وقام البعض بالسفر إلى بنغازي والآخرون بالاتفاق مع السمسار والسفر إلى طرابلس والجزء الثالث ظل جالسًا في مدينة الأبيار للعمل. من جانبه أوضح اللواء العناني حمودة – مدير أمن مطروح، أن في الأونة الخيرة الحدود المصرية الليبية مأمنة تمامًا وأن السلطات المصرية منعت السفر بكل انواعه إلى الجماهيرية الليبية، مشيرًا إلى أنه يتمكن قوات حرس الحدود يوميًا من إلقاء القبض على متسللين غير شرعيين لافتًا إلى أنه وصل عدد المقبوض عليهم في عام 2014 إلى 10 آلاف مهاجر غير شرعي. وأكد حمودة أنه تمكنت القوات الأمنية بمطروح بالتعاون مع قوات حرس الحدود بتمشيط المناطق والمدن الحدودية بشكل مستمر وذلك ضمن خطة أمنية بالتنسيق مع القوات المسلحة وحرس الحدود والقوات الجوية وذلك بغلق الدروب الصحراوية مضيفًا أن اتساع الصحاري بمطروح في الوقت الحاضر لا يمثل أي عائق نحو فرض السيطرة الأمنية، حيث تمم عمليات المراقبة للحدود بالاستعانة بالقوات المسلحة والقوات الجوية لرصد المنطقة من أعلى، وكذلك إدارة الأمن الوطنى والمصادر السرية. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
هكذا علّمنا الرّبُّ يسوع ألاّ نخاف الموت لأنّ الموت لم يَعد الموت بالمفهوم نفسه |
مرسى مطروح |
وما الدنيا سوي ترانزيت |
مطرود |
عمدة السراحنة يناشد السيسي بالتدخل الفوري لإنقاذ مطروح من الموت عطشا |