لكي أبصر قوتك ومجدك.
كما قد رأيتك في قدسك.
الدكتور/ صفوت أسعد عطية … شبرا/ القاهرة, يقول:
إن أبناء القديس الأنبا مكاريوس قد علموا أنه قديس بسبب معجزة حدثت أو نبوءة تحققت أما أنا فقد علمت أنه قديس قبل أن أسمع أو أرى أياً من معجزاته حتى اسمه لم أكن أعرفه من قبل, وقد حدث في أواخر السبعينات أنني كنت بمدينة قنا وكان عليَّ أن أبيت تلك الليلة هناك وذلك لأنه في اليوم التالى سوف تُجَري قرعة لتوزيع الأطباء على الوحدات الريفية بمدينة قنا.. ففكرت في أن أذهب لأسقف الايبارشية حتى أحصل على بركته لذلك توجهت لدار المطرانية مساءاً ولم أجد سوى أحد العاملين بالطابق الأرضي فطلبت منه أن أقابل "سيدنا" فأشار إلى سلم وقال لي: "أطلع من هنا" فصعدت السلم ووجدت صالة بها بعض الكراسي ومنضدة صغيرة متواضعة يجلس إليها رجل بجلباب أبيض وطاقية بيضاء وكان فاتحاً للكتاب المقدس على المنضدة يقرأ فيه ولم يلاحظ وجودي فتحيرت ورأيت في آخر الصالة مدخلاً على جانبها الأيمن واضح أنه يؤدي إلى مكان آخر ولكني لم أشأ أن أدخل هذا المدخل فاستدرت ورجعت ونزلت السلم وقابلت نفس العامل فقلت له: "أنا قلت لك أريد أن أقابل سيدنا" فقال: "ما أنا قلت لك أطلع من السلم ده" فقلت له "أني صعدت ولم أجد إلا رجلاً..." ثم وصفته له فقال "ما هو سيدنا" فصعدت السلم مرة ثانية وسلمت على القديس وطلبت منه أن يصلي من أجلي وأعلمته بموضوع القرعة فوجدته قد اعتبرني شخصاً مهماً وعاملني على هذا الأساس على الرغم من أنني في وقتها كنت طبيباً صغيراً فأخذت بركته وانصرفت ولكنني أيقنت وأحسست بأنه قديس طاهر بسبب بساطته ومظهره المتواضع الجم وتلقائيته وبساطته الطفولية.. ففي الحال اقتنيت كاسيت للقداس الإلهي بصوت القديس وكان أول قداس أقتنيه وما زلت محتفظاً به وأتبارك بين الحين والآخر بسماعه وبعد نياحته عرفت الكثير من معجزاته.. وفي وقت ما تعطل جهاز الكاسيت الذي به قداس الأنبا مكاريوس فقام أحد الأخوة بإصلاحه وعند إرجاعه لي أخبرني معتذراً عن بعض الأجزاء الممسوحة من القداس بسبب عملية التصليح فحزنت لذلك كثيراً وقلت أستمع للقداس وأرى ماذا تم به ففوجئت به سليماً تماماً وليس به شيئاً ممسوحاً تبارك الله في قديسيه الذين تعبوا ودخلنا نحن على تعبهم.
بركة صلواته المقدسة تكون معنا آمين.