هامة في الحياة الروحية لخلاص النفس
آمن بكل قلبك بنعمة الله المُخلِّصة وتمسك بها ولا تدع عطية الله تكون فيك باطلاً، فأنت أخذت نعمة التجديد بالروح القدس، فلا تطفأ روح الله بتكاسلك وإهمالك بأن تأتي دائماً لتقف في الصلاة أمام شمس البرّ ليشع فيك نوره ويبدد ظلمة نفسك الداخلية ويهبك الصحة والعافية الروحية ويزيل من داخلك كل الشوائب المؤلمة للنفس والأوجاع المُمرضة الناتجة عن خبرة الشر القديمة قبل توبتك...
لا تتعلق بالعالم من جهة شهوة العيون والجسد وتعظم المعيشة، لأنك حينما تتحرر ولا تجذبك هذه الشهوات وكرست وقتك الذي يضيع فيها للصلاة والتمتع بكلمة الحياة الخارجة من فم الله، فسيُضيئ نور المسيح فيك ويشتعل قلبك بنار الروح القدس وتعيش كل لحظة بالثالوث القدوس المُحيي، لأنك ستحيا بالوصية بقوة المسيح الذي يشعها فيك، وتزداد محبتك له لأن الرب قال:
+ أن أحبني أحد يحفظ كلامي ويحبه أبي وإليه نأتي وعنده نصنع منزلاً (يوحنا 14: 23)
غرض حياتنا هو الاتحاد بالله في هذه الحياة الحاضرة الآن، وذلك بالإيمان والرجاء والمحبة وبالكمال في الحياة الآتية عند استعلان يسوع المسيح في مجيئه حسب وعده الصادق، ولكن للأسف كثيراً ما نلوي هذه الحقيقة إذ نتحد في قلوبنا بأشياء متنوعة كثيرة تبعدنا عن هذا القصد وتشدنا لأسفل وتُقيدنا، فنتوه ونحيد عن الطريق المستقيم ونظل منشغلين في المأكل والمشرب وحاجات الجسد وتمتعه الوقتي، بل وأحياناً بالمعرفة حتى الروحية والفكرية حتى ننسى الله تماماً كشخص حي وحضور مُحيي، فلا نقف أمامه ولا نستقبل كلامه كروح وحياة وشفاء وعلاج فعال للنفس، وقوة تطهير وتنقية لمعاينة مجده، وبذلك نشوه صورته فينا ونضعف إنساننا الجديد ونُطفأ الروح القدس وبذلك نخضع لعدو الخير وفي النهاية نعود لخطايانا القديمة حتى تتفاقم وتكثر ومن كثرة الإثم تبرد محبتنا، وان استمرينا في هذا بدون أن ننتبه سنتجمد وقد تصعب جداً عودتنا لله مرة أخرى وندخل في حالة قساوة القلب في عدم توبة لذلك قال الرسول:
+ انظروا أيها الإخوة أن لا يكون في أحدكم قلب شرير بعدم إيمان في الارتداد عن الله الحي (عبرانيين 3: 12)
+ وأما البار فبالإيمان يحيا وان ارتد لا تُسر به نفسي، وأما نحن فلسنا من الارتداد للهلاك بل من الإيمان لاقتناء النفس (عبرانيين 10: 38)