فرعُ يخرج من جِذعٍ ..إنسانٌ يولد من الأرض، وروح الرب ينزل ويحل عليه. إن إعلان أشعيا المتعلق بمجيء المسيح مذهل وعجيب. فالسماء هي من تأتي للقاء الأرض .. الروحُ هو من ينزل ويحل على الجسد .. الله يأتي لملاقاة الإنسان من خلال إتحاده به بروحه القدوس.
في زمن كتابة النبي لهذا النص، كانت ذرية داؤد منتهيةً تقريباً، ونسله المتعاقب كان قد ابتعد شيئاً فشيئاً عن الرب، ملقيًا على الشعب الخزي والمصائب، إلى أن وقع السبي وأُجلي الشعب، وكان ذلك نهاية المملكة.
لكن مع ذلك، وبعيداً عن أرضه، استمرت القلة الباقية من الشعب ترجو الرب .. استمر الرجاء حَيًّا في قلوبهم. فمن هذا الفرع، المائت تقريباً، سيقوم وينْمي غُصنٌ ، والذي هو المسيح. هو ثمرة الأرض. لكن الخبر الجميل والعجيب، هو أن الله سيأتي ويُحِلّ روحَه عليه. الإله العلي كلّي القدرة، يأتي للقاء البشرية المُذَلّة، ويهب روحَه لابن الإنسان .. روح الله هذا، بكماله، بملئه، سيقيم ويقود كل كيان هذا الابن.
إن عطية الروح القدس هذه لهذا الإنسان- الإله، ولأنه يأتي كي يصالح البشرية مع الله، ستحقق مُصالَحَةً تعانق وتحتضن وتشمل كل الخليقة. وبفضل هذا الإتحاد، تصبح معرفة الله ممكنةمن جديد.
إن الله يأتي لملاقاة الإنسان ويفتح له ويفتح له باب المعرفة هذا، أي باب الدخول في علاقة معه والتعرف عليه.
أشعيا 11: 1 - 10
في ذلك اليوم يَخرُجُ فَرعٌ مِن جذعِ يَسَّى، والد داؤد، وَينْمي غُصنٌ مِن أُصولِه، ويَنزلُ علَيه روحُ الرَّبّ، روحُ الحِكمَةِ والفَهْم والمَشورَةِ ، روحُ القُوَّة والمعرفةِ وتَقوى الرَّبّ، ويبتهجُ بمخافة الرَّبّ. لا يَقْضي بِحَسَبِ ما ترى عَيناه، ولا يَحكُمُ بِحَسَبِ سَماعِ أُذُنَيه، بل يَقْضي لِلضُّعَفاءِ بِالعدل، ويُنصِفُ الضالمين بكلامٍ كالعاصا، ويُميتُ الشَريرَ بِنَفخَةٍ مِن شَفَتَيه. ويَكونُ العدلُ حِزامًا لوسطِهِ، والحقُ مِئزَرًا حولَ خَصرِه. فيَسكُنُ الذِّئبُ مع الحَمَل، وَيربِضُ النَّمِرُ بجانب الجَدْيِ، ويَرعى العِجلُ والشِّبلُ معاً، وصَبِيٌّ صَغيرٌ يَسوقُهما.تَرْعى البَقرةُ والدُّبُّ مَعاً ويَبيتُ أَولادُهما معاً، والأَسَدُ يَأكُلُ التِّبنَ كالثَّور، ويَلعَبُ الرَّضيعُ على وكرِ الأَفْعى، ويَضَعُ يدَهُ في مَكمَنِ الثعبان. لا يُسيئُ أحدٌ ولا يُفسِد، أينما كان في جَبَلي المُقَدَّس، لِأَنَّ الأَرض تَمتَلِئُ من مَعرِفَةِ الرَّبّ كما تملأُ المِياهُ البَحر. في ذلك اليَومِ يرتفع أَصلُ يَسَّى القائِمُ رايَةً لِلشُّعوب، تطلُبُهُ الأُمَم ويَقيم المجد في مَوطِنِهِ.
ربي يسوع .. أيها المسيح.. ابن الله الممتليء بالروح،
أنت يا مَن وحدك تعرف الآب ، ومحبوبٌ من قِبَله، نُسَبِّحك ونسجد لك.
بإشراكنا في حياتك، تُشركنا أيضاً بروحك القدوس، وتدخلنا في هذه المعرفة، التي هي مصدر وينبوع كل مصالحة.
إننا نثق بك يا رب .. ورجاؤنا قوي بك. إجعلنا ننقادُ لتعليمك بتواضع وثقة .. قُدنا أنت يا رب بنفْسك، وَحِّدنا بك .
يا رب، تعال وخلِّصنا!