رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
في بداية هذا الزمن الذي يقودنا نحو ميلاد المُخَلِّص، وطوال الأسبوع الأول، تأمَلنا في الله الذي يأتي للقائنا. كان هذا موضوع الأسبوع الأول. فالله هو مَن بدء مبادرة الحُب هذه .. هو الأول.. لأنه هو مَن يهبنا ما يلزم كي نتمكن من البحث عنه... هو الأول، لأن كل شيء يأتي منه..هو الأول لأنه يهب كل شيء، بل ويهب حياته أيضاً. فهو يأتي للقائنا حيث نكون نحن.. في عالمنا السائر في الظلمات.. يأتي في حياتنا، التي هي بعض الأحيان مجروحة، لكنها دوماً في بحث عن السلام والسعادة. الله يأتي في حياتنا، كي يحولها تماماً. الله يأتي إلى العالم، فيتحول العالم دون أن يدري.. لأن التحول يحصل في الأعماق. أليس هذا ما ننتظره في الحقيقة؟ أي أن يأتي الله ويغير حياتنا وعالمنا كله؟ إن الله هو الإله القدوس السامي الآخر، المختلف عنا تماماً.. لكنه في نفس الوقت أيضاً، أقرب إلينا من أنفسنا نحن:هو وحده يمكنه معرفة رغبات قلبي العميقة، والوحيد أيضاً الذي يملك القدرة على تحقيق هذه الرغبات.. هو خالق كل شيء، ولهذا هو الوحيد القادر على تجديد كل شيء. ها هي إذنالبشرى الكبيرة لهذا الأسبوع الثاني من زمن المجيء: الله يأتي ، ويصنع كُلَّجديد. هناك شيءٌ تَغيَّرَ في العالم مع مجيء المُخَلِّص. وهناك شيء سيتغير لأنه لن يتوقف عن المجيء.. بل مستمر بالمجيء. وكي نُهيأ أنفسنا لاستقبال هذا الشيء الجديد التي يغزو عالمنا وحياتنا .. كي نَقْبَله (لأننا في بعض الأحيان نخاف من الجديد، حتى لو لم نكن راضين عمّا نعيشه الآن في الوقت الحاضر)، إذن كي نقبله، علينا أن نجرؤ ونمتلك رغبات كبيرة. رغبات هائلة مثل السلام والتناغم الذي نتمنى أن يعم العالم بأكلمه. رغبات عميقة، أمثال تلك التي لا نجرؤ أو لا نفكر في أن نضعها أمام الله، أو مثل تلك التي لا تجرؤ صلاتنا على التعبير عنها، مثل: لِيَحدث شيءٌ جديدٌ في حياتنا، لِيُولد فِيَّ الإنسان الجديد، ليُجَدِّدني خلاص الله، وليولد فيَّ هذا الإنسان الجديد وليكبُر. هذا هو بالذات الموضوع الذي تُكَلِّمنا عنه النصوص الليتورجة لهذا الأسبوع : الولادة... ولادة عالم جديد يصفه لنا الصوت المتحمس لأشعيا النبي قائلاً:"الأرض المنعرجة تتعدل، والطريق الوعر يصير سَهلاً!".. ولادة عالم جديد نجد فيه كلام تعزية وحنان مصدره الله. عالم جديد، يسمع فيه المجليين عن أرضهم كلام تعزية وحنان.. عالم جديد، يسمع فيه المتعَبين والثقيلي الأحمال كلاماً يُقَوّي، ويُشَدِّد ويهب الرجاء. نحن لا نتكلم هنا عن مجرد حُلم، أو عن عالم خيالي مثالي نُصَبِّر به أنفسنا المتعَبة ورغباتنا الكبيرة: يوم الأثنين من هذاالأسبوع، سنحتفل بِعيدٍ يُذَكِّرنا بأن بواكير هذا العالم الجديد هي من الآن بيننا: فالإحتفال بالحَبَل الطاهر لمريم (المحبول بها بلا دنس أصلي)، يعني أن هناك خليقة مُجَدَّدة تماماً بفضل نعمة من الله، وطأت أرضنا .. وبأنها صورة مسبقة لما نحن بأجمعنا مدعوون لأن نصيره في مجد الله. لكن لننتبه: فحتى لو كان هذا العالم الجديد بيننا، فلا يزال له الحجم الصغير والهشاشة اللتين يتمتع بهما ابن البشر، لهذا عليناأن نكون "منتبهين ، يقظين" لصوت الله، الذي يأتي كل يوم ليجدد حياتنا، إلى أن نصل إلى الولادة النهائية في اليوم الأخير.. علينا إذن أن نعمل على أن ينمو شيئاً فشيئاً، فينا وفيما حولنا، هذا العالم الجديد الذي تركه المُخَلِّصُ لنا مثل هدية نفيسة. |
19 - 03 - 2015, 03:29 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: إنه هو مَن أحبنا أولاً
مشاركة جميلة جدا ربنا يبارك حياتك |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
هي دي الحقيقة أحبنا أولاً ♥ |
لقد أحبنا الله أولاً |
الله محبة و قد أحبنا أولاً |
ليتنا ننظر إلى الرب يسوع أولاً، |
نحن نحبه لأنه هو أحبنا أولاً |