|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كبير الأطباء الشرعيين السابق يكشف أبوضيف مات بطلقات محرمة وقاتله قناص محترف
نقلا عن فيتو حوار: دينا عاشور تصوير : محمد حكيم خالد محيي الدين زارنى ليعرف إذا كان "المشير" مضروبا بالنار من عدمه أعضاء مجلس قيادة الثورة قطعوا عهدا على أنفسهم بألا يقتل أحدهم الآخر كل المحيطين بعمر سليمان كانوا عايزين يتخلصوا منه التقارير الطبية الأمريكية عن وفاة نائب الرئيس الأسبق غير منطقية لم يجبرني أحد على كتابة تقرير الطب الشرعي منذ أيام عبد الناصر ليس صحيحا أن هناك جثثا سُرِقت من مشرحة زينهم قضية المرأة التي قتلت زوجها وقطعته ووضعته في 23 كيسا كانت الأصعب في حياتى مازالت صفحات التاريخ عاجزة عن حسم الجدل حول ما إذا كان المشير عبد الحكيم عامر مات منتحرا أم مسموما، وحول ما إذا كانت هناك أجهزة مخابرات وراء مقتل اللواء عمر سليمان أو الفنانة سعاد حسنى، وظلت ملفات هذه القضايا على طريقة النهايات المفتوحة لم تحسم بعد. غير أن شهادة د.فخري صالح كبير الأطباء الشرعيين ورئيس مصلحة الطب الشرعي سابقا لـ"فيتو" قد تضع كثيرا من النقاط فوق الحروف على كثير من نقاط الغموض، وقد تتحول إلى أدلة ثبوت للمؤرخين المهتمين بكشف غموض تلك الملفات، فالرجل عاصر خلال عمله 4 رؤساء لمصر، وبحكم موقعه كان شاهد عيان على تلك الوقائع الثلاثة. وهو يؤكد في حوار خاص لـ"فيتو" أن هناك جماعات وسياسيين كانت ترغب في التخلص من اللواء عمر سليمان ومنهم جماعة الإخوان. وقال إن الإخوان وراء مقتل الشهيد الحسيني أبو ضيف، برصاص محرم دوليا، وأرجع د.فخري صالح وفاة سعاد حسني منتحرة إلى الظروف النفسية التي كانت تعاني منها. وأكد "فخري" أن تبعية الطب الشرعي لوزارة العدل أمر محمود يصب في صالح الطب الشرعي، مشددا على عدم تدخل السلطة التنفيذية في تقارير الطب الشرعي. *اطلعت على التقرير الطبي الخاص بوفاة المشير عبد الحكيم عامر، فما رأيك فيه ؟ كنت أعمل في مصلحة الطب الشرعي وقتها، وأحتفظ بتقرير الطب الشرعي عن وفاة عبد الحكيم عامر، والذي كشف عن عدم وجود إصابات أو أعيرة نارية، أو أسباب مرضية تؤدي إلى الوفاة، وذكر التقرير الطبي أن سبب الوفاة تناوله مادة الأكونتين، وهي مادة سامة، ومن المواد التي تستخدمها أجهزة المخابرات فقط، وغير متداولة بين عامة الناس، ويضطر رجل المخابرات أو الجيش لتناولها إذا وقع أسيرا في يد العدو، ليموت في الحال. *وهل استطاع الطب الشرعي أن يحدد إذا كان عبد الحكيم عامر مات مقتولا أم منتحرا ؟ وفاته بمادة الأكونتين المادة السامة، لها احتمالان؛ إما أن يكون قد تناولها بنفسه، أو وضعت له في عصير أو شاي مثلا، والتحقيقات وحدها هي التي تكشف ذلك، وليس الطب الشرعي، فأنا لا أستطيع الجزم بأن الشخص مات منتحرا أو مقتولا في أغلب الأحيان، لأنها تهمة خطيرة تلصق بالمتوفى، ويترتب عليها آثار سلبية عديدة مثل القول إنه رجل خرج عن الدين، وإذا كان ضابطا تقل رتبته العسكرية، وغيرها من آثار اجتماعية على أسرته، وحتى أجزم أن شخصا ما مات منتحرا لابد أن تكون هناك دلائل قطعية لا تقبل الجدال أو أي احتمال آخر غير ذلك، وفي حالة عبد الحكيم عامر لم يستطع الطب الشرعي تحديد ذلك، كما لم تجزم التحقيقات أيضا إذا كان مقتولا أو منتحرا. *وما سر لقائك بـ"خالد محيى الدين" الذي كان عضوا في مجلس قيادة الثورة ؟ عندما كنت رئيسا لمصلحة الطب الشرعي زارني خالد محيى الدين وطلب مني أن يعرف أسباب وفاة عبد الحكيم عامر وفقا لتقرير الطب الشرعي، وتحديدا كان يريد أن يعرف ما إذا كان "عامر" مضروبا بالنار من عدمه، وأكدت له أنه غير مصاب بأعيرة نارية، أو أمراض أدت إلى وفاته، وأن سبب الوفاة تناوله مادة سامة،، وقد شعر بارتياح شديد عندما تأكد أن عبد الحكيم عامر غير مصاب بأعيرة نارية، وعندما سألته عن سبب هذا الارتياح، فأجابني بأن أعضاء مجلس قيادة الثورة قد قطعوا عهدا على أنفسهم بألا يقتل أحدهم الآخر، ولهذا السبب كان يرغب في الاطمئنان أنه لم يمت مقتولا بأعيرة نارية، وهذا بالنسبة له دليل على أنه لم يقتل بيد أحد أعضاء مجلس الثورة، وقال لي خلال حديثه بطريقة لم أستطع أن أحدد إذا كان يمزح أو يقولها على سبيل الجد: "إن عبد الحكيم عامر كان من عائلة كبيرة، وعاش في ترف، وعندما كان يصيبه الضيق كان يقول لأصدقائه: أنا هنتحر". *وماذا عن الفنانة الراحلة سعاد حسني ؟ ترددت الشائعات حول وفاة سعاد حسني، وما إذا كانت مقتوله أم منتحرة، ولم تحسم تحقيقات النيابة أيضا حتى الآن هذا الأمر، وتحليلي لوفاة سعاد حسني بعد اطلاعي على تقرير الطب الشرعي حول وفاتها والذي نشرته الجرائد الأجنبية أنه لا توجد آثار قتل، أو ضرب أو دفع أو سموم، فضلا عن عدم وجود مخدرات في جسدها، وبالتالي تم استبعاد الشبهة الجنائية، وأصبح هناك احتمالان؛ إما سقطت من علو بشكل عرضي دون قصد، أو ألقت بنفسها منتحرة، حيث جاء تشخيص وفاتها أنها سقطت من علو، وتحليلي لملابسات وفاتها أن هناك دوافع شخصية لديها قد تؤدي إلى انتحارها، حيث كانت سعاد حسني نجمة النجوم، وعاشت سنوات على هذه الحال، وفجأة تدهورت حالتها الصحية، وسافرت إلى إنجلترا للعلاج وتغير شكلها تماما إلى الأسوأ، وحدثت تغييرات في شكل جسدها بسبب تآكل بعض فقرات الظهر ما أدى إلى قصر قامتها، فضلا عن أنها كان لها موقف مع الفنان محرم فؤاد أصابها بالإحباط، فقد شاهدت سعاد حسني محرم فؤاد مصادفةً في إنجلترا، وعندما نادت عليه لم يتعرف عليها بسبب تغير شكلها، ما أصابها بالإحباط، وترددت بعدها في النزول إلى القاهرة خوفا من تسليط الأضواء عليها عندما تعود إلى أرض الوطن ويراها جمهورها بعد تغير شكلها، وكان مضغوطا عليها للعودة إلى مصر، وعندما اقترب موعد السفر شعرت باليأس والإحباط وقررت التخلص من حياتها لهذه الأسباب، وهذه كلها احتمالات ولكن لا نستطيع أن نجزم بانتحارها. *هل ترى أن هناك غموضا ولغزا حول وفاة اللواء عمر سليمان ؟ اللواء عمر سليمان، بئر عميق لجميع أسرار السياسيين في مصر، وعلى دراية كاملة بأفعالهم وملفاتهم وسلوكهم، فضلا عن أن رغبته في الترشح للرئاسة أصابتهم جميعا بالذعر، نظرا لشعبيته الكبيرة التي قد تؤدي إلى وصوله إلى الحكم، وتحسبا لمحاسبة هؤلاء أو إبعادهم عن المشهد السياسي في حالة فوزه في الانتخابات الرئاسية، فقد قرروا التخلص منه لإخفاء أسرارهم، وهناك شبهات تدور أيضا حول أن إسرائيل أو بعض الدول العربية كانت تقف وراء مقتله من خلال أجهزة المخابرات العامة لتلك الدول إذ رأت أن دوره يجب أن ينتهي عند هذا الحد. *ولكن التقارير الطبية للواء عمر سليمان تؤكد إصابته بمرض "النشواني" الذي كان سببا في وفاته ؟ "النشواني" هو مرض يؤثر على عمل الأعضاء الحيوية في الجسم ومنها القلب والكلى، وهو مرض مناعي مجهول السبب يظهر على شكل أورام خبيثة داخل الجسم، يؤدي إلى ضمور الخلايا، وحدوث قصور في عدة أعضاء من الجسم، وإذا أصاب القلب أدى إلى قصور عضلة القلب والأعراض الصدرية وقد يؤدي ذلك إلى الوفاة مباشرة بالفعل، وقالت التقارير الطبية الأمريكية وقتها إن سبب وفاة نائب رئيس الجمهورية السابق اللواء عمر سليمان هو إصابته بسكته قلبية مفاجئة؛ وذلك أثناء قيامه بإجراء فحوصات طبية في مستشفى كليفلاند، وهذا الأمر غير منطقي لأن هذا المرض يؤدي إلى قصور في عضلة القلب، وكان عمر سليمان رجلا رياضيا، وينوي الترشح في الانتخابات الرئاسية، فضلا عن أنه يسافر ويتحرك كثيرا، وإذا كان مصابا بهذا المرض لأقعده ومنعه من النشاط الزائد والحركة المستمرة، فنتيجة التقارير الطبية لا تتناسب مع حالة صحته العامة وحركته ونشاطه، والدلائل كلها تشير إلى مقتله. *هل تتدخل السلطة التنفيذية في كتابة تقارير الطب الشرعي وفقا لمصالحها ؟ عملت طبيبا شرعيا منذ عام 1967 حتى الآن، عاصرت جزءًا من حكم الرئيس جمال عبد الناصر، والرئيس أنور السادات والرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، والرئيس المعزول، لم يجبرني أحد على كتابة تقرير الطب الشرعي بشكل معين، أو يتدخل في عملي، ولم يحدث أن تدخلت الحكومة في عمل مصلحة الطب الشرعي. *وما رأيك في تبعية الطب الشرعي لوزارة العدل ؟ تبعية الطب الشرعي للوزارة أمر طيب ومحمود، حيث يقصد بالتبعية حماية الطبيب الشرعي وضمان عدم التدخل في عمله، حيث إنه يتعامل مع القضاة والنيابة العامة، وهما جهات مستقلة لا يتدخل أحد في عملهم، فضلا عن فهمهم الجيد لطبيعة عمل الطب الشرعي الفني، وأهمية استقلاله وعدم التدخل في تقاريره، وضرورة حمايته. *وما رأيك في وضع الطب الشرعي الآن ؟ الطب الشرعي الآن متماسك رغم سفر الأطباء الشرعيين أصحاب الخبرة إلى الدول العربية، والموجودون الآن من الخبراء في مصر عددهم بسيط، وهذه من ضمن المشاكل التي يواجهها الطب الشرعي، فضلا عن عدم توفير الحماية الأمنية الكافية للأطباء الشرعيين أثناء عملهم، مثل تعرضهم للهجوم من أهالي المجني عليهم من حين لآخر. *ما هي الحالات التي تتطلب استخراج الرفات من القبور لتحليلها ؟ استخراج الرفات من القبور لا يتم إلا وفقا لقرار من النيابة العامة، بناءً على جدوى معينة كوجود أدلة جديدة في واقعة وفاة شخص ما، وحسب ظروف الواقعة، ثم ترسلها إلى مصلحة الطب الشرعي لتحليل تلك الرفات، للمساعدة في اكتشاف الجاني وكشف الحقائق، وكلما يمر وقت طويل على الواقعة، يكون تحليل رفات الإنسان صعبا. *وهل واجهت مثل هذه الحالات ؟ واجهتها كثيرا، ولكن أبرزها تحليل رفات شخص مقتول بعد مرور 7 سنوات على قتله، وتدور أحداث الواقعة حول شخص قام بقتل زميله في إحدى دور السينما بسبب خلافات عائلية، وإلقاء جثمانه في أحد السراديب الموجودة بالسينما، وسافر إلى العراق هاربا خوفا من افتضاح أمره، إلا أنه كان يشعر بالذنب دائما، وعاد بعد 7 سنوات من الواقعة، وعمل "فتوة" بإحدى المناطق الشعبية، وفي آخر الليل يسهر مع أصدقائه ويتناول الخمر، وفي إحدى جلساته اعترف تحت تأثير الخمور لأصدقائه بأنه قتل شخصا، وبكى لهم شعورا بالذنب، وأبلغ أحد أصدقائه الشرطة وبالتحريات اكتشفوا أن الرجل المجني عليه الذي يدعي الجاني أنه قتله مفقود منذ 7 سنوات ولا يعرف أهله عنه شيئا، وتم القبض على الجاني واعترف بجريمته ومثل الواقعة، وتم انتداب الطب الشرعي لتحليل رفات المجني عليه لمطابقتها بأقوال المتهم، وعندما ذهبنا إلى المكان الذي تم دفن المجني عليه فيه، وجدنا أن الجثة أصبحت رفات عبارة عن عظام، وكشف تشريح الرفات أنه ذكر، وعن عمره الآن، وعمره وقت حدوث الجريمة، وطوله، وسبب الوفاة، وتطابقت نتيجة التشريح مع أقوال المتهم. * ما رأيك في قضية مقتل الشهيد الحسيني أبو ضيف ؟ تقرير الطب الشرعي الخاص بالحسيني لم يكن فيه تصور للواقعة، وأعددت تقريرا طبيا موازيا للتقرير الصادر من مصلحة الطب الشرعي، وأسردت وصفا كاملا حول كيفية قتله، بعد الاطلاع على شهادة الشهود، ومكان الإصابة، وتبين لي أنه تم قتله بطلقة مدمدمة وهو نوع من الطلقات الممنوعة والمحرمة دوليا، وتأثيرها قاتل وسام، ويتم استخدامها في الاغتيالات، وتبين أيضا أن "الحسيني" كان مستهدفا بالقتل من قناص محترف وليس شخصا عاديا، خاصة أنه ضربه بالرأس، ونسبة الوفاة في الرأس تتعدى الـ90%. *وفي رأيك من يقف وراء قتله ؟ الإخوان هم المسئولون عن قتله، لأنه كان يقود حملات ضخمة ضد أحد أقارب الرئيس المعزول محمد مرسي، وبالتالي كان مستهدفا من جماعة الإخوان المستفيدة الوحيدة من قتله والتخلص منه. *سماسرة بيع الجثث انتشروا بشكل كبير، فهل رصدت خلال عملك ورئاستك لمصلحة الطب الشرعي واقعة سرقة جثث بغرض بيعها ؟ لم يحدث طيلة عملي في مصلحة الطب الشرعي، أن سُرقت جثث من مشرحة زينهم، فالجثمان ملك النيابة العامة وهي الوحيدة التي تملك التصرف فيه، فدخول وخروج الجثث لا يتم إلا وفقا لقرارات النيابة العامة، ويتم وفقا لنظام قضائي، فهي التي تحدد مكان دفن الجثث المجهولة، وبالتالي يصعب سرقتها، غير أن الجثث الموجودة داخل المشرحة يكون قد مر وقت طويل على وفاتها، وبالتالي لا يصلح نقل أعضاء منها. وقد عاصرت خلال عملي واقعتين، تذمر أهالي بعض الجثث ورفضهم استلام جثامين أبنائهم بسبب أنهم فوجئوا بأن الجثمان من غير أعين، ولما بحثت الأمر وجدت أن المشرحة تسلمت الجثامين بدون أعين، وأنه تمت سرقتها داخل المستشفى التي توفوا فيها، وقمت بإبلاغ النائب العام، ورجعت الجثث مرة أخرى إلى المستشفى لحين اتخاذ النيابة الإجراء اللازم وإثبات الواقعة، ويجوز أن يتم أخذ قرنية المتوفى وزرعها لكفيف، ولكن لابد أن يتم ذلك بعلم أهله والموافقة عليه، وقد نقوم بتشريح الجثث ونجد أنها بدون كلية، ونقوم بإخطار النيابة العامة بذلك. *واجهت خلال عملك حالات وقضايا صعبة، فما أصعب القضايا التي قمت بمباشرتها ؟ من أصعب القضايا التي باشرتها قضية "سميحة" المرأة التي قتلت زوجها وقطعته ووضعته في 23 كيسا، ووزعتها في أماكن مختلفة، واستطاعت الشرطة القبض عليها بعد أن وجدت أشلاء زوجها، وأرسلت النيابة العامة أشلاء القتيل ووضعتها على منضدة وجمعت الأشلاء وتعاملت معها وكأني أتعامل مع لعبة "ميكانو" لوضع الأجزاء في أماكنها، وتبين لي من تشريح أحشاء القتيل أن الزوجة وضعت له مادة مخدرة في الطعام، وبعدها قامت بذبحه ثم تقطيعه، والأبشع من ذلك أنها قامت بتقشير وجهه لتخفي ملامحه تماما، وهذه القضية كانت من أصعب القضايا. كما باشرت قضية شاب قام بخنق رجل مسن وقطع جسده أشلاءً ووضعها في قدور الطبخ ثم وضع داخل تلك القدور مادة كاوية لإخفاء تلك الأشلاء، وتم تجميع الأشلاء أيضا وإرسالها إلى الطب الشرعي لمعرفة صفات هذا الرجل، وعمره، وكتابة تقرير عن كيفية الوفاة. |
|