رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مصارعة الوحوش _ أغناطيوس الأنطاكي مصارعة الوحوش صلوا فقط ليعطيني الله قوة داخلية وخارجية - ليس فقط قوة في الكلام بل أيضاً في الإرادة - لكي أكون مسيحياً ليس فقط بالاسم لكن بالفعل. لأنه لو أنا مسيحي بالفعل، سوف أدعى كذلك وأكون أميناً حتى بعد إنحلالي من العالم بفترة طويلة. ليس شيء صالح لمجرد أنه مرئي، لأن إلهنا يسوع المسيح قد إستعلن بالأكثر الآن، بكونه مخفي في الله. إن المسيحية ليست عمل إقناعي، لكنها قوة حينما تضطهد في العالم. أني أكتب إلى الكنائس كلها لأخبرهم أنني بكل قلبي ذاهب للموت من أجل الله، إذا فقط لم تمنعوا إتمام ذلك. أتوسل إليكم أن لا تحاولوا الإحسان لي في الوقت الخاطئ. أرجوكم أتركوني ألقى للوحوش، فمن خلالها أصل إلى الله. أنا حنطة الله، أطحن بأسنان الوحوش حتى أصير خبزاً نقياً للمسيح. إذا أمكن، لاطفوا الوحوش حتى تصير قبري، ولا تترك شيئاً من جسدي غير مُلتهَّم، حتى وأنا ميت لا أكون ثقلاً على أحد. سوف أكون حقاً تلميذا ليسوع المسيح عندما لا يستطيع العالم أن يرى الكثير من جسدي. تضرعوا إذن للرب من أجلي حتى أصير قرباناً لله بهذه الوسيلة. أنا لا آمركم كما فعل بطرس وبولس. لقد كانوا رسولان، أما أنا فرجل مُدان. كانوا رجلان حرَّان، أما أنا فما زلت عبداً. لكنني عندما أتألم سوف أتحرر بيسوع المسيح وفي قيامتي سأكون حراً. لكنني أتعلم الآن وأنا مقيد بالسلاسل أن لا تكون لي رغبات خاصة. أنا من الآن أصارع الوحوش في رحلتي من سوريا إلى روما. في البر والبحر، بالنهار والليل، أنا مقيد بسلاسل مع عشرة نمور حولي أو مع فرقة حراس، يزدادون في وحشيتهم كلما إزدادت ملاطفتنا لهم. إلا أن معاملتهم السيئة تجعلني تلميذاً على نحو أفضل. "لكنني لست بذلك مبرراً" (1 كو 4:4)، ليتني أجد الفرح في الوحوش التي تم إعدادها لي. صلاتي أن تكون سريعة في تعاملها معي. سوف ألاطفها لكي تفترسني بدون تأخير، ولا تخشى الإقتراب مني كما حدث في بعض الحالات. وإذا تراجعت الوحوش - وأنا في أتم إستعدادي - سوف أثيرها لمهاجمتي. سامحوني، فأنا أعرف ما هو الصالح لي. لقد ابتدأت الآن أن أكون تلميذاً، ليت لا يمنعني أحد - إن كان منظور أو غير منظور - من الوصول إلى يسوع المسيح. مرحباً بالنار، والصليب، والوحوش الضارية بتمزيقها وتقطيعها، وكسر العظام، وسحق جسدي كله، وعذابات الشيطان الشريرة .. ليهاجمني هذا كله، طالما أنني سأصل ليسوع المسيح. لا ممالك هذا العالم ولا الكون بإتساعه يفيدني بشيء. إني أفضل الموت لأجل يسوع المسيح من أن أملك أطراف المسكونة. بحثي هو عن ذاك الذي مات من أجلنا، ومحبتي هي لذاك الذي قام من أجل خلاصنا. إن آلام (مخاض) ولادة جديدة تكتنفني. سامحوني يا أخوة. لا تفعلوا شيء يمنع عني هذه الحياة الجديدة. لا تسلموا للعالم إنساناً قلبه مثبَّت على الله. لا تغروني بالأشياء المادية. دعوني أستقبل النور النقي. عندما أبلغ إليه، سوف أكون رجلاً بالتمام. دعوني أقتدي بآلام إلهي. وليفهم أولئك الذين يملكونه في قلوبهم ما يحفزني، لتدركوا ما هو إختياري ولتشتركوا معي في مشاعري. إن رئيس هذا العالم متلهف لتمزيقي إرباً، لإضعاف إرادتي المثبتة نحو الله. أرجو أن لا يساعده أحد من الذين يشاهدون الصراع. بل بالأحرى تعالوا على جانبي، فهو جانب الله. لا تجعلوا شفاهكم للمسيح أما قلوبكم فللعالم. وليكن الحسد ليس له مكان بينكم. بل وحتى عندما آجيء (إلى روما)، إذا توسلت إليكم (بمحاولة إنقاذي) لا تلتفتوا إلى ما أقول، بل صدقوا ما أكتبه إليكم الآن. إني أكتب الآن في كامل وعيي، وإشتياقي هو للموت. إن حبيب نفسي - الذي هو داخلي - قد سُمّر على الصليب، ولم يعد فيَّ أي إشتياق لشيء مادي. الماء الحي فقط ينطق في داخلي قائلاً: "أسرع إلى الآب". ليس لي أي تذوق للطعام الفاني أو لملذات هذا العالم. أريد خبز الله أي جسد المسيح - الذي من نسل داود - وللشراب أريد دمه الذي هو الحب الذي لا يباد. |
13 - 03 - 2015, 01:51 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: مصارعة الوحوش _ أغناطيوس الأنطاكي
مشاركة جميلة جدا ربنا يبارك حياتك |
||||
|