رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أنا أسقف مطابخ _ بالليديوس أنا أُسقف مطابخ بالليديوس الأسقف والمؤرخ ثم قضى 30 سنة في حبس كامل حيث كانت تصل إليه ضروريات المعيشة بواسطة واحد كان يخدمه، وذلك من طاقة في قلايته، ثم استحق أن ينال موهبة النبوة، فمن بين أعماله الكثيرة أرسل تنبؤات عديدة إلى الإمبراطور المبارك ثيئودوسيوس، واحدة بخصوص انتصاره على مكسيموس الطاغية ورجوعه من الغال، وأيضاً أعطاه أخبار سعيدة عن الطاغية أوجينيوس، وهكذا ذاعت شهرته كإنسان فاضل. عندما كنا في برية نتريا مع الأب إيفاجريوس ورفقاؤه، كنا متلهفين أن نعرف بتدقيق عن فضائل هذا القديس فقال المبارك إيفاجريوس: "أشتاق أن أعرف شيئاً عن حياة هذا الرجل، من شخص قادر على تمييز الشخصية والكلام، إذ أنني غير قادر أن أراه بنفسي، لكن يمكنني السماع عن نمط حياته بتدقيق من وصف آخر، حتى لا أذهب هكذا بعيداً إلى الجبل الذي يسكن فيه"، فلما سمعت أنا ذلك، بدون أن أقول شيء لأي أحد، حبستُ نفسي في قلايتي في اليوم التالي كله طالباً إرشاد الله، وهكذا شعرتُ بدافع للذهاب إلى القديس في الصعيد. سافرت إلى هناك مشياً على الأقدام أحياناً وبالإبحار في النهر أحياناً أخرى، وكان وقت فيضان النيل حيث يُصاب الكثيرون بالمرض الذي صرتُ أنا أيضاً ضحية له، ولما وصلتُ بعد 18 يوم وجدتُ الدهليز المؤدي إلى مسكن القديس مغلقاً، لأنه كان لا يفتحه إلا يومي السبت والأحد، ولما علمت ذلك انتظرت حتى يوم السبت، وذهبت لمقابلته في الصباح ووجدته جالساً عند نافذته ليعطي مشورة للذين كانوا هناك. حيّاني القديس وكلمني بواسطة مترجم قائلاً: "من أين أنت؟ ولماذا جئت؟ أظن أنك من جماعة إيفاجريوس". فأجبته: "أنا أجنبي من غلاطية". ثم أضفت أنني فعلاً من جماعة إيفاجريوس. وأثناء كلامنا وصل أليبيوس والي تلك المنطقة، فتحول القديس إليه وتوقف عن الكلام معي، فانسحبت قليلاً تاركاً لهما الفرصة ووقفتُ على مسافة قصيرة منهما، وظلا هما يتحدثان لمدة طويلة، فشعرت بالاشمئزار، وفي قرفي دمدمت ضد الشيخ القديس بكونه أستخف بي وكرَّم الوالي. وقررت أن أتجاهله وأرحل. فدعى مترجمه ثيئودور وقال له: "أذهب قل لهذا الأخ: "لا تكن ضيق الأفق، إنني مزمع أن أصرف الوالي وأتكلم معك"". فبدا لي أنه من الأفضل أن أنتظر بصبر وأن أراقبه كرجل روحاني. ولما أنصرف الوالي دعاني القديس وقال: "لماذا أنت غاضب مني؟ ما الذي وجدته يستحق الملامة حتى تفكر هكذا فيما هو ليس حقيقياً عني وغير موافق لك؟ ألا تعلم أنه مكتوب: "لا يحتاج الأصحاء إلى طبيب بل المرضى" (لو5)؟ وإن كنت أنا لا أعطيك مشورة فيوجد إخوة وآباء آخرون ليعطوك مشورة. أما هذا الوالي قد أُسلم للشيطان من خلال أعماله الدنيوية، وقد تمتع بقليل من الترويح هنا كعبد هارب من سيده (الشيطان) حيث إنه جاء طالباً معونة، فمن غير المعقول أن نتركه لنقضي معك الوقت، طالما أنك حرُّ دائماً في اهتمامك بخلاصك". فطلبت منه أن يصلي من أجلي وأنا على دراية تامة بأنه رجل روحاني. حينئذ داعبني بضربة خفيفة على خدِّي وقال لي: "أحزان كثيرة تنتظرك وأمور كثيرة عُملت ضدك لتجبرك على ترك البرية، وأنت قد اضطربت وطرحت عنك عزيمتك. إن الشيطان يُبرز أمامك ضرورات تبدو أنها تَقَوية وبها يُضعفك. لقد اقترح عليك رغبة في أن ترى أباك وأن تُعلّم أخاك وأختك الحياة التأملية. والآن انظر، ها أنا عندي أخبار سارة لك، إن كلا منهما قد تغيّر إلى الحياة التقوية والخلاص، وأبوك لا زالت أمامه عدة سنوات أخرى في الحياة، فثابر أنت على الحياة في البرية ولا تهتم بالرحيل إلى وطنك من أجلهم لأنه مكتوب: "ليس أحد يضع يده على المحراث وينظر إلى الوراء يصلح لملكوت الله" (لو 9). وقد أعانتني هذه الكلمات وشكرت الله عندما وجدت أن المعوقات التي كانت تزعجني قد تحطمت. ثم كلمني هذا الأب بلطف قائلاً: "أتريد أن تكون أسقفاً؟" فقلت له: "أنا بالفعل أسقف". فقال لي: "أين؟" فقلت: "أنا أسقف على المطابخ والموائد والأواني. أنا أسقفهم، لو وجدت خمراً لاذعاً أحرمه (أشلحه)، لكنني أشرب الخمر الطيب فقط. وبنفس الطريقة، أنا أسقف على القدور أيضاً وإن كان الطعام يفتقر للملح أو أي من التوابل، أتبل القدر أولاً وبعد ذلك آكله. هذه هي أسقفيتي، إذ أن شهوة البطن رسمتني أسقفاً". فقال القديس مبتسماً: "كف عن النكت والمزاح. إنك ستُرسم أسقفاً وتَتعب كثيراً وتقاسي من ضيقات كثيرة، فإذا كنت حقاً تريد الهروب من الضيقات فلا تترك البرية لأنه لا يوجد في البرية أحد عنده سلطان أن يرسمك أسقفاً". ثم رحلت من عنده وذهبت إلى مكاني المعتاد في البرية (نتريا) وأخبرت الآباء المباركين بكل شيء، ولذلك هم أيضاً سافروا بعد ذلك بشهرين وقابلوا هذا القديس. أما أنا فقد نَسيتُ نصيحتي، ولكنني بعد ثلاث سنوات أُصبت بمرض في الطحال والمعدة. ثم أخذني الإخوة إلى الإسكندرية للعلاج، فنصحني الأطباء أن أذهب إلى فلسطين حيث المناخ أفضل والجو أنسب لطبيعتي الجسمية. وبعد فلسطين ذهبت إلى بثينية (في آسيا الصغرى بجوار غلاطية موطنه الأصلي)، وسواء كان ذلك بسبب اشتياقي إليها أو بسبب المشيئة الصالحة لله القوي على الكل، لست أعلم الآن، الله يعلم، وهناك اعتبروني مستحقاً للرسامة حيث أنه كانت لي شركة في الإضطراب المتصل بالأب المبارك يوحنا (الذهبي الفم). ثم نُفيت وخبّأوني في حجرة مظلمة لمدة 11 شهر، وهناك تذكرت كلام القديس يوحنا الأسيوطي حيث قاسيت كل ما أنبأني به. (الجدير بالذكر أن بالليديوس المؤرخ (أسقف هيلينوبوليس) نُفي إلى أسوان، لأنه كان مناصراً للقديس يوحنا ذهبي الفم الذي اضطُهد كثيراً من قبل الإمبراطورة إفدوكسيا والبطريرك ثيئوفيلوس السكندري ) |
13 - 03 - 2015, 06:21 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| مشرفة |::..
|
رد: أنا أسقف مطابخ _ بالليديوس
سيرة رائعة الرب يبارك خدمتك |
||||
13 - 03 - 2015, 06:22 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: أنا أسقف مطابخ _ بالليديوس
ميرسى هيا حبيبتى لمشاركتك الحلوة
|
||||
13 - 03 - 2015, 02:02 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: أنا أسقف مطابخ _ بالليديوس
ربنا يبارك حياتك
|
||||
|