منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 14 - 06 - 2012, 12:14 AM
الصورة الرمزية Ebn Barbara
 
Ebn Barbara Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Ebn Barbara غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 6
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 41
الـــــدولـــــــــــة : EGYPT
المشاركـــــــات : 14,701

لقد رأت الكنيسة الأولى في مطالبة الرب يسوع المسيح بمغفرة الخطية، أنها لا تعني التساهل أو التغاضي أو التغافل عنها، وذلك بسبب شناعتها لأنها تقتل الإنسان، إذ تفسد ضميره وتطرحه بعيداً عن الله ولا يستطيع ان ينظر وجهه فيتغير إليه فيعود لحالة الموت ويسير في طريق الهلاك الأبدي :
[ لماذا تحجب وجهك وتحسبني عدواً لك ] (أيوب 13: 24)
[ تحجب وجهك فترتاع، تنزع أرواحها فتموت وإلى ترابها تعود ] (مزمور 104: 29)
[ لأن كثيرين يسيرون ممن كنت اذكرهم لكم مراراً والآن أذكرهم أيضاً باكياً وهم أعداء صليب المسيح ] (فيلبي 3: 18)
[ وأنتم الذين كنتم قبلاً أجنبيين وأعداء في الفكر في الأعمال الشريرة قد صالحكم الآن ] (كولوسي 1: 21)
لذلك ترى الكنيسة أن استعداد غفران الخطية لابد من أن يقابله لدى المُخطئ الاعتراف بها والإقلاع عنها [ لأنها طرحت كثيرين جرحى وكل قتلاها أقوياء ] (أمثال 7: 26)، لذلك نجد أن كلمة المسيح الرب للمرأة التي أُمسكت في ذات الفعل [ أذهبي بسلام ولا تُخطئي أيضاً ] (أنظر يوحنا 5: 14، 8: 11)، مقترنة وملازمة وشديدة الالتصاق بغفران المسيح الرب للخطية: [ ولا أنا أيضاً أُدينك ]…
يقول القديس يوحنا ذهبي الفم: [ إن التوبة تُسبب خوفاً وضيقاً للخاطئ، ولكنها ترياق صالح تُعالج فيه علل الخطايا. وهي تفديه من آثامه... أأنتم خطاة؟ لا تيأسوا، فأنا أُصرّ على أن أُقدم لكم الرجاء كدواء، وكأفضل علاج لضعفكم... لن أكف عن أن أُكرر لكم إنه إن أخطأتم لا تيأسوا. إن أخطأتم كل يوم فتوبوا كل يوم ] (العظة الثامنة عن التوبة للقديس يوحنا ذهبي الفم)
فحقيقة الغفران واضحة وهي مقدمة للجميع مجاناً بلا ثمن ولا قيد أو شرط على الإطلاق، والخلاص ليس له ثمن يُقدم من الإنسان لله ولا حتى بالتوبة نفسها، ولكن مجرد نية الإنسان للتوبة بعزم صحيح – مهما ما كان ضعيف – هو الذي يجعل غفران الخطية حقيقة واقعة على المستوى العملي في حياته، لأن غفران الله لنا ليس غفران نظري فكري، أو بكوننا نعتقد أن الله بررنا وخلصنا، فالله بررنا فعلاً وخلصنا وهذه حقائق نؤمن بها ومن يُنكرها ينكر موت الرب على الصليب ويرفض قيامته، ولكننا لا نؤمن بها كنظرية وفكرة في العقل، بل نؤمن بها على المستوى العملي والواقعي بتوبتنا التي تؤدي إلى النتيجة الحتمية إلا وهي غفران الله للخطية وقوة الغلبة والنصرة عليها بالنعمة، لأن الرسول يقول: [ فماذا نقول أنبقى في الخطية لكي تكثر النعمة. حاشا، نحن الذين متنا عن الخطية كيف نعيش بعد فيها. أم تجهلون أننا كل من اعتمد ليسوع المسيح اعتمدنا لموته. فدفنا معه بالمعمودية للموت حتى كما أُقيم المسيح من الأموات بمجد الآب هكذا نسلك نحن أيضاً في جدة الحياة. لأنه إن كنا قد صرنا متحدين معه بشبه موته نصير أيضاً بقيامته. عالمين هذا أن إنساننا العتيق قد صُلب معه ليُبطل جسد الخطية كي لا نعود نستعبد أيضاً للخطية. لأن الذي مات قد تبرأ من الخطية. فأن كنا قد متنا مع المسيح نؤمن أننا سنحيا أيضاً معه. عالمين أن المسيح بعدما أُقيم من الأموات لا يموت أيضاً، لا يسود عليه الموت بعد. لأن الموت الذي ماته قد ماته للخطية مرة واحدة والحياة التي يحياها فيحياها لله. كذلك أنتم أيضاً أحسبوا أنفسكم أمواتاً عن الخطية ولكن أحياء لله بالمسيح يسوع ربنا. إذاً لا تملكن الخطية في جسدكم المائت لكي تطيعوها في شهواتها. ولا تقدموا أعضاءكم آلات إثم للخطية، بل قدموا ذواتكم لله كأحياء من الأموات وأعضاءكم آلات برّ لله. فأن الخطية لن تسودكم لأنكم لستم تحت الناموس بل تحت النعمة.
نحن عبيد للذي نطيعه، فماذا إذاً أنُخطئ لأننا لسنا تحت الناموس بل تحت النعمة، حاشا. ألستم تعلمون أن الذي تقدمون ذواتكم له عبيداً للطاعة، أنتم عبيد للذي تطيعونه، إما للخطية للموت أو للطاعة للبر. فشكراً لله أنكم كنتم عبيداً للخطية ولكنكم أطعتم من القلب صورة التعليم التي تسلمتموها. وإذ أُعتقتم من الخطية صرتم عبيداً للبر. أتكلم إنسانياً من أجل ضعف جسدكم، لأنه كما قدمتم أعضاءكم عبيداً للنجاسة والإثم للإثم، هكذا الآن قدموا أعضاءكم عبيداً للبرّ للقداسة. لأنكم لما كنتم عبيد الخطية كنتم أحراراً من البرّ. فأي ثمر كان لكم حينئذ من الأمور التي تستحون بها الآن، لأن نهاية تلك الأمور هي الموت. وأما الآن إذ أُعتقتم من الخطية وصرتم عبيداً لله فلكم ثمركم للقداسة والنهاية حياة أبدية. لأن أجرة الخطية هي موت، وأما هبة الله فهي حياة أبدية بالمسيح يسوع ربنا ] (رومية 6: 1 – 23)
لذلك نجد أنه من الضروري إقرار الخاطئ بخطيئته، وهو عنصر أساسي وجوهري نجده كان يوجد في العهد القديم لتكميل غفران خطيئة الخاطئ الذي ينتمي إلى شعب الله، الذي ينبغي أن يكون شعب مخصص ومفرز لله بدون أن يمسه شيء غريب عن طبعه وسمه الملامح الإلهية التي خُطت فيه بناموس الله، وهذا الخاطئ المعترف قد أُختتن في جسده لتكميل عهد الختان بينه وبين يهوه إله إسرائيل، أي أنه يحمل علامة العهد، التي تؤكد انتماؤه لشعب الله المختار والمفرز له، ونفس ذات الوضع لم يتغير في العهد الجديد، وصار لازم على كل خاطئ يُريد أن ينضم للكنيسة أن يؤمن بالمسيح كمُخلِّص وغافر للخطايا، وقبول معمودية الماء والروح ليدخل في سمة العهد بخلع جسم الخطايا ولبس إنسان جديد وذلك بالدفن والقيامة مع المسيح: [ فدفنا معه بالمعمودية للموت، حتى كما أُقيم المسيح من الأموات بمجد الآب هكذا نسلك نحن أيضاً في جدة الحياة ] (رومية 6: 4)، [ وبه أيضاً خُتنتم ختاناً غير مصنوع بيد، بخلع جسم خطايا البشرية بختان المسيح ] (كولوسي 2: 11)
ونسمع كلام القديس بطرس الرسول في سفر الأعمال حينما قال الناس ماذا نصنع: [ ماذا نصنع أيها الرجال الإخوة ؟ فقال لهم بطرس: توبوا وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا، فتقبلوا عطية الروح القدس ] (أعمال 2: 37و 38)، ونجد أيضاً مكتوب: [ وكان كثيرون من الذين آمنوا يأتون مُقرين ومُخبرين بأفعالهم ] (أعمال 19: 18)، وهذا الإقرار نجده حتى بعد الإيمان عند القديس يعقوب الرسول إذ يتكلم بروح الكنيسة وسلطان الرسولية قائلاً: [ اعترفوا بعضكم لبعض بالزَّلات، وصلوا بعضكم لأجل بعض لكي تُشفوا ] (يعقوب 5: 16)، ويكمل المعنى القديس يوحنا الرسول ليبقى واضحاً كشمس النهار لكي يدخل الإنسان في قوة التطهير وتنقية القلب فعلياً إذ يقول: [ إن اعترفنا بخطايانا، فهو أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويُطهرنا من كل إثم ] (1بوحنا 1: 9).
فالخاطئ بعد لما كان بعيداً منعزلاً عن الله وشعبه المقدس، انضم لشعب الله ودخل في سر العهد الجديد وارتبط بالجماعة كلها في سر التقوى (مخافة الله) ويحيا بالإيمان العامل بالمحبة، بحيث أنه دخل في شركة النور مع كل الكنيسة، فأي شيء يمسه من نجس أو رجس من خطاياه القديمة يحتاج أن يتطهر منها ويغتسل فوراً بتقديم توبة جادة وحقيقية، لأنه يكدر نفسه وجماعة الكنيسة كلها لأنه جرح الشركة بالخطية فأحزن الروح القدس الذي يعمل في الكنيسة ويشع فيها قداسة الرب حسب الدعوة التي دعانا بها: [ كونوا قديسين كما أن أباكم هو قدوس ] [ بدون القداسة لا يُعاين أحد الرب ]، فهنا المؤمن نفسه ممكن يخسر معاينة الله وسط الكنيسة، فلا يراه فيها وينكمش على أناه ويخسر شركة المؤمنين التائبين، فيكدر الكنيسة بخطيئته التي منعت شركته مع إخوته في النور وتبادل الخبرات لكي يتآلف الكل ويتحد بالمسيح الرب رأس الجسد.
ومن هُنا أتت خدمة الأسقف والقس: [ أكرز بالكلمة، أعكف على ذلك في وقت مناسب وغير مناسب، وبخ، أنتهر، عظ، بكل أناة وتعليم ] (2تيموثاوس 4: 2)؛ [ تكلم بهذه وعظ ووبخ بكل سلطان، لا يستهن بك أحد ] (تيطس 2: 15)، وذلك للتحذير والحث والوعظ للخاطئ لكي يقلع عن خطيئته التي تقوده للموت والانعزال الحتمي عن الله في النهاية، وضعف الكنيسة وحزن أعضائها، وهذا الواجب الموضوع على الأسقف والكاهن هو جزء لا يتجزأ من واجب الرحمة والمغفرة لكل خاطئ، وهذا واجب ينبغي أن يسود وسط الكنيسة كلها من أول الأسقف لأصغر خادم بل والإخوة الأشقاء في الكنيسة الواحدة، بحيث يتشرب الكل أصول الحياة الجادة مع الله بإيمان حي وفعال بالتقوى، لأنه أن لم يوجد في الكنيسة كلها ندم وتوبة حقيقية جادة عن الخطية فلن يوجد مغفرة لأحدٌ قط.
وليس – بالطبع – في الكنيسة حدود للغفران، طالما أن قرار الغفران هو قرار الله، وسلطان المغفرة سلطان الله، ولكن مؤيد ومُثبت باختبار شركة الحياة المقدسة داخل الكنيسة، لأن الرسول يقول: [ أن سلكنا في النور كما هو في النور، فلنا شركة بعضنا مع بعض ودم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية ] (1يوحنا 1: 7)، لأن الغفران يتم في شركة، والشركة هي شركة الجسد الواحد الذي تتأكد بوحدة الشعب بكل من فيه مع الأسقف، وشرطها أن الكل يسلك في النور ليدخل في سر شركة الكنيسة الجامعة ودم المسيح الرب يغسل الكل ويطهر الجميع !!! وبدون شركة في الجسد الواحد [ أحفظهم في أسمك الذين أعطيتني ليكونوا واحداً كما نحن... وأنا قد أعطيتهم المجد الذي أعطيتني، ليكونوا واحداً كما إننا نحن واحد ] (يوحنا 17: 11و 22)، وأصبح الكل منقسم ومفتت وهذا ضد آخر، فلن يوجد غفران، لأن الانقسام يدل على العداوة والخصومة، وهذا يعتبر سلوك في الظلمة [ أن قلنا أن لنا شركة معه وسلكنا في الظلمة نكذب ولسنا نعمل الحق ] (1يوحنا 1: 6)، [ من قال أنه في النور وهو يبغض أخاه فهو إلى الآن في الظلمة ] (1يوحنا 2: 9).
وعموماً مشكلة الخطية أنها تعمل فرقة في كنيسة الله، لأن الخادم أو الخادمة غير التائبين سيبحثون عن الكرامة ويظهرون ذواتهم ويطلبون مجد الناس، وتحدث كل خصومة وتفريق، وأنا تابع فلان وأنا تابع علان [ لأنه متى قال واحد أنا لبولس وآخر انا لأبلوس أفلستم جسديين ] (1كورنثوس 3: 4)، وتصبح كل مجموعة ضد الأخرى وخادم في عداوة مع خادم، ومخدوم متسلط على آخر لأنه يتبع الخادم فلان المشهور، وهكذا تنقسم الكنيسة وتُقلب لأحزاب مضادة لبعضها البعض والكل في النهاية يخسر الله ويخسر إيمانه [ كيف تقدرون أن تؤمنوا وأنتم تقبلون مجداً بعضكم من بعض والمجد الذي من الإله الواحد لستم تطلبونه ] (يوحنا 5: 44)، ويكدر الكنيسة كلها وبسببه يجدف على الاسم الحسن في النهاية !!! وكل هذا لأنه لا يوجد توبة حقيقية التي تولد بطبعها الانسحاق والاتضاع والمحبة الحقيقية !!! لذلك كانت الكنيسة تحرص على أن الذي يشترك فيها يكون تائب أولاً، لأن المدخل للشركة في كنيسة الله هو التوبة، وبدونها لا يستقيم اجتماع ولا خدمة مهما ما مان نوعها ومهما ما كان هذا الخادم نشيط وزكي وباحث قوي وعلى دراية تامة بكل قوانين الكنيسة وتقليدها وله كل العلم، ولكن في النهاية غير تائب، فهو حتماً هالك لأنه لم يتب وسيجر الكنيسة كلها معه لمزالق خطرة للغاية !!!
رد مع اقتباس
قديم 14 - 06 - 2012, 07:34 AM   رقم المشاركة : ( 2 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,281

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: اعتراف المُخطئ وتوبته

شكرا على المشاركة الجميلة
ربنا يبارك حياتك
  رد مع اقتباس
قديم 15 - 09 - 2012, 02:52 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
بنت معلم الاجيال Female
..::| مشرفة |::..


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 45
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 36
الـــــدولـــــــــــة : القاهرة
المشاركـــــــات : 58,440

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

بنت معلم الاجيال غير متواجد حالياً

افتراضي رد: اعتراف المُخطئ وتوبته

شكرا علي المشاركة الجميلة
ربنايعوض تعب محبتك
  رد مع اقتباس
قديم 09 - 12 - 2012, 08:15 PM   رقم المشاركة : ( 4 )
بنتك انا Female
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية بنتك انا

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 84
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 35
الـــــدولـــــــــــة : فى ارض الغربة
المشاركـــــــات : 23,149

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

بنتك انا غير متواجد حالياً

افتراضي رد: اعتراف المُخطئ وتوبته

ميرسى استاذ مايكل ربنا يباركك
  رد مع اقتباس
قديم 10 - 12 - 2012, 12:53 PM   رقم المشاركة : ( 5 )
Ebn Barbara Male
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية Ebn Barbara

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 6
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 41
الـــــدولـــــــــــة : EGYPT
المشاركـــــــات : 14,701

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Ebn Barbara غير متواجد حالياً

افتراضي رد: اعتراف المُخطئ وتوبته

ميرسي كتير للمرور الحلو
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
يطالب يسوع في هذه الآية إلى التَّكلم شخصيًا مع الأخ المُخطئ
الخسائر على المُخطئ
تجنب مصاحبة المُخطئ العنيد لا معاداته او إضمار له السوء
ندم الخاطى وتوبته
شمشون وتوبته


الساعة الآن 05:12 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024