رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ما هو تعريف الخطية والجرم والقصاص ؟ الخطية هي : التعدي علي شريعة الله أو عدم الامتثال لها وهي نوعان أصلية وفعلية أي مالنا بالوراثة وما لنا بأعمالنا الاختيارية الأمر الجوهري فيها هو نسبتها إلي شريعة الله أي أنها مخالفة لها أو عدم الامتثال لها وهي تتضمن الفساد والجرم أي تستحق الدينونة أمام قداسة الله وأمام عدله أيضاً. ولذلك يليق أن نعتبر الله بالنظر إلي الخطية أنه في مقام المشترع والقاضي الذي قد وضع شريعة عادلة ومقدسة وصرح بلزوم حفظها وعقاب جميع المعتدين عليها فيحكم كقاض علي كل معتد بحكم عادل. وحفظا لكمالاته وإكراماً للقداسة ولشرف شريعته وإثباتاً لسلطانه الأدبي في الكون ينبغي أن يجري أحكام العدل علي الخاطئ إلا إذا وجد من ينوب عنه بإكرام الشريعة واحتمال القصاص وإيفاء العدل حقه ورفع كل مانع لرضى الله بالخاطئ المذنب كما عمل المسيح. غير أن الله وإن كان مشترعاً وقاضياً فهو أيضاً أب حنون ومحب لأولاده الخطاة وقد غلبت محبة الآب ورحمته الصعوبات المتعلقة بمسألة الخطية وتنازل الله لتدبير الخلاص للخطاة ليس بإجراء قصاص الشريعة عليهم بل بإرسال ابنه لينوب عنهم بكفارته ويشتري لهم الفداء التام. والجرم كما تقدم تكراراً لفظة يعبر بها في اصطلاح علم اللاهوت عن نسبة الخطية إلي العدل أي إلى الشريعة العادلة وهي بهذا المعنى تحيط بأمرين ممتازين : الأول : استحقاق اللوم وبهذا المعني لا يمكن أن ينسب إلي غير من هو جارم فعلاً لأن الصفات الذاتية لا تنسب إلا لصاحبها وهو يلازم دائماً جميع الذين أخطأوا ولا تزول بواسطة التبرير أو بواسطة الصفح ولا يمكن أن الجرم الشخصي بهذا المعنى ينسب أو ينتقل من شخص إلي آخر. والمعنى الثاني للجرم : استحقاق القصاص أو الالتزام بإيفاء العدل حقه وبهذا المعنى يمكن إزالة الجرم بإيفاء العدل شخصياً أو نيابياً ويمكن نقله من شخص إلي آخر بالحسبان الشرعي التابع النسبة النيابية فإذا سرق إنسان أو ارتكب ذنباً آخر له عقاب في شرع البلاد أمكن إزالة جرمه بموجب المعنى الأخير بواسطة احتماله ذلك العقاب. وتحريره من قصاص الشرع بعد ذلك ليس من قبيل المناسبة فقط بل من مقتضى العدل. فبهذا المعنى قيل أن جرم معصية آدم حسب علينا وأن المسيح اتخذ جرم خطايانا وأن ذبيحته واسطة لتبريرنا من الجرم. أما لفظة قصاص فيراد بها عقاب والمفهوم بها في الكلام علي احتمال المسيح قصاص الشريعة عنا هو ليس أن المسيح احتمل بذات القصاص المعين للإنسان الخاطئ الذي هو الموت الأبدي أو أنه احتمل ذات العذاب الذي يصيب الهالكين نوعاً ومقداراً بل أنه احتمل ما عينه له الله من القصاص النيابي لأجل التعويض عن القصاص المفروض علي البشر الخطاة. وباستعمال لفظة قصاص للتعبير عن آلام المسيح الكفارية نقصد التعبير عما احتمله المسيح لأجل إيفاء العدل حقه بدون تعيين ماهية الآلام أو مقدارها لأن لآلام المسيح قيمة كفارية خاصة بسمو مقامه وشرف شخصه. ونختار لفظة قصاص إشارة إلي تلك الآلام لأجل تمييزها باعتبار غايتها عن الآلام الآتية علي سبيل البلية والتأديب لأن الغاية فيها لم تكن لأجل تأديب المسيح أو لأجل إقامته مثالاُ للصبر وإنكار النفس بل لأجل احتمال ما يطلبه العدل إيفاء لمطاليبه. لأن القصاص الذي احتمله المسيح يختلف جداً عن القصاص الذي يحتمله الخاطئ الهالك ولكن نظراً لرضى الله بعمله الكفاري وقيمة آلامه يعتبر أنه كاف لإيفاء العدل حقه عن جميع بني جنسنا وبهذا المعنى يليق استعمال لفظة القصاص للتعبير عن نسبة آلام المسيح إلي شريعة الله لأن الكفارة تتم باحتمال القصاص المطلوب غير أن ما وضع علي المسيح قصاصاً يختلف كل الاختلاف عما حق علي الخاطئ نفسه. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
تعريف الخطية |
تعريف الخطية |
ما هو تعريف الخطية؟ |
الكعبة والحرم وآيات قرآنية على غلاف نعى مسيحى |
الخطية في تعريف الكتاب المقدس لها |