بما تقوم معرفتنا بالله؟
إن معرفتنا بالله تقوم بنزع كل ما يجعل حداً له تعالى من عقولنا ، وبنسبة كل فضيلة إليه إلى درجة غير متناهية ، وكذلك كل صفة ظاهرة في أعماله ، وبما شابهه لأننا أولاده ننسب إليه صفات طبيعتنا الروحية والعقلية إلى درجة غير محدودة . قال الرسول بولس بناء على هذا المبدأ الأصلي في الديانة ، أي مشابهتنا لله " فإذ نحن ذرية الله لا ينبغي أن نظن أن اللاهوت شبيه بفضة أو ذهب ، أو حجر نقش صناعة أو اختراع إنسان " ( أعمال 17 : 29 ). فيلزم عن كوننا ذريته تعالى أنه ليس مجرد اسم أو جوهر بدون صفات ، أو علة مجهولة ، أي قوة لا تستقصى ، بل هو مشابه لنا وصورته علينا ، ونحن مشتركون في طبيعته لأنه أبونا ، ونحن بنوه