كيف يتضح أن معرفة الله الأصلية ليست مكتسبة بالتعليم التقليدي ؟
لا ننكر أن الإنسان الأول حصل معرفته عن الله من الله رأساً ، وأن تلك المعرفة تداولها البشر بالتقليد المتوارث ، جيلاً بعد جيل . ولا أن الإعلان بالوحي ضروري لتكميل معرفتنا ، ولا أن التعليم في الله ضروري ومفيد ، وإنما نقول أن عمومية اعتقاد وجود الله ليست من التقليد لأن الإنسان يشعر ، طبعاً ، بوجود الله و يسلم بذلك بدون نظر إلى التقاليد الموروثة . نعم اعتقاد الإنسان في صفات الله وأعماله ينشأ عما يتعلمه من أهل جيله وبلاده ، غير أنه قد تعلم من فلبه ومن طبيعته ، لا من الخارج أن الله موجود
بأي معنى نستطيع أن نعبر عن الله ؟
إذا أراد البشر ذكر تعريف لله ، وجب عليهم أن يحصروا كلامهم فيما عرفوه عنه تعالى ، وبما أننا مخلوقين على صورته تعالى ، كانت الوسيلة الوحيدة لذلك هي النظر إلى طبيعتنا البشرية ونسبة صفاتنا البشرية إليه . ولكن في درجة الكمال وعدم التناهي ، وعدم قبول الزيادة والنقصان. وعلى ذلك نقول أنه روح ذو عقل ، وإراة ، وذاتية ، غير أنه يختلف عنا في كونه غير محدود في كمالاته وأزليته ، وغير متغير في وجوده وجميع صفاته
هل يمكن البرهان على وجود الله ؟
قد أنكر البعض إمكانية برهان وجود الله لأسباب متنوعة . فمنهم من قال أن الذين ينكرون وجود الله لا يمكن إقناعهم بذلك ، ولو قدم لهم أقوى الأدلة . وقالوا أيضاً أن الأتقياء لا يحتاجون إلى أدلة عليه . ، والأشرار لا يقتنعون من الأدلة ولو قدمت لهم ، كما أن ما يظهر للواحد جميلاً لا يمكن بيان جماله لمن ينكره . وكما لا يمكن بيان الفرق بين الحلال والحرام لمن ينكر وجوده
غير أنه يجب على رجل الدين أن يبين أن إنكار وجود الله مضاد للعقل ، وأن يثبت وجوده وصفاته تعالى من أعماله وأقواله ، وأن يبين عدم إمكان تعليل وجود الكون بدون وجود الله . وبهذه الأدلة يمكن إقامة البرهان على وجوده تعالى لكل ذي عقل سليم