رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تحطيم الآثار.. «داعش» فى مصر أيضا
نقلا عن مبتدا إنهم لا يحبون التاريخ.. هكذا هو حال الظلاميين فى كل الأزمان.. يقفون عاجزين أمام عظمة وشموخ آثار ما تبقى من العصور القديمة، فيتحججون بأنها أصنام أوجب الإسلام تحطيمها. داعش حطم آثار الآشوريين فى نفس اليوم الذى حطم فيه طالبان تمثال "بوذا" عام 2001 تكسير تماثيل معبد نينوى لا تختلف عن دعوات هدم الأهرام وتغطية التماثيل ودفن المومياوات متحدث الدعوة السلفية كفّر الفراعنة.. ومجهولون حطموا تماثيل الحديقة اليابانية بحلوان يستندون إلى حديث رسول الله "دخل النبى مكة يوم الفتح وحول البيت ستة وثلاثون نصبًا فجعل يطعنها بعود فى يده"، ويستشهدون بواقعة النبى إبراهيم والأصنام، ويعتمدون على رواية ضعيفة برغبة الخليفة المأمون فى هدم الأهرامات. ولا يدرون أن كل ما سبق تلفيقات، لهدم الآثار ومحو التاريخ. بين الرغبة العجيبة للرئيس الراحل أنور السادات فى السبعينيات لدفن المومياوات، والتى تصاعدت منذ أسابيع على لسان عالم الآثار الشهير بسام الشماع، وبين فتوى رموز الدعوة السلفية والجماعة الإسلامية العام قبل الماضى بتغطية التماثيل، يأتى الآن داعش ليحطم تماثيل تعود للحقبة الآشورية فى مدينة نينوى، منتهجا نفس نهج أسلافه من طالبان عندما فجروا تماثيل بوذا بتلغيمها بكميات كبيرة من المتفجرات. الغريب أن طالبان فجّرت تماثيل المعلم التبتى فى منطقة باميان بأفغانستان فى مثل هذا اليوم 26 فبراير ولكن من عام 2001. هنا نجد أن "داعش" اليوم، انتهج خُطى حركة طالبان الأفغانية فى بداية الألفية، فى دلالةٍ بارزة على كونهما فصيل واحد، له المرجعية ذاتِها.. والتى غالبا ما يكون مؤداها العداء للحضارة. لقد وصف آثاريون مختصون وإعلاميون عراقيون، تحطيم داعش، لمجموعة كبيرة من التماثيل والآثار تعود للحضارة الآشورية التى سادت فى العراق فى القرن السابع قبل الميلاد بـ"الجريمة الصادمة والمروعة" لتأريخ الإنسانية كلها وطالبوا الحكومة العراقية والمنظمات الدولية بوضع حد لتلك الجرائم التى يراد منها تهشيم ذاكرة وتاريخ شعب له حضارة موغلة فى القدم. المصادر العراقية فى الموصل أكدت أمس بأن التنظيم قام بهدم متحف الموصل والنمرود الذى يضم قطعا أثرية تعود لآلاف السنين، وقالت المصادر إن عناصر داعش ارتكبت جريمة شنيعة تمثلت بهدم معالم نينوى الأثرية وتخريبها فى أبشع هجمة تتعرض لها المعالم الأثرية بالمحافظة فى التاريخ الحديث منذ سيطرة التنظيم على الموصل والمحافظة بشكل عام فى العاشر من يونيو الماضى، وقام بتدمير آثار النمرود جنوب شرقى الموصل. وأوضحت أن التنظيم دمر بوابة "نركال" بأكملها التى تعود للفترة الآشورية منذ آلاف السنين وتماثيل للملك سنحاريب تعود لحضارات الآشوريين والسومريين والأكديين بالمتحف والتى يتم شرحها لطلبة قسم الآثار فى جامعة الموصل، وذكرت أن ما تم تدميره اليوم يعد كنوزا تراثية وآثارية فى مدينة الموصل الىي باتت اليوم تفقد أكبر معالمها وصروحها الحضارية على يد تنظيم داعش. وأظهر الفيديو الذى بث على الانترنت، قيام عناصره بتحطيم تماثيل وقطع أثرية يعود تاريخ بعضها إلى آلاف السنين، فى مدينة الموصل فى شمال العراق. ويُظهر عناصر من التنظيم ينزعون أغلفة من النايلون عن تماثيل متفاوتة الحجم، بعضها على قاعدة رخامية ضخمة ويبلغ ارتفاعه نحو مترين، وأخرى عبارة عن تماثيل نصفية أو وجوه أثرية معلقة على الجدران. وقاموا برمى التماثيل أرضا وتحطيمها، واستخدام المطرقات لتكسير بعضها. كما استخدموا آلة ثقب كهربائية لتدمير تمثال ضخم يجسد ثورا مجنحا، يعود إلى الفترة الآشورية. ويظهر فى الفيديو "ومدته 5 دقائق" شخص ملتح أمام تمثال ضخم، وهو يقول "أيها المسلمون، إن هذه الآثار التى ورائى إنما هى أصنام وأوثان لأقوام فى القرون السابقة كانت تعبد من دون الله عز وجل. إنما ما يسمى بالآشوريين والأكاديين وغيرهم كانوا يتخذون آلهة للمطر وآلهة للزرع وآلهة للحرب، يشركون بالله عز وجل ويتقربون إليها بشتى أنواع القرابين". وأضاف "النبى محمد أزال الأصنام وطمسها بيده الشريفة عندما فتح مكة". كذب ما يدعون، فالنبى محمد حطم أصناما كانت تعبد وقتها، أما هذه التماثيل فهى شاهدة على حضارات قديمة، ولا عبد لها الآن. ما فعله داعش وقبله طالبان لم يكن بعيدا عن الدعوات التى أثيرت فى مصر، خصوصا فى عهد الإخوان، حيث شاهدنا وسمعنا مُنظرى الدعوة السلفية وهم يظهرون العداء للحضارة المصرية، فقد وصف عبدالمنعم الشحات المتحدث باسم الدعوة السلفية الحضارة الفرعونية بالعفنة من قبل، ودعا المصريين لتغطية التماثيل بالشمع حيث عبر عن عدم فخره لصور الفراعنة العراة "لأنها كفر". كما دعا بعض الإسلاميين المتشددين إلى هدم الأهرامات وآثار مصر فى 2012 على اعتبار أنها أصنام وبقاؤها "حرام شرعًا"، ومن بينها دعوة القيادى الجهادى مرجان الجوهرى إلى تدمير أهرامات الجيزة و"أبو الهول"، حيث قال إن "التماثيل والأصنام التى تملأ مصر يجب أن يتم تدميرها، لأن المسلمين مكلفون بتطبيق تعاليم الإسلام". واعترف الجوهرى فى حديث تليفزيونى: "نعم حطّمنا تماثيل بوذا فى أفغانستان، ونحن مكلفون بتحطيم الأصنام، وسنحطم تماثيل أبو الهول والأهرامات، لأنها أصنام وأوثان تُعبد من غير الله". فى الوقت الذى اعترف فيه الباحث السلفى محمد حمدى أن أهرامات مصر تم بناؤها بـ "زنى بنات الملوك"، مدّعيا أن هذا الأمر كتبه المؤرخ هيرودوت. وأضاف: "هناك كتب تاريخية تؤكد أن الأهرامات تم بناؤها عن طريق الدعارة، فبنات الملك كنّ يمارسن الزنى، ويأخذن الحجارة كأجرة على هذا، وهذه المقولة منسوبة إلى المؤرخ هيرودوت". ولن ننسى أنه فى أوائل عام 2013، حطمت مجموعة من السلفيين رؤوس التماثيل الموجودة بالحديقة اليابانية فى حلوان. |
|