ودعه ُ يتعامل معك
هناك من يزرع وهناك من يحصد في ملكوت الله ، فالبعض يقوم بعملية الحرث ونشر كلمة الله بدون اية نتيجة ظاهرة ، والبعض الآخر يحصد على حساب تعب الآخرين ويحصل على امتياز جمع حصاد وفير . ان الحاجة هي الى هذين النوعين من الفعلة لأنه لا احد يستطيع ان يقوم بمفرده بالعمل الذي امر به الرب الحبيب يسوع . ولكل واحد من الفعلة قصة خاصة يتعامل الله معه في حياته وايامه التي يمر بها من خلالها . ولكل واحد اختبار ٌ خاص ٌ مع الله يدربه ويعدّه فيه ليصبح ذلك الشخص العامل في حقله ِ تعالى . وفي عملنا في حقل الله لنا اختبارات جمة وتعاملات عديدة ٌ يجيزنا بها الله ليعلمنا دروسا ً في حياتنا ويصقلنا ويعدّنا لكي نكون اهلا ً لخدمته ِ له المجد .
في بلاد المشرق يقوم حائكوا السجاد المحترفون بحياكة السجاجيد الرائعة و التي يقدر ثمنها بالآلاف . وقد لا يستطيعون في بعض الاحيان وخلال مدة حياتهم كلها ان يكملوا حياكة سجادة عجمية ً واحدة قد ابتدأوا بحياكتها . وهكذا عند وفاة احدهم يأخذ آخر عمله ويكملها على ذات النهج . ويضع كل واحد ٍ في هذه السجادة لمساته الخاصة التي تميزه عن غيره ِ ، فتخرج تلك السجادة آية في الجمال ، إذ قد وُضع فيها ذوق ٌ وحس ٌ فني ٌ عالي المستوى . وهكذا لكي تخرج السجادة برونق جميل يعكس ابداع الحائك روعتها في تداخل الخيوط فيها ودقة العمل الذي اخذ منه كل عمره وهو يصنعها حتى عندما تُباع يُدفع في ثمنها مبالغ ضخمة ٌ جدا ً ويتنافس الكثير من الاغنياء على اقتناء مثل هذا النوع من السجاد لكي يُظهر لكل من يأتي لزيارته ِ تحفة ً في بيته اقتناها بمبلغ كبير جدا ً . وهذا النوع لا يوضع على الارض بل يوضع على الحائط فقط للنظر اليه دون مسها بالاقدام وذلك لسبب دقتها وجمالها الخلاب .
ان الله يريد ان يجعلنا كتلك السجادة الغالية الثمن ، إذ يُمضي وقتا ً طويلا ً ليشكّل فينا ويتعامل معنا لكي يخرجنا باحلى صورة حتى عندما نتحدث او نفعل اي شيء تكون لمسة السيد مطبوعة ً على حياتنا وعلى ما تمتد اليه يدنا من فعل . الله يريد ان يُخرج منا تحفة ً نادرة فاخضع ليده ِ ودعه ُ يتعامل معك ويتدخل في ظروف حياتك ويترك بصمته ُ الجميلة على كل موقف ٍ تجتاز به . دعه يدربك حتى عندما تسير في هذا العالم تعكس صورته تعالى في حياتك .