![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قد غلب الأسد - أغسطينوس ![]() الأسد الذي من سبط يهوذا القديس أغسطينوس إن تمجيد ربنا يسوع المسيح قد أُكملَ بقيامته وصعوده. يوم أحد القيامة إحتفلنا بقيامته، واليوم نحتفل بصعوده. كلا العيدان يتعلقان بنا، لأنه قام ثانية لكي يعطينا إمارة وعلامة على قيامتنا نحن، وصعد لكي يصوننا من السماء. إذن، نحن لنا الآن ربنا ومخلصنا يسوع المسيح الذي عُلّق على الصليب مُتوجاً وممجداً في السماء. لقد دفع ثمننا عندما عُلّق على الصليب، وفيما هو يجلس ممجداً في السماء يجمع ما إشتراه. في واقع الأمر، عندما يُكمل جمع جميع الذين سوف يجتذبهم إليه على مدى الدهور، سوف يأتي في نهاية العالم كما هو مكتوب: "يأتي الله ولا يصمت (بشكل ظاهر)" (مز 3:50)، ليس بشكل مُحتجب كما جاء في المرة الأولى، بل سيأتي بشكل ظاهر كما يقول الكتاب. لأنه كان من اللائق أن يأتي أولاً بشكل مُحتجب حتى يُحكم عليه، لكنه سوف يأتي مرة أخرى بشكل ظاهر لكي يجري الدينونة. حقاً لو كان قد جاء أولاً بشكل ظاهر، من كان يتجاسر ويحكم عليه، كما قال الرسول بحق: "لو عرفوا لما صلبوا رب المجد" (1 كو 8:2). ولو لم يكن قد وضع للموت، ما كان الموت قد مات. إذ أن الشيطان قد هُزم بواسطة غنيمته ذاتها، لأن الشيطان إبتهج عندما أغوى الإنسان الأول وطرحه للموت. وبإغوائه الإنسان الأول، قتله، أما عندما قتل الإنسان الأخير (المسيح) فقد الشيطان الإنسان الأول من فخَّه. لذا، قد تثبت إنتصار ربنا يسوع المسيح عندما قام ثانية وصعد إلى السموات، وما سمعتموه من كلمات سفر الرؤيا قد تم: "هوذا قد غلب الأسد الذي من سبط يهوذا" (رؤ 5:5). ذاك الذي ذُبح كحمل يُدعى الآن أسداً، أسد بسبب شجاعته، وحمل بسبب براءته، أسد لأنه لا يقهر، وحمل لأنه وديع لطيف. والحمل ذاته عندما ذُبح إنتصر بموته على الأسد "الذي يجول ملتمساً من يبتلعه". إذ أن الشيطان قد دُعي أسداً بسبب شراسته وليس بسبب شجاعته. إذ يقول الرسول بطرس: "إبليس خصمكم كأسد زائر يجول مُلتمساً من يبتلعه هو" (1 بط 5). من يستطيع أن يكون آمناً من أسنان هذا الأسد (الشرير)، لو لم يكن قد غلبَّ الأسد الذي من سبط يهوذا؟ الأسد وقف مقابل الأسد، والحمل مقابل الذئب. الشيطان تهلل عندما مات المسيح، وبهذا الموت ذاته الذي للمسيح إنهزم الشيطان، لقد أخذ الشيطان طعاماً - إذا جاز التعبير - من فخّ. لقد شَمتَ الشيطان في الموت - كما ولو أنه معيَّناً كنائب للموت - وما إبتهج به صار سجناً له. صار صليب المسيح فخّاً للشيطان، وموت الرب كان هو الطعام الذي تورّط به في شرك. وها هو ربنا يسوع المسيح يقوم ثانية. أين هو الموت المعلق على الصليب؟ أين إهانات اليهود؟ أين الكبرياء والغطرسة التي لأولئك الذين هزّوا رؤوسهم أمام الصليب قائلين:"إن كنت ابن الله فانزل عن الصليب" (مت 27). لكنه فعل أكثر كثيرا مما طلبوه في إهاناتهم، إذ أن القيامة من القبر أعظم بكثير من النزول من على الصليب. حقاً ما أعظم مجده لأنه صعد إلى السموات، ولأنه يجلس عن يمين الآب! لكننا لا نرى ذلك بعيوننا الفانية، لأننا لم نراه أيضاً وهو مُعلق على الصليب. نحن نستحضر كل هذا بالإيمان، نراه بعيون قلوبنا. إذ أنه في هذا اليوم يا أخوتي - كما سمعتم - صعد ربنا يسوع المسيح إلى السموات، ليت قلوبنا تصعد معه أيضاً. ليتنا نصغي إلى الرسول عندما يقول: "فإن كنتم قد قمتم مع المسيح فاطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين الله. اهتموا بما فوق لا بما على الأرض" (كو 3). لأنه كما صعد إلى السموات بدون الإبتعاد عنّا، هكذا نحن أيضاً نكون معه هناك بالرغم من أن ما وعدنا به لم يتحقق بعد في أجسادنا. هو قد مُجدَّ ورُفع فوق السموات. ولا يجب أن نيأس في الوصول إلى هذا المسكن السمواي، الملائكي والكامل، بسبب حقيقة أنه قال: "وليس أحد صعد إلى السماء إلا الذي نزل من السماء ابن الإنسان الذي هو في السماء" (يو 3). لأن هذا قيل بسبب الوحدة التي فيها نحن جسده وهو رأسنا. فبالرغم من أنه صعد إلى السماء إلا أننا غير منفصلين عنه. فالذي نزل من السماء، لا يبخل علينا بها، بل على العكس، يعلنها لنا هكذا: "إذا أردتم الصعود إلى السماء، كونوا أعضائي". لنتقوى في الوقت الحاضر بهذه الكلمة، ولنكن حارين في كل صلواتنا. وفيما نحن على الأرض، لنتأمل ما نتطلع إليه في السموات. آنذاك سوف نخلع الجسد المائت، لنخلع الآن بلادة عقولنا. الجسد سوف يرتفع بسهولة إلى أعلى السموات، إذا كان ثقل ذنوبنا لا يضغط أرواحنا إلى أسفل. |
![]() |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الأسد: "يضربهم الأسد من الوعر" في الكتاب المقدس |
أغسطينوس عام 596 |
أغسطينوس |
قتل الأسد أباه..أكلنى الأسد 3 مرات ومازلت حيا |
صورة الأسد اللايقر liger النادر هو نتاج عن علاقة بين ذكر الأسد وأنثى النمر |