في إعلام أردوغان.. حلال لتركيا حرام على مصر

[Mary Naeem]

في إعلام أردوغان.. حلال لتركيا حرام على مصر

نقلا عن دوت مصر
مع الرصد السريع للتناول السياسي والإعلامي في تركيا، لعدد من القضايا الإقليمية والمحلية ونظائرها في مصر، يتضح مدى التناقض الذي يصل مداه إلى 180 درجة، وهو ما يعكس طبيعة الخريطة الإعلامية التركية، خاصة الإعلام الموالي للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، والحزب الحاكم "العدالة والتنمية".
ومن أبرز القضايا التي يتضح من خلالها حجم التناقض التركي في تناولها بين مصر وتركيا، التسريبات التسجيلية الخاصة برئيسي البلدين، والمنطقة العازلة، وجماعة الإخوان في مصر وما يوازيها في تركيا من تنظيم "حزب العمال الكردستاني".
المنطقة العازلة
مع تقارب التسمية والأهداف والمضمون للمنطقة العازلة التي سعت السلطات المصرية لإنشاءها في مصر، ومثيلتها المقترح إنشاءها من قبل تركيا شمالي سوريا، يتضح التناقض الكامل للتناول الإعلامي التركي، والذي حاول إضفاء سمت الشرعية والوجوب على مقترح إنشاء المنطقة العازلة بشمالي سوريا من جانب، وتجريد تلك الشرعية ونزعها من أسبابها وأهدافها بالنسبة للمنطقة العازلة الأخرى التي شرعت السلطات المصرية في إنشاءها مؤخرا، وهو ما نجده في صحف "يني شفق" و"أقشام" و"صباح" و"يني عقد" بصفة خاصة.
وقد تناول الإعلام التركي المنطقة العازلة الجاري نشأتها في سيناء مصر، تحت عناوين "السيسي يعزل غزة"، و"مصر تقتل مواطنيها لحماية إسرائيل"، بهدف نزع شرعية وحقيقة الدوافع المصرية للأمر، في حين أثنى الإعلام التركي، مثل وكالة "الأناضول" وصحيفة "ميلليت" على المنطقة العازلة التي ناشد أردوغان وحكومته بتأسيسها شمالي سوريا، في إطار محاربة داعش.
التسريبات الرئاسية
"فضيحة".. هذه هي الكلمة التي استخدمتها وسائل الإعلام التركية الموالية للحكومة في تناولها للتسريبات أو التسجيلات الصوتية الخاصة بالرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ونظيره المصري، عبدالفتاح السيسي، والتي تم نفيها وتكذيبها من قبل السلطات في كلا البلدين.

وقلل الإعلام التركي التابع لحكومة "العدالة والتنمية" من شأن التسجيلات الصوتية الخاصة بالرئيس التركي، أردوغان، والتي تم الكشف عنها في فبراير/شباط الماضي، وبثها على المواقع الإلكترونية، وتتناول محادثات بين أردوغان ونجله بلال، بشأن تعاطى رشاوي وفساد مالي، ووصف تلك التسجيلات بالمفبركة والفضيحة للكيان الموازي المتعلق بحركة الخدمة.
كما تناولت صحيفة "يني شفق" تسجيلا صوتيا خاص بزوجة رئيس الوزراء التركي، سارة داود أوغلو، تحت عنوان الفضيحة، ولكن ليس بشأن محتوي التسجيل، بل الفضيحة للكيان الموازي لإقدامه على التنصت لشخصية هامة بتركيا.
بينما اتفق الإعلام التركي على وصف التسريبات التي تم تداولها مؤخرا والخاصة بالرئيس المصري، بالفضيحة للسلطات المصرية، مع التسليم بكونها صحيحة، إذ ذكر موقع "إنترنت هبر" التركي أحد هذه التسريبات تحت عنوان "التسجيل الصوتي الذي سيقضي على السيسي".
القنوات الموجهة
سمحت الحكومة التركية لنفسها ببث بعض القنوات التحريضية ضد السلطة المصرية من داخل أراضيها تحت شعار حرية الإعلام، مثل قنوات "رابعة" و"الشرق" و"الشرعية" و"مصر الآن". ورفضت تركيا البيان الناقد الصادر عن الخارجية المصرية في نياير/كانون أول الماضي، الواصف لتلك القنوات بالتحريضية والمطالب أنقرة بسرعة وقف بث تلك القنوات.