ربنا باعتلك رسالة ليك أنت
الرسالة دى تحطها فى قلبك طول سنة 2025
يالا اختار رسالتك من الهدايا الموجودة وشوف ربنا هايقولك ايه
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المسيح من هو ؟
المسيح مَنْ هو بقلم : دكتور عادل وهبه مقدمة سأل الرب يسوع المسيح تلاميذه قائلاً: «مَنْ يقول الناس إنى أنا؟»، «فقالوا قوم يوحنا المعمــدان، وآخرون إيليا، وآخـرون إرميا أو واحد من الأنبياء».. فقال الرب لهم «وأنتم مَنْ تقولون إنى أنا؟».. أجــاب واحد من التلاميذ ـ وهو الرسول بطرس ـ وقال: «أنت هو المسيح ابن اللَّه الحى» (مت 61:31 ـ 61). ونحن كثيراً ما رددنا هذا السؤال، بل وعلى مر العصور والأجيال نردد نفس السؤال: مَنْ يكون يسوع المسيح؟؟ هل هو بالحق اللَّه، أو هو ابن اللَّه؟؟.. من أجل ذلك نرجو بنعمة اللَّه أن نجيب على هذا السؤال في هذا الكُتيب، عالمين أن الحديث عن لاهوت المسيح ـ له كل المجد ـ يختلف عن الحديث في أمر التثليث والتوحيد، وأننا نعتقد أن الأمر يحتاج لمعونة من الروح القدس ونحن ندرس هذا الحق، لذلك صلاتى للرب أن يساعد كل قارىء أن يقتنع بهذا الحق المبين، وبه أيضاً ننفى كل شك مهين لمجد الرب إلهنا. ونبدأ الحديث راجين أن يقودنا الروح القدس في اتجاهات ثلاثة: 1 ـ ماذا إن أراد اللَّه أن يكون إنساناً؟ يا ترى هل ذلك ممكن؟... وما هى صفات ذلك الإنسان؟ 2 ـ ماذا إن كان هناك شخص له صفات اللَّه مجتمعة؟ هل نقول عنه، وبغير شك، إنه هو اللَّه؟ 3 ـ إذا لم يكن يسوع المسيح هو اللَّه فيا ترى مَنْ يكون؟ ونصلى أن يوفق الرب قلوبنا في فهم هذه الحقائق العظيمة، له المجد في كنيسته إلى أبد الآبدين. آمين. لاهوت المسيح فكرياً أولاً : ماذا إن أراد اللَّه أن يصير إنساناً ؟؟ يا ترى هل ذلك ممكن ؟؟ وما هى صفات ذلك الإنسان إذا كان هو اللَّه ؟؟ كان فلاح يحرث الأرض.. ورأى في الطريق جحراً للنمل، فأراد أن يُحذر النمل من المحراث، فأخذ ينادى فلم يسمعوا، وطلب إليهم فلم يستجيبوا، وقال لهم فلم يفهموا.. فقال في نفسه: إنهم بالحق نمل، وأنا إنسان، والاختلاف واضح.. لكنـه سرعان ما تحول إلى نملة صغيرة، وتفاهم معهم بنفس لغتهم، وحذرهم، وفـداهم من الضـياع، وبعدها عــاد مرة أخـرى للحراثة ورحـم النمـل من تلك الكارثـة، فأحب النمـل الفـلاح وصـار النمل للفلاح صديقاً. وهكذا سارت الحياة.. إننى أقدم هذه القصة حتى أسأل بعدها هذا السؤال: هل هذا ممكن؟ الإجابة بالطبع: لا.. لأن الإنسان لا يستطيع أن يحول نفسه إلى نملة، فهو غير قادر.. ومن هذا المنطلق نقول: ألا يستطيع اللَّه القادر على كل شىء أن يصير إنساناً ويفديه من الغضب الآتى؟.. نعم يستطيع، لأنه قادر على كل شىء، إذاً فما هو مقدار الحب المتوقع من الإنسان لهذا الإله المحب؟!. لذلك ما هى الصفات المتوقعة في اللَّه عندما يصير إنساناً؟ 1 ـ إن صار اللَّه إنساناً فلابد أن يكون دخوله إلى العالم البشرى بطريقة غير طبيعية. وميلاد يسوع المسيح من القديسة العذراء هو البرهان على أن هذا الشخص المولود هو شخص فوق الجميع، فكل بشر يولد بزرع بشرى، أما هو ـ تبارك اسمه ـ فجاء إلى الأرض بطريقة أخرى. (إش 7:41) «ولكن يعطيكم السيد نفسه آية. ها العذراء تحبل وتلد ابناً وتدعو اسمه عمانوئيل». (لو 1:53) «فأجاب الملاك وقال لها: الروح القدس يحل عليكِ، وقوة العلى تُظللكِ، فلذلك أيضاً القدوس المولود منكِ يُدعى ابن اللَّه». (مت 1:32) «هوذا العذراء تحبل وتلد ابناً ويدعون اسمه عمانوئيل الذى تفسيره اللَّه معنا». فمَنْ وُلد من قبل ـ أو بعد ذلك ـ بهذه الطريقة: عذراء تحبل وتلد وهى لم تعرف رجلاً؟! إنها طريقة فريدة يُولد بها مولود، بل ويُسمى قبل ميلاده.. ويظهر له نجم في السماء (مت 2:7). وينبىء الكتاب حتى عن مكان ميلاده في بيت لحم!. إن كل هذه الأمور تجعلنا نقول إن الطريقة والظروف التى وُلد بها يسوع المسيح تؤكد وتشهد أن دخوله إلى العالم كان بطريقة غير طبيعية، فلماذا لا يكون هو اللَّه؟ 2 ـ وإن صار اللَّه إنساناً فلابد أن يكون خالياً من الأخطاء والعيوب: فإذا جاء اللَّه في صورة إنسان فلا يمكن أن يكون فيه عيب أو خطأ، لأنه اللَّه. وهذا ما كان واضحاً في حياته، وكلامه، وحتى موته. (أ) شهادة يسوع عن نفسه أنه كان خالياً من الخطأ والعيب : قال لليهود: «مَنْ منكم يبكتنى على خطية؟» (يو 8:64). وقال عن نفسه إنه يفعل كل حين ما يرضى اللَّه (يو 8:92). وقال لخادم رئس الكهنة، عند لطمه وهو في طريقه للصليب، «أجابه يسوع: إن كنت قد تكلمت ردياً فاشهد على الردىء، وإن حسناً فلماذا تضربنى» (يو 81:32). (ب) شهادة أصدقائه عنه : بطرس الرسول يشهد ويقول: «بدم كريم كما من حمل بلا عيب ولا دنس، دم المسيح» (1بط 1:91). ويوحنا الرسول يشهد ويقول: «وتعلمون أن ذاك أُظهر لكى يرفع خطايانا وليس فيه خطية» (1يو 3:5). وبولس الرسول يشهد ويقول: «لأنه جعل الذى لم يعرف خطية خطية لأجلنا» (2كو 5:12). ويهوذا الخائن يشهد ويقول: «قد أخطأت إذ سلمت دماً بريئاً» (مت 72:4). (ج) شهادة أعدائه عنه : اللص التـائب على الصليب يقـول: «وأما هـذا فلم يفعــل شيئـاً ليس في محله» (لو 32:14). وبيلاطس الذى أمر بصلبه قال: «فأى شر عمل هذا؟. إنى لم أجد فيه علة للموت» (لو 32:22). وقائد المئة قال عند موت المسيح: «كان هذا الإنسان باراً» (لو32:74). وهكذا نرى أن لا أحد يقول إن فيه عيباً واحداً أو إنه فعل خطأ واحداً، ولكن الكل يجمع على عصمته، والعصمة للَّه وحده فهو بالتأكيد اللَّه الذى ظهر في الجسد. 3 ـ إن صار اللَّه إنساناً فلابد أن يُجرى الآيات والمعجزات فوق الطبيعية: إن الكثيرين من الأنبياء والمرسلين قاموا بعمل آيات وعجائب، ولكنهم كما قال بطرس الرسول: «لماذا تشخصون إلينا كأننا بقوتنا أو تقوانا قد جعلنا هذا يمشى؟!» (أع 3:21). ولكن الرب يسوع أجرى هذه الآيات والعجائب بقوته الذاتية على صنع المستحيلات، ولقـد أوجـز ذلك في قولـه لتلاميذ يوحنـا المعمـدان عندما سألوه أنت هو الآتى أم ننتظر آخر؟.. قال لهم: «العمى يبصرون، والعرج يمشون.. والبُرَص يطهرون.. والصم يسمعون.. والموتى يقومون.. والمساكين يُبَشرون..» (لو 7:22). فما أكثر الآيات والمعجزات التى صنعهـا يسـوع والتى «لو كُتبت واحدة واحدة فلست أظن أن العالم نفسه يسع الكتب المكتوبة». لأجل ذلك فإن مَنْ يكون بهذا المستوى الرفيع في الأرض، لابد أن يكون هو اللَّه المتجسد. وسيكون لنا حول الآيات والعجائب حديث هام نعرض له في حينه إن شاء الرب. 4 ـ إن صار اللَّه إنساناً فلابد أن تكون كلماته أعظم ما قيلت في الأرض : فكل الأقوال العظيمة للبشر لا تساوى شيئاً، ولا وجه للمقارنة على الإطلاق بينها وبين ما قاله السيد له كل المجد، فيقول الكتاب عن كلامه: «فبهتوا من تعليمه لأن كلامه كان بسلطان» (لو 4:23). «لم يتكلم قط إنسان هكذا مثل هذا الإنسان» (يو 7:64). بل قال هو عن كلامه العظيم الذى قاله بسلطان: «السماء والأرض تزولان ولكن كلامى لا يزول» (لو 12:33). فهو الوحيد الذى قال: «قال الناموس».. وأما «أنا فأقول».. إنه لسلطان عجيب، فما قاله في الموعظة على الجبل وفي كل أحاديثه هو بالحق أحسن وأعظم ما قيل على الأرض، لذلك قال الرسول بولس: «متذكرين كلمات الرب يسوع» (أع 02:53). وبما أن هذا الكلام العظيم ليس له نظير فإننا نقول إن مَنْ قاله هو اللَّه. 5 ـ وإن صار اللَّه إنساناً فلابد أن يكون مختلفاً عن بقية البشر في تأثيره الشامل والدائم : لقد كان المسيح مختلفاً عن بقية البشر في ميلاده وفي كلامه وفي حياته، وحتى في موته وقيامته وصعوده إلى السماء. فميلاده قسم التاريخ إلى ما قبل الميلاد وما بعد الميلاد. كلامه هو أعظم كلام. وحياته ما أعجبها! كذلك تأثيره على البشر، فلا تزال شخصية السيد له كل المجد تترك تأثيرها على بنى البشر بعد ألفى سنة من ميلاده. بدون مال أو سلاح هزم المسيح الملايين، وفتح أعظم الدول بكلامه الإلهى. بل وصار تأثيره الدائم يشمل المتعلمين والأميين، المثقفين والجهال، الأغنياء والفقراء، السود والبيض، كل الأمم والقبائل والشعوب سباهم حب المسيح، وكان تأثيره عميقاً شاملاً ودائماً. أليس هذا هو اللَّه؟! 6 ـ إن صار اللَّه إنساناً فلابد أن يشبع جوع الناس الروحى والجسدى : قال السيد له كل المجد عن نفسه: «أنا هو خبز الحياة، مَنْ يُقبل إلىَّ فلا يجوع، ومَنْ يؤمن بى فلا يعطش أبداً» (يو 6:53). أى أنه شبع للجائع ورى للعطشان (يو 7:73) «إن عطش أحد فليقبل إلىّ ويشرب»، كذلك «مَنْ يشرب من الماء الذى أعطيه أنا فلن يعطش إلى الأبد» (يو 4:41). مجداً للرب، فإنه الوحيد الذى أشبع الجياع والعطاش إلى البر، وأراح المتعبين وثقيلى الأحمال، فقد وجد الكثيرون السعادة المنشودة في يسوع المسيح. وهو أيضاً يشبع الجوع الجسدى، فمَنْ يكون ذلك الشخص القادر على ذلك إلا اللَّه. 7 ـ إن صار اللَّه إنساناً فلابد أن يكون له سلطان على الموت : البشر يموتون.. «وُضع للناس أن يموتوا مرة».. والموت هو مصير كل إنسان، ولكن.. اللَّه عندما يصير إنساناً عليه أن يُظهر سلطانه على الموت، فهو وحده الذى ليس للموت سلطان عليه، «وحده له عدم الموت». من أجل ذلك قال المسيح لمرثا أخت لعازر: «أنا هو القيامة والحياة، مَنْ آمن بى ولو مات فسيحيا» (يو 11:52). إنه هو الحياة، ففيه كانت الحياة والحياة كانت نور الناس. من هنا نرى أن الرب يسوع المسيح أيضاً له عدم الموت، فهو بذلك يبرهن لنا أنه اللَّه. لقد أظهر يسوع المسيح سلطانه على الموت في إقامة مَنْ مات في الحال (ابنة يايرس ـ مر 5:14، 24)، ثم آخر مات منذ ساعات (ابن أرملة نايين ـ لو 7:21)، وثالث قام بعد أربعة أيام (لعازر ـ يو 11:34). وبذلك قهر الموت في الآخرين. لكنــه لــم يُقهـر من المــوت، فهـو ليس بشراً، بل قــال للمـوت عندما أراد أن يمـوت: مسمـوح لـك أن تأتى إلىّ و «أسلم الـروح» (يو 91:03)، لأنه قال: «لـى سلطــان أن أضعهـا ولـى سلطــان أن آخــذها أيضـــاً». وفي نهايــة المطــاف قام هـو بنفسـه من الأمـوات، وقـال: «أين شوكتك يا موت! أين غلبتك يا هاوية!» (1كو 51:55). فالمسيح هو قاهر الموت الذى أبطل مفعول العدو الذى جعل البشرية كلها في رعب مستمر من سطوته، ولكنه ـ تبارك اسمه ـ أعطى للمؤمنين به أن يقولوا: «الموت لى هو ربح». 8 ـ إن صار اللَّه إنساناً فلابد أن يكون له السلطان أن يعود من حيث جـاء : وهذا ما فعله يسوع المسيح، فهو قد جاء من فوق، لذلك فهو فوق الجميع. وهو نزل من السماء، وكان لابد أن يكون له، في قدرته السرمدية، سلطان فوق سلطان الجاذبية الأرضية حتى يمكنه العودة مرة أخرى إلى حيث جاء، لذلك قال: «خرجت من عند الآب، وقد أتيت إلى العالم، وأيضاً أترك العالم وأذهب إلى الآب» (يو 61:82). وهذا كان واضحاً عندما أخذته سحابة عن عيون التلاميذ وصعد إلى السماء. «ولما قال هذا ارتفع وهم ينظرون وأخذته سحابة عن أعينهم» (أع 1:9). هذا هو اللَّه، عندما يريد أن يكون إنساناً، فلابد أن تكون هذه هى بعض صفاته الظاهرة في الجسد، فنحن نؤمن أن يسوع هو اللَّه، واللَّه ظهر في الجسد، وكان هو يسوع. «في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند اللَّه، وكان الكلمة اللَّه» (يو 1:1). في البــدء كـان يسوع، وكان يسوع عنـد اللَّه، وكان يسوع اللَّه.. هللويا. وقبل أن أترك هذا السؤال أرجو أن تردد معى: يا ترى إن أراد اللَّه أن يكون إنساناً (أليس هذا من الممكن) فهل سيكون شخصاً آخر غير يسوع المسيح؟ ثانياً : ماذا إن كان هناك شخص له صفات اللَّه مجتمعة؟ هل نقول عنه وبغير شك، إنه هو اللَّه؟؟ |
13 - 05 - 2012, 01:22 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
هذا ما سوف نسرده بإيجاز ونقول من خلاله إن المسيح هو اللَّه للأسباب التالية:
1 ـ المسيح هو اللَّه لأنه صاحب الألقاب الإلهية : (1) ابن اللَّه : لُقب المسيح بلقب ابن اللَّه في الكتاب أكثر من مرة، وفي إنجيل واحد، هو إنجيل يوحنا، شهد خمسة أشخاص وقالوا إنه ابن اللَّه: أ ـ يوحنا المعمدان، وهو الذى أتى قبل المسيح، شهد وقال: «وأنا قد رأيت وشهدت أن هذا هو ابن اللَّه» (يو 1:43). ب ـ نثنائيل، وهو واحد من التلاميذ دعاه آخر لمقابلة المسيح، وعندما التقى بالمسيح شهد له وقال: «يا معلم، أنت ابن اللَّه... أنت ملك إسرائيل» (يو 1:94). جـ ـ بطرس الرسول قال للمسيح «قد آمنا وعرفنا أنك أنت المسيح ابن اللَّه الحى» (يو 6:96). د ـ المولود أعمى، وهو شخص وُلد من بطن أمه أعمى، وعندما وهبه المسيح عينين قال له الرب أمام الجميع: «أتؤمن بابن اللَّه؟، فقال أؤمن يا سيد وسجد له» (يو 9:53 ـ 83). هـ ـ مرثا أخت لعازر، عندما مات أخوها وذهب المسيح إلى بيت عنيا، قالت مرثا: «نعم يا سيـد، أنا قد آمنت أنك أنت المسيح ابن اللَّه الآتى إلى العالم» (يو 11:72). وإن كان لنا أن نأخذ بشهادة الملائكة أيضاً فالملاك جبرائيل حين بشر العذراء مريم بأعظم بشرى قال لها: «الروح القدس يحل عليكِ، وقوة العلى تُظللكِ، فلذلك أيضاً القدوس المولود منكِ يُدعى ابن اللَّه» (لو 1:53). ونرجو أن نوضح هنا المقصود بكلمة «ابن اللَّه» فليس المقصود هو أنه مولود من اللَّه ولادة طبيعية، أو حتى ولادة ر وحية، ولكن الابن هى مدلول «الكلمة»، وهى ليست وليدة العهد ا لجديد، بل هى أقدم من ذلك لأنها سُطرت في العهد القديم أيضاً. وردت كلمة «ابن» 04 مرة ـ غير الضمائر المضافة ـ في العهد الجديد، كذلك وردت كلمة الابن الوحيد خمس مرات في إنجيل يوحنا والرسالة الأولى ليوحنا. ولا يجوز لنا الخلط بين بنوة المسيح الأزلية وبنوته بالناسوت عندما وُلد من العذراء مريم. وكلمة ابن اللَّه ليست معناها أن اللَّه أخذ امرأة ليكون له ولد، ولكنها تعنى اللَّه ذاته.. فمثلاً عندما نقول لغوياً «بنات الأفكار» نعنى بها ذات الأفكار، وعندما نقول «بنت شعبى» نقصد ذات الشعب.. وحين نقول «ابن النيل» لا نعنى أن النيل تزوج وأنجب ابناً، أو عندما نقول «ابن مصر البار» ليس معناه أن مصر الدولة تزوجت وأنجبت ابناً باراً. ولكن «الابن» لا يسمى ولداً.. بل ابناً، لأن اللَّه لا يلد ولا يُولد، وهى كلمة لها معنى روحى. فهو يسمى بذلك منذ الأزل، وأبوة الآب للابن وبنوة الابن للآب هى أمور إلهية لا نقيسها بالعقل البشرى الطبيعى، فهى تدل على ما يلى: 1 ـ تدل على المحبة الأزلية الفريدة: «لأن الآب يحب الابن ويريه جميع ما هو يعمله» (يو 5:02). «ونقلنا إلى ملكوت ابن محبته» (كو 1:31). 2 ـ تدل على الوحدة في الصورة الإلهية: «إنارة إنجيل مجد المسيح الذى هو صورة اللَّه» (2كو 4:4). «الذى إذ كان في صورة اللَّه، لم يحسب خلسة أن يكون معادلاً للَّه» (فى 2:6). «الذى هو صورة اللَّه غير المنظور» (كو 1:51). «بهاء مجده ورسم جوهره وحامل كل الأشياء بكلمة قدرته» (عب 1:3). 3 ـ تدل على الوحدانية في الجوهر. «أنا والآب واحد» (يو 01:03). «الذى رآنى فقد رأى الآب» (يو 41:9). 4 ـ هى وحدة سرية فائقة : «ليس أحد يعرف الابن إلا الآب» (مت 11:72). «كل مَنْ ينكر الابن ليس له الآب» (1يو 2:32). |
||||
13 - 05 - 2012, 01:22 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
(2) اللَّـه :
سُمى الرب يسوع المسيح في الكتاب المقدس بلفظ الجلالة، وهذا ما لم يحدث مع أى شخص من قبل ومن بعد، فيقول الرسول بولس لابنه تيموثاوس: «عظيم هو سر التقوى اللَّه ظهر في الجسد» (1تيمو 3:61). «كرسيك يا اللَّه إلى دهر الدهور» (عب 1:8). «ها العذراء تحبل وتلد ابناً، ويدعون اسمه عمانوئيل الذى تفسيره اللَّه معنا» (مت 1:32). فهو اللَّه العظيم الذى ظهر في الجسد، «والكلمة صار جسداً» (يو 1:41). «والكلمة كان عند اللَّه، وكان الكلمة اللَّه» (يو 1:1). ولهذا لُقب الرب يسوع بلفظ الجلالة «اللَّه» لأنه هو اللَّه، فنحن نعرف من صدق النبوة أن اللَّه لا يسمح بأن يُسمى أحد باسمه، فهو يغار على مجده، ولكن يسوع المسيح لكونه اللَّه المتجسد لم تكن هناك مشكلة على الإطلاق في أن يُلقب بهذا الاسم، فهو اللَّه. (3) رب : لُقب المسيح في الكتاب بالرب، وهى كلمة تفيد السيادة. وكذلك لُقب بكلمة السيد، وهى أيضاً كلمة قريبة من الرب. وكلتا الكلمتين تعنى ربوبيته الذاتية. ذُكر أن يسوع رب 004 مرة في العهـد الجديد، بينما ذُكر عن الآب أنـه رب 471 مرة، والروح القدس مرتين. فالمسيح من قبل ميلاده، وهو في بطن العذراء، رب، فقالت أليصابات للقديسة العذراء: «من أين لى هذا أن تأتى أم ربى إلىّ» (لو 1:34). بل في موته قال اللص على الصليب: «اذكرنى يارب متى جئت في ملكوتك» (لو 32:24). «الخروف يغلبهم لأنه رب الأرباب وملك الملوك» (رؤ 71:41). «وله على ثوبه وعلى فخذه اسم مكتوب ملك الملوك ورب الأرباب» (رؤ 91:61). وهو رب الكل (أع 01:63)، وهو رب الجنود (يع 5:4)، وهو رب المجـد (1كو 2:8). وقـال المـلاك المبشر بالفرح للرعـاة في ميلاد المسيـح: «وُلد لكم اليوم في مدينة داود مُخلِّص هو المسيح الرب» (لو 2:11). (4) الإلـه : يتحدث الكتاب عن يسوع المسيح أنه ليس فقط «ابن اللَّه»، «اللَّه»، «رب»، بل الإله. وهى كلمة تفيد مَنْ يستحق السجود والعبادة. فمثلاً عندما التقى الرب يسوع بالتلاميذ في العُلية وكان مع التلاميذ توما الذى شك في القيامة، وقال له الرب «هات أصبعك»، فقال توما «ربى وإلهى» وسجد له (يو 02:82). وبولس الرسول يصف الرب باعتباره الإله ويقول: «ومنهم المسيح الكائن على الكل إلهاً مباركاً» (رو 9:5). ولماذا؟ الإجابة: لأنه «فيه يحل ملء اللاهوت (الإله) جسدياً» (كو 2:9). «الإله الحكيم الوحيد مخلِّصنا له المجد» (يه 52). هـذا ما يُظهر لنـا ملء اللاهوت ـ أى الألوهية ـ التى في شخص المسيح اللَّه المتجسد. (5) الديـان : لا يوجد في كل العصور مَنْ أعطى أن يكون دياناً إلا المسيح. وديان البشر هو مَنْ له الحق في أن يحكم على البشر، إن اللَّه هو خالق البشر وفاديهم، فمَنْ الذى له السلطان أن يدينهم؟ هو اللَّه. ويقول الكتاب إن يسوع المسيح هو ديان البشر، ومن هنا أيضاً نؤمن أن يسوع هو اللَّه. «نشهد أن هذا هو المعين من اللَّه دياناً للأحياء والأموات» (أع 01:24). «مَنْ هو الذى يدين؟.. المسيح الذى مات» (رو 8:43). «الآب لا يدين أحداً بل قد أعطى كل الدينونة للابن» (يو 5:22). وهذه الشهادة للرسول بطرس والرسول بولس ويوحنا الحبيب، تثبت أن يسوع هو اللَّه، وهناك أسماء أخرى لم يسم بها إلا اللَّه أطلقت على الرب يسوع، وسوف نسردها في وقتها من خلال هذه الدراسة. على أن المسيح، له كل المجد، لم يسم بأسماء اللَّه فقط، ولكنه أيضاً كانت له الصفات الإلهية. |
||||
13 - 05 - 2012, 01:23 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
|
2 ـ المسيح هو اللَّه لأن له الصفات الإلهية :
إن الأمر في لاهوت المسيـح لـم يقتصر على الألقـاب الإلهية بل تعداه أيضاً للصفات الإلهية، وهى: 1 ـ الأزليـة : الأزلية هى اللابداءة، فكما أنه لا يوجد في الحروف الهجائية أى حرف قبل الألف فكذلك الأزلية هى ما قبل البدء. وليس أحد يتصف بهذه الصفة الخاصة جداً إلا اللَّه وحده، فإن قيل عن السيد الرب يسوع إنه أزلى فهذا يثبت أنه بالحق اللَّه. «وأنت يا بيت لحم أفراتة.. فمنك يخرج لى الذى يكون متسلطاً على إسرائيل، ومخارجه منذ القديم منذ أيام الأزل» (ميخا 5:2). ولا يجوز أن نقول ذلك عن أى مخلوق، لكننا نقول هذا فقط عن اللَّه «منذ الأزل مُسحت، منذ البدء» (أم 8:32). وقال الرسول بولس عن الرب يسوع في أزليته: «الذى هو قبل كل شىء وفيه يقوم الكل» (كو 1:71). وهكذا نرى أن الرب يسوع أزلى، ولقد قال عن نفسه لليهود: «قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن» (يو 8:85). «أنا هو الألف والياء البداية والنهاية» (رؤ 1:8). فأزليته هى أمر ثابت وليس فيه خلاف. لذلك فيسوع المسيح هو اللَّه لأنه ليس أزلياً إلا اللَّه وحده. 2 ـ عدم التغير : نحن نعلم أن كل شىء في الوجود يتغير، فلا يوجد شىء أو شخص له عدم التغيير.. إلا اللَّه وحده الذى لا يتغير، «لأنى أنا الرب لا أتغير» (ملا 3:6). ويرد الرسول كاتب رسالة العبرانيين ويقول: «يسوع المسيح هو هو أمساً واليوم وإلى الأبد» (عب 31:8). ويلاحظ أن الذى لا يتغير اليوم قد يتغير في الغد القريب، ولكن الرب يسوع المسيح لا تُغيره السنون. «وأنت يارب في البدء أسست الأرض، والسموات هي عمل يديك، هى تبيد ولكن أنت تبقى، وكلها كثوب تبلى، وكرداء تطويها فتتغير، ولكن أنت أنت وسنوك لن تفنى» (عب 1:01). وللرب يسوع قوة مثبتة لكل الأشياء، فكيف يكون متغيراً وهو المُثبت لكل الأشياء؟ «فيه يقوم الكل» (كو 1:71). 3 ـ القدرة على كل شىء : مَنْ هو القادر على كل شىء.. لا يوجد شخص إلا اللَّه وحده. وإن قيل عن الرب يسوع المسيح إنه قادر على كل شىء فإن ذلك يُظهر لنا حقيقة لاهوته. فاللَّه مكتوب عنه القادر على كل شىء (تك 71:1 ، تك 53:11 ، إر 01:21). وكذلك الرب يسوع المسيح فقد قال للتلاميذ: «بدونى لا تقدرون أن تفعلوا شيئاً» (يو 51:5). أنا هو الألف والياء البداية والنهاية.. يقول الرب الكائن والذى كان والذى يأتى، القادر على كل شىء (رؤ 1:8). وقال الرسول بولس عن الرب يسوع إنه يقدر أن يُخلص إلى التمام، بل أعلن الروح القدس لنا في الكتاب: «أنه حامل كل الأشياء بكلمة قدرته» (عب 1:3). 4 ـ الحضور في كل مكان : نحن نعلم محدوديـة الإنســان، فكل مخلوق هـو محـدود وتأثيره محـدود، ولا يمكن أن يكسر قيد المحدودية إلا اللَّه وحده، المطلق السلطان، فهو حال في كل مكان. فإن توفرت هذه الصفات للرب يسوع المسيح، فلا شك أن هذا يثبت لنا لاهوته العظيم. قال المسيح له المجد: «لأنه حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمى فهناك أكون في وسطهم» (مت 81:02)، ومن هنا نرى أن السيد له المجد، يوجد في كل مكان، مع كل جماعة مؤمنين تجتمع باسم الرب، في أى وقت، وفي أى مكان. وهذا دليل على لاهوته العظيم. «ثم إن الرب بعدما كلمهم ارتفع إلى السماء... أما هم فخرجوا وكرزوا في كل مكان والرب يعمل معهم... بالآيات التابعة» (مر 61:91 ـ 02). كذلك هو الموجود في السماء وعلى الأرض في آن واحد. كما قال لنيقوديموس رئيس اليهود: «وليس أحد صعد إلى السماء إلا الذى نزل من السماء، ابن الإنسان الذى هو في السماء» (يو 3:31). فكيف يكون في السماء وهو على الأرض؟!. وكيف يكون في مكان وهو في نفس الوقت في مكان آخر، إن لم يكن هو اللَّه، الموجود في كل مكان، والقادر أن يكون في أى وكل مكان؟!. «وها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر» (مت 82:02). 5 ـ العلم بكل شىء : إن العلم ببعض الأشياء هو صفة للإنسان. فمحدودية العلم هى من الصفات البشرية، ولكن العلم المطلق للَّه وحده. أى أن العلم بكل شىء لا يمكن أن يكون إلا من سلطان اللَّه وحده فقط. وإن كان الرب يسوع يعلم بكل شىء فإنه على هذا الأساس يكون هو اللَّه، لأنه العليم بكل شىء وهذه الصفة نراها بوضوح في كلمة اللَّه مما يلى: «وليست خليقة غير ظاهرة قدامه بل كل شىء عريان ومكشوف لعينى ذلك الذى معه أمرنا» (عب 4:31). وهذا ما قاله التلاميذ للرب: «والآن نعلم أنك عالم بكل شىء» (يو 61:03). وبطرس الرسول، عند بحيرة طبرية، يقول له: «يارب أنت تعلم كل شىء أنت تعرف أنى أحبك» (يو 12:71) وقيل عن السيد له كل المجد، في بداية خدمته على الأرض: لأن يسوع «علم ما كان في الإنسان» (يو 2:52). فهو كان يعلم ما في البحر، عندما قال للتلاميذ «ألقوا الشبكة إلى جانب السفينة الأيمن فتجدوا» (يو 12:6). بل إنه في يوم جمع الجزية قال لبطرس: «اذهب إلى البحر والق صنارة والسمكة التى تطلع أولاً خذها، ومتى فتحت فاها تجد إستاراً فخذه وأعطهم عنى وعنك» (مت 71:72). بل إنه لا يعلم فقط ما في البحار، لكنه عرف أن نثنائيل كان تحت التينة قبل أن يراه، «فقال له نثنائيل من أين تعرفنى؟» (يو 1:84). وعرف أسرار كل مَنْ تقابل معهم، مثل السامرية (يو 4)، وزكا (لو 91)، وغيرهم. فيسوع المسيح يعرف ما في الناس، وما في السماء، وما في البحر، وما على الأرض ـ أى أنه العليم بكل شىء. ومَنْ هو هذا، له المجد، إلا اللَّه وحده؟. 6 ـ القدرة على الخلق : قلنا إن الرب يسوع المسيح أزلى، وحاضر في كل مكان، وغير متغير، ويعلم كل شىء، وقادر على كل شىء، وهو أيضاً الخالق، وسبحان اللَّه الخالق الوحيد لكل شىء. فإن كان الأمر كذلك إذاً فهو اللَّه ولا جدال. كل خالق صانع، وليس كل صانع خالقاً. فالخلق هو الإنشاء من العدم، فاللَّه هو خالق السموات والأرض، ما يُرى وما لا يُرى، فكل خليقة ظاهرة وغير مرئيـة هى من صنــع اللَّـه. لذلك إن كــانت للمسيـح القــدرة على الخلـق فلماذا لا يكون هو اللَّه وقد تجسد «وصار جسداً»؟. فيقول الرسول بولس: «فإنه فيه (أى في المسيح) خُلق الكل، ما في السموات وما على الأرض، ما يُرى وما لا يُرى، الكل به وله قد خُلق» (كو 1:61). «وأنت يارب في البدء أسست الأرض والسموات هى عمل يديك». فمَنْ ذا الذى رسم أسس الأرض، ومَنْ هو الذى صنعها في القديم عندما وضع للبحر حداً غير الرب يسوع المسيح، كما في (أم 8:92)؟. ومن هنا نرى أن السيد المسيح هو الخالق الذى قال عن نفسه: «أنا يسوع أصل وذرية داود كوكب الصبح المنير» (رؤ 22:61). وإلا فكيف كان يستطيع أن يصنع من الطين عينين للمولود أعمى كما جاء في (يو 11)؟. 7 ـ القدرة على عمل الآيات والعجائب : أحياناً يستطيـع الإنسـان أن يعمـل أموراً خارقــة للطبيعـة وإن كان هـذا لا يُحسب باستمرار آيات... إلا أنه ليس بقوته الإنسانية لأنها غير قادرة على ذلك. ولكن المسيح، عندما كان على الأرض، صنع بقدرته الذاتية عدداً من الآيات والعجائب جعلتنا نقول إن هذا الشخص العجيب والفريد لا يمكن أن يكون إلا اللَّه بذاته ـ فكل الأنبياء والرسل صنعوا معجزات بقوة اللَّه وباسم المسيح الذى منحهم تلك القوة ليقوموا بهذا العمل، وكان اعترافهم واضحاً. فمثلاً بطرس يقول للشعب اليهودى: «ما بالكم تتعجبون من هذا؟ لماذا تشخصون إلينا كأننا بقوتنا أو تقوانا قد جعلنا هذا يمشى؟» (أع 3:21). وهذا يثبت أن بعض الرسل صنعوا معجزات، ولكن ليس بقوتهم الذاتية. أما الرب فصنعها بقوته الذاتية، فهو الإله السرمدى القادر على كل شىء. وسوف نسرد ذلك تفصيلاً في السؤال القادم فيما بعد. |
||||
13 - 05 - 2012, 01:23 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
† Admin Woman †
|
3 ـ المسيح هو اللَّه لأن له الصفات الأدبية :
قلنا إن المسيح هو اللَّه لأن له أسماء اللَّه، ثم لأن له صفات اللَّه الجوهرية، والآن نستطرد فنقول إن له صفات اللَّه الأدبية: 1 ـ القداسة : القدوس هو الذى يسكن في نور لا يُدنى منه، فالقداسة هى كل ما ينافى الظلمة، أى أن اللَّه نور، ليس فيه ظلمة البتة، وهو لا يعرف ما ينافى القداسة. وهذه صفة أدبية لم يتمتع بها البشر، فهى من صفات اللَّه وحده. ولكن قيل عن الرب يسوع المسيح: «والقدوس المولود منكِ يُدعى ابن اللَّه» (لو 1:53). وهذا عينه ما قيل عن اللَّه: «ليس قدوس مثل الرب» (1صم 2:2). وقد قال الوحى في سفر إشعياء: «أنا الرب قدوسكم»، وهو ما ردده أيضاً الرسول بطرس عن المسيح: «اجتمع على فتاك القدوس يسوع». والقداسة تعنى الانفصال عن الشر، والخلو من العيوب، وهذا ما قاله كاتب العبرانيين: «لأنه كان يليق بنا رئيس كهنة مثل هذا، قدوس بلا شر ولا دنس، قد انفصل عن الخطاة» (عب 7:62). وقداسة المسيح له المجد جعلته يقول: «رئيس هذا العالم يأتى وليس له فىّ شىء» (يو 41:03). أى أن الشيطان ليس له في المسيح شىء، بل لقد هـرب الشيطان من أمامه وانتصر على كل الأبالسة والشياطين، فهو قـدوس، وإذ جُـرّب مثلنا في كـل شىء لم يكن في طبيعتـه ما يجعله يتـجـاوب مـع الخطـية، فقيـل عـنه إنـه «بلا خطية» (عب 4:51). 2 ـ الصـلاح : «ليس أحد صالحاً إلا اللَّه وحده». هذا ما قاله السيد، له كل المجد، عندما جاء شاب غنى يسأله ماذا يفعل حتى يرث الحياة الأبدية (لو 81). والصلاح يعنى الجود والإحسان المستمر، وهـذه صفة أدبية للَّه وحـده، فكـل البشر لا نستطيع أن نقول عنهم إن بينهم مَنْ هو صالح على الدوام.. يعطى بلا مقابل. «ليس مَنْ يعمل صلاحاً ليس ولا واحد» (رو 3:21). فليس من طبيعة البشر الجود بالصلاح، ولكنها طبيعة اللَّه.. وقد كان المسيح ـ له كل المجد ـ وهو على الأرض، صالحاً. «أيها المعلم الصالح» (لو 81:81). «فهو لم يفعل شيئاً ليس في محله» (لو 32:14). وهو الذى «جال يصنع خيراً ويشفى جميع المتسلط عليهم إبليس» (أع 01:83). فلا يوجد من بين بنى البشر مَنْ وجد في المسيح عيباً واحداً، أو اتهمه اتهاماً صادقاً واحداً، حتى أعداءه، فقد كان صلاحه منشوداً، وإحسانه معروفاً، وجوده كثيراً، مما يزيد إيماننا أنه هو اللَّه المتجسد. 3 ـ المحبـة : لا يعرف البشر المعنى الحقيقى للمحبة، فبينما هم يحبون اليوم فإنهم قد يكرهون في الغد مَنْ يحبونه اليوم.. ويحبون اليوم مَنْ كانوا يكرهونه من قبل.. فمحبتهم متغيرة قـد تكون مغرضة، بل إنها محبة قاصرة محدودة لأن البشر هم هكــذا. أما اللَّه فمكتوب عنه «اللَّه محبة» (1يو 4:8). وهذه الصفة الأدبية الهامة لم نرها في أحد من البشر، إلا أننا عندما جاء رب المجد يسوع إلى هذه الأرض بين لنا محبة اللَّه في شخصه المحب، فقيل إنه «محب للعشارين والخطاة» (مت 11:91). فالمسيح أحب الخطاة، رغم كراهيته للخطية. أحب الحزانى والمتألمين، الفقراء والمساكين، بل إنه قد اجتاز دروب الجلجثة المرعبة لأنه يحبنا نحن البشر، وأكمل صورة الحب الجميل على الصليب عندما قال «قد أكمل». لأنه إذ «أحب خاصته الذين في العالم أحبهم إلى المنتهى» (يو 31:1). أليس هذا يدعونا لنقول إن يسوع المسيح هو اللَّه؟. 4 ـ الحكمـة : نحن نعلم أن اللَّه له المشورة والفطنة، فهو الحكيم العادل. والحكمة هى استعمال العلم للإدراك.. أجل استعمال، ولأحسن الغايات، وهذا نابع من عمق الفهم لبواطن الأمور. وتجلت حكمة اللَّه في عمل الخليقة: «ما أعظم أعمالك يارب! كلها بحكمة صنعت» (مز 401:42). والرب يسوع المسيح، عندما كان على الأرض، قيل عنه: «أما يسوع فكان يتقدم في الحكمة والقامة والنعمة عند اللَّه والناس» (لو 2:25). وقد ظهرت هذه الحكمة واضحة في حياة الرب يسوع، في الأجوبة العظيمة لكل سؤال من المعاندين والمقاومين من الكتبة والكهنة والفريسيين، ويكفينا القول «هوذا أعظم من سليمان ههنا» (لو 11:13). فقد كان المسيح يتكلم بسلطان وحكمة جعلت البشر لا يجدون فيه علة. وكان المسيح هو حكمة اللَّه للبشرية، فوفق بين الرحمة والعدل، فكان قوة الخلاص لكل مَنْ يؤمن، إذ «صار لنا حكمة وبراً وقداسة وفداء» (1كو 1:03). إن الإله الحكيم المتجسد هو برهان على لاهوت المسيح. 5 ـ الرحمة والرأفة : «الرب رحيم... ورؤوف، طويل الروح وكثير الرحمة» (مز 301:8). «اللَّه الذى هو غنى في الرحمة» (أف 2:4). وهذا ما قيل عن الرب يسوع له كل المجد في الحديث الشيق الذى كتبه الرسول بولس: «من ثم كان ينبغى أن يشبه إخوته في كل شىء لكى يكون رحيماً ورئيس كهنة أميناً فيما للَّه حتى يُكفر عن خطايا الشعب» (عب 2:71). فهو الذى قيل عنه إنه تحنن على الجموع عندما كانوا منزعجين «كغنم لا راعى لها» (مت 9:63). بل هو الذى تحنن على الأبرص، الذى لا يجب أن يشفق عليه، وطهره (مر 1:04). وعلى أرملة نايين، فأزال الحزن من قلبها وأقام ابنها من الموت (لو 7:31). فهو اللَّه الرحيم الذى تجسد على الأرض ورحمته رحمة مطلقة، ولا يوجد إنسان تمتع بكل هذه الصفات مجتمعة إلا يسوع الناصرى وحده، الذى هو اللَّه العظيم الأبدى. وهناك من الصفات الأدبية الكثير كالعدل.. والأمانة.. والصدق.. والإحسان، والعديد من الصفات التى لا يتسع المجال لأن نتحدث عنها جميعاً في هذا الكُتيب الصغير، هذه الصفات قد توفرت في رب المجد يسوع المسيح لتثبت بلا شك أو بهتان أن يسوع المسيح هو اللَّه له المجد، الآن وكل أوان وإلى أبد الآبدين آمين. السؤال الآن هو: هل كان الشخص المبارك، يسوع المسيح هو اللَّه وأثبتت حياته ذلك بالبيان أم لا؟ لكى نثبت ذلك من كلمة اللَّه نتوجه إلى إنجيل الرسول يوحنا.. حيث يظهر لنا من خلال الحديث عن الرب يسوع في هذا الإنجيل أن أعماله هى أعمال اللَّه، إذاً فلابد أن المسيح هو اللَّه.. فإنجيل يوحنا يتكلم عن الرب يسوع «كلمة اللَّه» أو «ابن اللَّه»، وهو ينقسم في حديثه عن السيد، له كل المجد، إلى جزءين: الجزء الأول من الأصحاح الأول إلى الثانى عشر ـ وهو الجزء الذى يظهر يسوع فيه نفسه للعالم كابن اللَّه أو اللَّه المتجسد. والجزء الثانى من الأصحاح الثالث عشر حتى السابع عشر ـ وهو جزء خاص بالتلاميذ، إذ يظهر ذاته لهم من خلاله أنه اللَّه أو ابن اللَّه المتجسد. |
||||
13 - 05 - 2012, 01:24 PM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
† Admin Woman †
|
وسنتناول فيما يلى الجزء الأول الخاص بإظهار المسيح للعالم كابن اللَّه، الإله المتجسد العجيب:
(1) الرب يسوع المسيح يُظهر نفسه كصاحب السلطان على الزمن: في قصة تحويل الماء إلى خمر نرى السيد له المجد يصنع آية فيؤمن تلاميذه بمجده، وفيها يعلن سلطانه على الزمن. فنحن نعلم من القوانين الزراعية أن الماء (ماء الأمطار والأنهار) لكى يصبح خمراً في يوم من الأيام لابد أن يمر من خلال زراعة شتلات الكرمة في مراحل نموها المختلفة حتى يصير عنباً يعطى عصيراً يُخَمَر ليصبح خمراً، وهذه العملية تأخذ من الوقت من ثلاث سنين إلى أربع، أى أنه لكى يصير الماء خمراً لابد أن يأخذ من الزمن أربع سنوات، الأمر الذى فعله يسوع في لحظة من الزمان في عرس قانا الجليل.. فهو صاحب السلطان الذى يستطيع أن يختصر الزمن من سنوات إلى لحظات، فهو لا يحد سلطانه بزمن أو بقوانين، ومَنْ هو الذى له سلطان على الزمن غير اللَّه؟ إذاً فالمسيح هو اللَّه. (2) الرب يسوع المسيح يُظهر نفسه كصاحب السلطان على المسافات: في قصة شفاء ابن خادم الملك في (يو 4:34) يأتى خادم الملك من قرية اسمها كفر ناحوم ليقابل الرب وهو في قانا الجليل، حيث كان قد صنع الآية السابقة، وهي مسافة سفر سبت، وقال للرب «ابنى مشرف على الموت» فقال له السيد ـ بعد مناقشة ـ اذهب ابنك حى، فعاد الرجل إلى كفر ناحوم. وفي الطريق تقابل مع خدامه الذين أخبروه أن ابنه أخذ يتعافى في الساعة السابعة، أى في الساعة التى قال فيها الرب يسوع للرجل ابنك حى، بينما كان الرب في الجليل والابن المريض في كفر ناحوم ـ أى أن المسيح بكلامه عَبَر المسافات ولم تحده الأبعاد والبلاد، وهذه صفة من صفات اللَّه، أى أن المسيح له المجد هو اللَّه. (3) الرب يسوع المسيح يُظهر نفسه كصاحب السلطان على الأجساد: في قصة شفاء مريض بيت حسدا الذى كان مريضاً لمدة ثمانى وثلاثين سنة نرى في (يو 5)، كيف أن السيد له المجد يقيم جسداً كانت له مدة طويلة في المرض حتى إنه بحسب قوانين الطب أصبح غير قادر على الحركة، إذ تأثرت مفاصل الجسد بسبب عدم الحركة مما يتعذر معها أن يحمل سريره ويمشى. ولكن لأن الرب هو اللَّه صاحب السلطان على الأجساد فقد استطاع بكلمة واحدة أن يقيم هذا الرجل دون الحاجة للطب العلاجى والتمرينات الرياضية التى تجعل جسده قادراً على الحركة. هل تعلم لماذا؟ لأن المسيح هو اللَّه صاحب السلطان على الأجساد. (4) الرب يسوع المسيح يُظهر نفسه كصاحب السلطان على الأرقام: في قصة اشباع الجموع في (يو 6) كان أكثر من خمسة آلاف نسمة أمام الرب، وليس هناك سوى ما يشبع غلاماً واحداً أى خمسة أرغفة وسمكتان.. وإن كانت هذه الكمية تشبع غلاماً فإن ما يلزم أكثر من خمسة آلاف نسمة يحتاج إلى عملية حسابية دقيقة بالأرقام. ولكن لأن اللَّه له سلطان على الأرقام، فهو خالق الأعداد والأرقام، يستطيع أن يجعل 5 + 2 = ما يحتاجه خمسة آلاف رجل، نساء، أطفال، ذلك لأنه اللَّه، فالمسيح عندما يكثر (5 + 2) إلى أكثر ما يحتاجه (5 آلاف وأكثر) إنما يثبت لنا أن له سلطاناً على الأرقام، وبذلك يعلن أنه اللَّه. (5) الرب يسوع المسيح يُظهر نفسه كصاحب السلطان على الطبيعة: نرى في قصة تهدئة أمواج البحر والرياح في (يو 6) أن الرب يسوع المسيح يُكلم الأمواج فتسكت والرياح فتهدأ وتطيعه، ومَنْ هو الذى يستطيع أن يأمر الريح وموج البحر غير اللَّه خالق الطبيعة الذى له سلطان عليها. وبما أن الرب يسوع المسيح استطاع ذلك إذاً فهو اللَّه. (6) الرب يسوع المسيح يُظهر نفسه كصاحب السلطان في الخلق: نرى أيضاً في قصة المولود أعمى من بطن أمه في (يو 9) أن الرب يسوع المسيح قد خلق له عينين من تفل الطين. ومَنْ ذا الذى خلق الإنسان من تراب الأرض إلا اللَّه؟.. وبهذا أظهر يسوع مجده وأعلن أنه هو اللَّه الخالق. (7) الرب يسوع المسيح يُظهر نفسه كصاحب السلطان على الموت: نحن نعلم أن يسوع المسيح هو رئيس الحياة، وهو أيضاً رب الحياة، ففى (يو 11) نجد قصة إقامـة لعازر من الأموات حياً بعد أن أنتن إذ كان لـه أربعـة أيام في القبر. ويقول الكتاب في (يو 11:44): «فخرج الميت»، وكـأن الرب كان يعرف أين يوجد لعازر بين الأموات، وله السلطان أن يُنادى عليه فيسمعه، كما أن له السلطان أيضاً أن يخرجه إلى عالم الأحياء. ومَنْ هو الشخص الذى يخاف منه الموت إلا قاهر الموت، الذى له وحده عدم الموت، اللَّه الذى يأمر فيُطاع؟! لذلك نؤمن أن يسوع هو المسيح ـ له المجد ابن اللَّه الحى، الذى هو اللَّه. «وآيات أخر كثيرة صنع يسوع قدام تلاميذه لم تُكتب في هذا الكتاب، وأما هذه فقد كُتبت لتؤمنوا أن يسوع هو المسيح ابن اللَّه، ولكى تكون لكم إذا آمنتم حياة باسمه» (يو 02:03). |
||||
13 - 05 - 2012, 01:24 PM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
† Admin Woman †
|
ثالثـاً : مـاذا لـو لـم يكن يسـوع المسيـح هو اللَّه ؟
يا ترى مَنْ يكون؟؟ ما هو التفكير الإىجابى والسلبى في الإجابة على هذا السؤال؟. وسوف نستخدم الناحية السلبية لإتمام يقين الناحية الإيجابية. لو لم يكن المسيح هو اللَّه.. فلمَنْ أعطى الملائكة المجد عندما بُشروا بمولود بيت لحم؟ لو لم يكن المسيح هو اللَّه.. فمَنْ ذا الذى سجد له المجوس وقدموا له الهدايا؟ لو لم يكن المسيح هو اللَّه.. فمَنْ ذا الذى ظهر النجم (تمجيداً له) في السماء عند ولادته؟ لو لم يكن المسيح هو اللَّه.. في مَنْ من الناس تمت النبوة «من مصر دعوت ابنى»؟ لو لم يكن المسيح هو اللَّه.. فمَنْ هو الذى انفتحت عليه السماء وسمع الصوت قائلاً «هذا هو ابنى الحبيب»؟ لو لم يكن المسيح هو اللَّه.. فمَنْ ذا الذى حول الماء إلى خمر؟ لو لم يكن المسيح هو اللَّه.. فمَنْ ذا الذى أشبع خمسة آلاف رجل بخمسة أرغفة وسمكتين؟ لو لم يكن المسيح هو اللَّه.. فمَنْ ذا الذى هدأ الزوابع والرياح وأمواج البحر خضعت له؟ لو لم يكن المسيح هو اللَّه.. فمَنْ ذا الذى غفر الخطايا في بيت سمعان الفريسى؟ لو لم يكن المسيح هو اللَّه فمَنْ ذا الذى خلق عينين للمولود أعمى من بطن أمه؟ لو لم يكن المسيح هو اللَّه.. فمَنْ ذا الذى أقام لعازر من الأموات؟ لو لم يكن المسيح هو اللَّه.. فمَنْ ذا الذى تألمت لأجله زوجة بيلاطس في الحلم؟ لو لم يكن المسيح هو اللَّه.. فمَنْ ذا الذى فتح الفردوس للص على الصليب؟ لو لم يكن المسيح هو اللَّه.. فكيف انشق له حجاب الهيكل من أعلى إلى أسفل؟ لو لم يكن المسيح هو اللَّه.. فكيف قهر الموت وقام من بين الأموات؟ لو لم يكن المسيح هو اللَّه.. فكيف صعد للسماء من حيث جاء؟ |
||||
13 - 05 - 2012, 01:24 PM | رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
† Admin Woman †
|
ولكن نقول جدلاً لو لم يكن المسيح هو اللَّه فإننا: (1) نطعن في صدقه : فرغم أنه وُصف بالمعلم الصالح الذى لا مثيل له.. وقيل عنه إنه لم يتكلم إنسـان قط مثـل هــذا، إلا أننـا إذا قلنـا إنــه ليـس اللَّـه فسنجعلـه كــاذبـاً وليس صادقاً. سيكون المسيـح غير صادق إذ ينسب لذاته اللاهوتيـة: «أنا والآب واحد» (يو 01:03). سيكون المسيح غير صادق إذ ينسب لذاته القدرة التامة: «بدونى لا تقدرون أن تفعلوا شيئاً» (يو 51:5). سيكون المسيح غير صادق إذ ينسب لذاته سلطان الدينونة: «كثيرون سيقولون لى في ذلك اليوم يارب يارب» (مت 7:22). سيكون المسيح غير صادق إذ ينسب لذاته أنه واهب الحياة: «أنا أعطيها حياة أبدية» (يو 01:82). سيكون المسيح غير صادق إذ ينسب لذاته أنه يوجد في كـل مكـان: «حيثمـا اجتمـع اثنـان أو ثلاثـة... فهناك أكون في وسطهم» (مت 81:02). وبهذا يكون صدقه هباء منثوراً.. وتبطل حقيقته، وكيف نطيع تعاليمه؟!. فلو لم يكن المسيح هو اللَّه فإنه سيكون كذاباً نطعن في صدق أقواله.. وحاشا وألف كلا، فهو اللَّه الصادق المنزه عن الكذب. (2) الاعتراض على قواه العقلية (مجنون) : قد يقول قائل إن المسيح في إدعائه اللاهوتية لنفسه إنما هو مختل العقل، أما فيما غير ذلك فهو عاقل. هل هذا قول منطقى؟. فإنه إن كان مختلاً في شىء فلابد أن يكون مخطئاً في الكل، وإن أخطأ في نقطة فلماذا لا يخطىء في الأخرى؟!. وهنا ينتفى القول «مَنْ منكم يُبكتنى على خطية» (يو 8:64). وهل يُعقل أن مدير شركة يعطى عملاً من أعماله لرجل تنتابه لحظات جنون؟. وهل يُعقل أن نُعلق حياتنا الأبدية على شخص ساقط في ضلال أو خداع أو جنون؟ وبما أنه غير منطقى أن يكون المسيح مختل العقل أو مجنوناً في ادعائه اللاهوتية، حيث إنه عاقل في بقية الأمور، فنحن نجزم بغير شك أن يسوع المسيح بالحقيقة لن يكون إلا اللَّه. (3) تكون أخبار معجزاته قصصاً خيالية كاذبة : لو لم يكن المسيح هو اللَّه فإن المعجزات فوق الطبيعية التى قام بها ستكون قصصاً خيالية كاذبة، وكأنها تطورات غريبة لأحداث مفتعلة، مما لا نراه لائقاً بالقرينة مع بقية الأحداث.. وهكذا لا يمكن أيضاً أن نقول إنها كانت من نسج الخيال، فالشهود، والمؤرخون يقولون إنها حقيقة واقعة، لذلك لا يمكن أن نُقرر إلا أن يسوع الناصرى هذا ما هو إلا اللَّه المتجسد على الأرض ليعلن ذاته للعالم في محبته وآياته ومعجزاته. (4) تكون حكاية قيامته من بين الأموات خرافة : لو لم يكن المسيح هو اللَّه فمَنْ ذا الذى قام من بين الأموات؟. لو لم يكن المسيح هو اللَّه تكون حكاية قيامته خرافة.. ولكننا نشهد على قيامته الأعداء قبل الأصدقاء، بل إن لم يكن المسيح قد قام من بين الأموات نكون قد أسسنا المسيحية على خرافة، وحاشا وألف كلا، فإنه بالحقيقة قام حقاً، قام رئيس السلام، هللويا الرب قام. بهذا نحن نؤمن أنه هو اللَّه المتجسد. (5) يكون الوحى المقدس مصطنعاً : لو لم يكن المسيح هو اللَّه لكان الكتاب المقدس المؤسس على لاهوت المسيح أمراً مصطنعاً، يكون الرسل وجميع مَنْ كتبوا كلمة اللَّه مزورين لكل الحقائق، وهل هذا الأمر يُعقل؟ إنه ضد منطق وفلسفة الكتاب، لذلك فإننا نقول إن لم يكن المسيح هو اللَّه فكيف حدث هذا الانسجام في روح الكتاب؟ فكلا وألف كلا، إن يسوع هو اللَّه المتجسد، له المجد في كنيسته إلى أبد الدهور. |
||||
13 - 05 - 2012, 01:25 PM | رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
† Admin Woman †
|
ولـكن للَّه غرضاً سامياً في أمر التجسـد، فهو قـد جـاء في الجسـد للأسبــاب الآتية:
أ ـ ليتفاهم مع الإنسان : لقد جاء المسيح إلى الأرض حتى يوجد التفاهم بين اللَّه والإنسان، فإن وسيلة التفاهم هى الكلمة.. وكان الكلمة اللَّه.. جاء المسيح ليوجد التفاهم بين اللَّه والناس. «اللَّه بعدما كلم الآباء بالأنبياء قديماً بأنواع وطرق كثيرة كلمنا في هذه الأيام الأخيرة في ابنه» (عب 1:1 ـ 2). ب ـ ليعلن حبه للإنسان : كان اللَّه بالنسبة للبشر هو اللَّه الطوفان واللَّه نار سدوم وعمورة.. اللَّه إله الوصايا والناموس، ولم يعرف الناس أن اللَّه محبة إلا بإعلان يسوع المسيح «اللَّه بين محبته لنا» (رو 5:5)، «ليس أننا نحن أحببنا اللَّه بل أنه هو أحبنا وأرسل ابنه كفارة لخطايانا» (1يو 4:01). ج ـ ليُخلّص الإنسان : الخلاص هو عطية اللَّه للإنسان، فهو هبة مجانية أعطيت للإنسان من فرط كرم اللَّه. ولكى يُخلِّص اللَّه الإنسان كان لابد أن ينفذ المسيح ذلك بأن يموت على الصليب ليهبنا حياته ويوفى اللَّه كل حقوقه. وكان لابد أن تتوفر فيه الصفات الإلهية والصفات الإنسانية حتى يصالح اللَّه والإنسان، ويكون بديلاً للإنسان وفداء له.. وفي نفس الوقت لينفذ رغبة اللَّه في خلاص الإنسان دون المساس بعدله وقداسته.. مما جعله يضحى بنفسه ويموت على الصليب حتى يُخلصنا. هللويا!. د ـ وأشياء أخرى كثيرة لا مجال لها الآن، مثل: ليصير رئيس كهنة ـ صديقاً ـ ملكاً على قلوبنا... إلخ. أيها القارىء العزيز، هل خلُصت من خطاياك، ومن دينونة خطاياك ومن سلطان الظلمة عليك؟. اقبله الآن قبل فوات الأوان. |
||||
|