منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 16 - 02 - 2015, 06:44 AM
الصورة الرمزية sama smsma
 
sama smsma Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  sama smsma غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

الصوم والميديا _ يوحنا ذهبي الفم


الصوم والميديا _ يوحنا ذهبي الفم



الصوم الفضيل والفن الخليع

القديس يوحنا ذهبي الفم



من الممكن أن نحتمل تعب الصوم ولا نتلقى مكافأة الصوم. كيف؟ عندما نمتنع عن الطعام دون أن نبتعد عن الخطايا، عندما نمتنع عن أكل اللحم لكن نلتهم بيوت الفقراء، عندما نمتنع عن السكر بالخمر لكن نسكر بالشهوة الرديئة، عندما نستمر طوال اليوم بدون طعام لكن نقضي الوقت بالكامل في مشاهدة العروض الخليعة. هكذا من الممكن أن نتحمل تعب وكدَّ الصوم دون أن نأخذ مجازاة الصوم، وذلك عندما نذهب إلى المسارح البذيئة.

ما الذي يستفيدونه هؤلاء الصائمين إذا كانوا يترددون على المسارح البذيئة، ويدخلون مدرسة الفسق الدنسة – القاعة العامة للتدريب على الخلاعة - ويجلسون في مجلس المستهزئين؟ حقاً لا يخطئ المرء إذا دعى فرقة الأمور المخزية، وهذا المكان الشرير المملوء بالأمراض المتعددة: أتون بابل، مقعد المستهزئين، قاعة تدريب الخلاعة، مدرسة الفسق. وكأن الشيطان قد أسقَّط المدينة في الأتون، ودفعها إلى المسرح للمشاهدة، وأشعلها من أسفل بدون إستخدام حطب أو نُسالة كتان أو زفت، بل بما هو أفظع : بمشاهد بائعات الهوى، والكلمات المشينة، والأعضاء المثيرة، والأغاني المليئة بكل أنواع الرداءة. أتون بابل تم إشعاله بواسطة الأيدي البربرية، إلا أن هذا الأتون أكثر فظاعة، والنار أشد إحراقاً، لأنها لا تحرق طبيعة الأجساد بل تُدمّر الحالة الصحية للروح. وما يزيد الأمر سوءاً، أن هؤلاء الذي يحترقون فيها لا يدركوا ذلك، لأنهم لو إدركوا ذلك ما كانوا قد أنفجروا في الضحك هكذا على الأمور الحادثة أمامهم، فإن أسوأ ما في الأمر كون المريض يجهل المرض الذي حل به، كونه يحترق في بؤس وتعاسة دون الشعور بالحريق الذي يلتهمه.

ما فائدة الصوم بإمتناع الجسد عن غذاءه المعتاد بينما تزود الروح بطعام أثيم، عندما تقضي اليوم جالساً هناك، لتشاهد الطبيعة الإنسانية - التي تتشارك فيها مع الجميع - وهي تمتهن بشكل غير لائق وتصنع من ذاتها قدوة سيئة، نساء ترتكب الدعارة، ممارسة الزنا، أولئك الذين يجمعون الرذائل الحادثة في كل بيت؟ فتشاهد فجورهم وزناهم وتسمع كلام التجاديف، ومن ثم يتسلل المرض إلى الداخل ويصارع الروح من خلال حاسة النظر والسمع.


لذلك، ما هو منفعة الصوم إذا كانت الروح يتم تسمينها بمثل هذا الغذاء؟

بأي أعين سوف تنظر لزوجتك عندما ترجع من هذه المشاهد؟


بأي أعين سوف تتطلع إلى أطفالك وخادمك وصديقك؟



هل ستبلغهم بكل ما شاهدته يحدث هناك ومن ثم تخجل من نفسك، أم ستلزم الصمت وتنسل خلسة وتختبئ خجلاً. لكن الأمر يختلف عندما ترحل من هنا (الكنيسة) فيمكنك أن تحمل معك كل ما قيل، وتقوله في بيتك بكل تفصيل وشجاعة رائعة، من أقوال الأنبياء والتعاليم الرسولية ووصايا السيد الرب. سوف يمكنك أن تُقدم لهم مائدة الفضائل الكاملة. بتبليغك كل ما سمعته هنا، سوف تجعل زوجتك أكثر تعقلاً، وأولادك أكثر حكمة، وخادمك أكثر نفعاً ورشداً، وصديقك أكثر لطفاً، بل يمكنك حتى إقناع عدوك بإلغاء عداوته.

هل ترى كيف أن التعاليم التي تتلقاها هنا خلاصية، أما ما تسمعه هناك فهو من جميع النواحي غير مربح؟ قل لي، ما هو منفعة الصوم إذا كنت تصوم بالفم وترتكب الزنا بالعين؟ إذ أن الزنا لا يقتصر فقط على تشابك وإتصال الأجساد بل يشتمل أيضاً على النظرات الفاسقة. ما الفائدة عندما تحضر هنا (الكنيسة)، ثم تحضر هناك (المسارح)؟ أنا أعلّم هنا، وهو يُدمر. أنا أعطي الأدوية للمرض، وهو يضيف سبباً للمرض. أنا أخمد نار الطبيعة، وهو يُشعل لهيب الشهوة.






ما المنفعة؟ "واحد يبني وآخر يهدم، فماذا ينتفعان سوى التَّعب" (سي 34: 23). لذلك لا يستقيم الأمر هكذا هناك بعض الوقت وهنا بعض الوقت، بل ليكن هنا فقط، ولنمضي كل وقتنا هكذا حتى نستفيد من وجودنا هنا، فلا يكون بلا جدوى أو بلا غاية، وحتى لا يُحكم علينا.




واحد يبني وآخر يهدم، فماذا ينتفعان سوى التَّعب؟!

حقاً ولو كان البنائين كثيرين والذي يهدم هو شخص واحد فقط، فإن سهولة التدمير سوف تهزم أيادي البنائين الكثيرة. حقاً أنه لأمر مشين ومخزي للغاية متابعة مثل هذه الأمور، للشباب كما للشيوخ. وآثار هذا الشر لا يتوقف عند الإحساس بالخزي – بل حتى الخزي غير محتمل للإنسان النبيل – بل ينتج تدميراً شديداً ودينونة وعار لكل من له عقل. والعقوبة لا تتوقف عند الخزي بل تفرض جزاءً شديداً ولعنة.

لأن كل من يجلس هناك حتماً يقع في أيدي العدو أي شيطان الزنا، ليس بالممارسة الفعلية بل بسبب مشاهدتهم للنساء بعيون شهوانية. وبدلاً من تقديم أفكاري الخاصة في الموضوع – لئلا تزدروا بها – سوف أقرأ لكم الناموس الإلهي، الذي لا يمكنكم الإزدراء به. ماذا يقول؟ "قد سمعتم أنه قيل للقدماء لا تزن وأما أنا فأقول لكم إن كل من ينظر إلى امرأة ليشتهيها فقد زنى بها في قلبه" (مت 5). هل رأيت من هو الزاني؟ هل رأيت كيف تُرتكب الخطية؟ بل والأسوأ، أن الزاني الذي لا يُدان ويحكم عليه بواسطة محكمة بشرية سوف يُحاسب أمام المحكمة الإلهية، التي عقوبتها أبدية. "كل من ينظر إلى امرأة ليشتهيها فقد زنى بها في قلبه". يستأصل الرب ليس فقط المرض بل أيضاً جذر المرض، وجذر الزنا هو الشهوة الدنسة. لهذا السبب، يُعاقب الكتاب المقدس ليس فقط الزنا الفعلي بل أيضاً الشهوة، التي هي أم الزنا.

إن الأطباء أيضاً يفعلون نفس الشيء، فهم لا يفحصون المرض فقط بل أيضاً يبحثون عن أسبابه. عندما يرون العين تتألم يهتمون بوقف المادة المفرزة من المصدر. السيد المسيح يفعل نفس الشيء. الزنا هو رمد مؤلم جداً يصيب العين، لا عين الجسد بل عين الروح. لذلك يوقف السيد المسيح إفراز الفسق بخوف الوصية. لهذا السبب لم يدن الزنا فقط بل عاقب الشهوة أيضاً.







"فقد زنا بها في قلبه". عندما يتم تدمير القلب بالشهوة تماماً، فأي منفعة تُرجى من بقية الجسم؟ فيما يخص النباتات والأشجار، عندما نرى قلب الشجرة قد تآكل نرفض البقية كغير صالحة للإستخدام، هكذا أيضاً فيما يخص الإنسان، عندما يتم تدمير قلبه الروحي، تكون صحة بقية الجسد بلا فائدة. لقد مات قائد المركبة (القلب)، لقد قُتل وألقي على الأرض، ومن ثم تجري الخيول (بقية الجسد) عبثاً بلا جدوى.



إن الوصية مؤلمة ومتعبة لكنها تمنح إكليلاً عظيماً. هكذا طبيعة الأمور التي تتطلب جهداً كبيراً فهي تمنح مكافآت عظيمة. ولكن لا تهتموا بالتعب بل فكروا في المكافأة. إذا راعيتم فقط التعب الذي يتطلبه الإنجاز، يكون الأمر ثقيل وشاق لكن إذا وضعتم في إعتباركم المكافأة يكون الجهد الذي أمامكم خفيف وسهل.

هل تريد أن تعلم كيف تصير الأشياء التي بطبيعتها ثقيلة خفيفة؟ أستمع إلى بولس وهو يقول: "لأن خفَّة ضيقتنا الوقتية تُنشئ لنا أكثر فأكثر ثقل مجد أبدي" (2 كو 4). ما يقوله بولس هو لغز. أنها ضيقة فكيف يمكنها أن تكون خفيفة؟ إذا كانت خفيفة فكيف تكون ضيقة، فهذه تعبيرات مضادة؟! لقد حلَّ بولس الرسول هذا اللغز عندما أكمل كلامه. كيف؟ "ونحن غير ناظرين إلى الأشياء التي تُرى بل التي لا تُرى". بولس أحضر الإكليل فجعل المسابقة أسهل. لقد أظهر الجائزة فلطّف من الأتعاب.







لذلك عندما ترى امرأة جميلة ذات طلعة بهية، تلبس ملابس أنيقة، عندما تُلاحظ أن الشهوة تدغدغك، عندما ترى أن نفسك تشتهي المنظر، أرفع نظرك نحو الإكليل السماوي لكي تفلت من هذا المشهد. أرأيت رفيقة في العبودية؟ فكر في السيد الرب وحتماً سوف تخمد المرض.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
القديس يوحنا ذهبي الفم الصوم والصدقة
القديس يوحنا ذهبي الفم الصوم والصلاة
القديس يوحنا ذهبي الفم الصوم مع التوبة
القديس يوحنا ذهبي الفم مفهوم الصوم
كتاب الصوم - القديس يوحنا ذهبى الفم


الساعة الآن 06:27 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024