رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قانون الأسفار _ أثناسيوس الرسولي ينابيع الخلاص القديس أثناسيوس الرسولي وحيث أننا قد ذكرنا الهراطقة كموتي، أما نحن فحائزين على الأسفار الإلهية التي لنا للخلاص. ولكنني أخاف – كما كتب بولس إلى الكورنثيِّين – أن يُخدع بعض البُسطاء منكم بسبب بساطتهم ونقاوتهم، بواسطة أذهان مثل هؤلاء الرجال، فيقرأون من الآن فصاعداً كتباً أخرى تُدعى أبوكريفيَّة تقودهم بعيداً بسبب تشابهها مع أسماء الكتب القانونية. فأطلب أليكم أن تحتملوا بصبر حين أكتب إليكم، متأثراً بحاجة ومصلحة الكنيسة، مذكراً بأمور أنتم مطَّلعون عليها. ولكي أباشر في ذكر هذه الأمور، ولكي أزكي موضوعي سوف أتخذ أسلوب لوقا الإنجيلي (لو 1)، فأبادر وأقول: إذ كان كثيرون قد أخذوا بإختزال وترتيب لأنفسهم الكتب المسماه أبوكريفية، وأن يخلطوها بالأسفار الإلهية الموحى بها، والتي نحن مقتنعون بها كليَّة، كما سلمها إلينا الذين كانوا منذ البدء معاينين وخُداماً للكلمة، وكما سُلمَت إلى الآباء. من الأوفق لي أيضاً وبسبب إلحاح من الإخوة الحقيقيين، وكما تعلمت من البداية، أن أضع أمامكم الكُتب القانونية التي سُلمت إلينا، والتي اعتُمدت كُتباً إلهيَّة، حتى أنه في نهاية الأمر، من وقع في الخطأ يدين أولئك الذين اقتادوه بعيدأً، ومن داوم ثابتأً في النقاوة يفرح أيضاً، واضعاً هذه الأمور في ذاكرته. ففي العهد القديم اثنان وعشرون سفراً، لأنه كما سمعتُ قد استقرَّ هذا العدد بين العبرانيين. وهي بالتتابع وطبقاً لأسمائها كما يلي: الأوَّل التكوين، ثم الخروج، وبعده اللاويين، وبعد ذلك العدد، ثم تثنية الإشتراع. ويتبع ذلك يسوع بن نون، ثم القضاة، ثم راعوث، وبعد ذلك الأسفار الأربعة للملوك، الأول والثاني في سفر واحد (حالياً: صموئيل الأول والثاني)، وهكذا الثالث والرابع في سفر واحد (حالياً: سفر الملوك الأول والثاني)، ثم سفرا أخبار الأيام في سفر واحد، ثم عزرا الأول والثاني في سفر واحد (أي عزرا ونحميا)، ثم كتاب المزامير، ثم الأمثال، ثم الجامعة، ونشيد الأنشاد، ويتبعه أيوب، ثم كُتب الأنبياء الإثني عشر في سفر واحد، ثم نبوَّة إشعياء في سفر واحد، ثم إرميا مع باروخ والمراثي والرسالة في سفر واحد، ثم حزقيال ودانيال كل منهما في سفر. إلى هنا تكون كملت أسفار العهد القديم. وليس الأمر مضجراً أن أتكلم أيضاً عن أسفار العهد الجديد، وهي: الأربعة أناجيل بحسب متى، مرقس، لوقا، يوحنا. وأعمال الرسل. وسبعة رسائل (تُسمَّى الجامعة) وهي: ليعقوب واحدة، ولبطرس اثنتان، وليوحنا ثلاث، وليهوذا واحدة. بالإضافة إلى أربعة عشرة رسالة لبولس كُتبت بالترتيب التَّالي: الأول إلى الرومان، ثم انثنتان إلى الكورنثيين، واحدة إلى الغلاطيين، ثم إلى الأفسسيين، ثم إلى الفيلبيين، ثم إلى الكولوسيين، واثنتان إلى التسالونيكيين، وتلك التي للعبرانيين، واثنتان إلى تيموثاوس وواحدة إلى تيطس، والأخيرة إلى فليمون. وإلى جانب ذلك رؤيا يوحنا. هذه هي ينابيع الخلاص، ومن يعطش فليرتوي بكلمات الحياة التي فيها. ففي هذه الأسفار وحدها ينادى بتعليم التقوى. فلا يتطاولن أحدُ فيضيف إليها أو يحذف منها شيئاً. وبخصوصها أخجل الرب الصَّدوقيين بقوله لهم: "تضلون إذ لا تعرفون الكتب" (مت 22)، ووبخ اليهود قائلاً لهم: فتشوا الكتب لأنها هي التي تشهد لي (يو 9). ولزيادة التدقيق أضيف إلى ذلك، كاتباً تحت إلحاح الضرورة، أنه توجد أيضاً كُتب أخرى – إضافة لما سبق - لم تُقبل حقاً ككتب قانونية إلا أن الآباء قد أوصوا بأن يطالعها المنضمون إلينا حديثاً، والراغبون في أن يتدرَّبوا في تعليم التقوى، وهي: حكمة سليمان، وحكمة سيراخ، وأسفار أستير ويهوديت وطوبيا، وذاك الذي يُدعى تعليم الرسل، والرَّاعي. الكتب السابقة يا إخوتي هي المتضمنة في القانون، أما الأخيرة فتُقرأ فحسب. ولا يوجد أيُّ ذكر للكتابات الأبوكريفية، فهذه اختراع هراطقة، يكتبونها كما يحلو لهم، واضعين عليها استحساناتهم، ومحددين لها تواريخ، لكي تبدو كتابات قديمة، لعلهم يجدون فرصة ليضلوا البسطاء. الترجمة العربية لهذه الرسالة الفصحية لأثناسيوس رقم 39 (لعام 367م) مأخوذة (بتصرف) من كتاب "الملامح الوثائقية والليتورجية لكنيسة الإسكندرية"، للأب أثناسيوس المقاري. |
|