منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 14 - 02 - 2015, 09:07 AM
الصورة الرمزية sama smsma
 
sama smsma Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  sama smsma غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

خمس عذارى جاهلات _ أغسطينوس

خمس عذارى جاهلات _ أغسطينوس




خمس عذارى جاهلات

بقلم القديس أغسطينوس



من الواضح، إن أولئك الخمسة من العشر عذارى اللواتي دخلن، والخمسة الأخريات اللواتي مُنعنَّ يشيران إلى الفصل بين الخير والشر. لكن، إذا كان لقب "عذارى" هو لقب شريف، لماذا نجد اللقب مشترك بين المرحب بهم وبين المطرودين؟ وكذلك، ماذا يعني رقم خمسة لكلتا المجموعتان؟ علاوة على ذلك، أمر الزيت وأهميته يظهر كأمر مُحيّر. بل وأمر محيّر أيضاً، كون العذارى الحكيمات لا يُشركن اللواتي طلبن منهن، مع أنه ليس من اللائق لأولئك الكاملات اللواتي إستقبلهن العريس - الذي بلا شك يُشير للرب يسوع المسيح - أن يبخلن بزيتهن، أولئك اللواتي يجب عليهن أن يكونوا رحومات وأن يعطوا مما عندهن، بحسب معرفتهن لوصية الرب القائل: "وكل من سألك فأعطه" (لو 6). وما هو هذا الذي في إعطاءه لا يمكن أن يكفي لكلاهما؟ هذه الأسئلة تزيد صعوبة الموضوع الحالي، هذا هو الحال عند دراسة أي موضوع بعناية. لذلك، يجب أن نتوخى الحذر لكي نربط كل شيء معاً في تفسير واحد واضح، ولا يقال شيء في جزئية ما يعرقل فهم جزئية أخرى.

لذلك، يبدو لي أن الخمس عذارى يُشيران إلى "ضبط للنفس ذو خمس أوجه"، من إنجذابات الجسد. إذ أن شهوات النفس يجب كبحها من لذة العيون، لذة الآذان، لذة الشم، لذة التذوق، لذة اللمس. لكن بما أن ضبط النفس هذا يُمارّس بعض الأحيان من أجل الله، لإرضائه في فرح الضمير الداخلي، ويُمارَّس بعض الأحيان الأخرى من أجل الناس فقط، للإستحواز على المجد البشري وإجتذابه، قيل في المثل أن هناك خمس عذارى جاهلات وخمسة حكيمات. إلا أنه مع هذا، كلا المجموعتان "عذارى"، لأن كلاهما يمارسن ضبط النفس، بالرغم من أن الفرح الناتج من ضبط النفس عند كلاهما مصادره مختلفة. علاوة على ذلك، المصابيح - لأنها محمولة باليد - تشير إلى الأفعال المعمولة والمتفقة مع ضبط النفس، إذ أنه قيل: "فليضئ نوركم هكذا قدام الناس" (مت 5).

والآن، الجميع
"أخذن مصابيحهن وخرجن للقاء العريس". اذن يجب أن نفهم أن أولئك موضع السؤال (الجاهلات) مسيحيات، لأن غير المسيحيين لا يمكنهم الذهاب لملاقاة المسيح العريس. "أما الجاهلات فأخذن مصابيحهن ولم يأخذن معهن زيتاً". في الحقيقة، بالرغم من أن كثير من الناس لهم رجاء كبير في صلاح المسيح، إلا أنهم ليس لهم فرح سوى الناتج من مدح وإطراء الناس، بينما يعيشون بشكل عفيف. لذلك ليس معهن زيت، إذ أن الزيت كما أظن يشير إلى الفرح الحقيقي. كما يقول مرتل المزامير: "من أجل ذلك، مسحك الله إلهك بدهن الإبتهاج" (مز 45). لكن ذلك الشخص الذي لا يحصل على أي فرح داخله نتيجة إرضاء الله لا يكون عنده أي زيت معه. "وأما الحكيمات فأخذن زيتاً في آنيتهن مع مصابيحهن"، أي حققن في قلوبهن وضمائرهن فرح الأعمال الصالحة، وفقاً لتحذير الرسول القائل: "ولكن ليمتحن كل واحد عمله وحينئذ يكون له الفخر من جهة نفسه فقط لا من جهة (رأي) غيره" (غلا 6: 4).

"وفيما أبطأ العريس نعسن جميعهن ونمن"، لأن كل أولئك الذين ينتمون للمنزلتان المتعلقتان بضبط النفس – أولئك الذين يبتهجان أمام الله، وأولئك الذين يجدون مسرة في إطراء الناس – سوف يجوزون الموت في هذا الوقت الفاصل الممتد إلى قيامة الأموات عند مجيئ الرب. "ففي نصف الليل" أي في الوقت الذي لا يعلمه أو يتوقعه أحد إذ أن الرب ذاته يقول: "وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد" (مت 24). علاوة على ذلك، الرسول يقول: "أن يوم الرب كلص في الليل هكذا يجيئُ"، أي أن موعد مجيئه مخفياً تماماً. "صار صراخ هوذا العريس مُقبل، فاخرجن للقائه". "في لحظة في طرفة عين عند البوق الأخير فإنه سيبوق فيقام الأموات" (1 كو 15). "فقامت جميع أولئك العذارى وأصلحن مصابيحهن"، أي إعددن أنفسهن لتقديم الحساب عن أعمالهن. "لأنه لابد أننا جميعاً نُظهر أمام كرسي المسيح لينال كل واحد ما كان بالجسد بحسب ما صنع خيراً كان أم شراً" (2 كو 5).


"فقالت الجاهلات للحكيمات أعطيننا من زيتكن فإن مصابيحنا تنطفئ"، فالنفس التي أعمالها مدعومة بمدح وإطراء الآخرين تُترَّك ناقصة عندما يُسحَّب ذلك المديح، وبحسب العادة تسعى هذه النفس دائماً وراء المديح من المصدر الذي إعتادت أن تستمد منه فرحها. وهكذا، الجاهلات يرغبن في وضع شهادة الناس - الذين لا يمكنهم رؤية القلب - أمام الله فاحص القلوب.

لكن بماذا أجابت الحكيمات؟ "لعله لا يكفي لنا ولكن"، لأن كل شخص سوف يعطي حساباً عن نفسه، ولا يمكن لأحد أن تعينه شهادة آخر أمام الله الظاهرة أمامه أسرار القلب. فكل شخص بالكاد يكفي نفسه حتى يشهد له ضميره. في الحقيقة "من يقول إني زكَّيت قلبي؟ (أم 9:20). لذلك يقول الرسول: "وأما أنا فأقل شيء عندي أن يُحكم فيَّ منكم أو من يوم بشر. بل لست أحكم في نفسي أيضاً" (1 كو 3:4). لهذا السبب، إذا كان الإنسان لا يستطيع - أو نادراً ما يستطيع - أن يكوِّن رأي صادق عن نفسه، فكيف يمكنه أن يحكم في شخص آخر، مع أن لا أحد يعرف ما بداخل الإنسان إلا روح الإنسان الساكن فيه؟!


"بل اذهبن إلى الباعة وابتعن لكنَّ". يجب أن لا ننظر لكلام العذارى الحكيمات هنا كأنه نصيحة مقدمة للجاهلات، بل ككشف وفضح لخطية العذارى الجاهلات بشكل غير مباشر. إذ أن باعة الزيت ما هم إلا المتملقين الذين يتسببون في إنحراف الأنفس بواسطة الإطراء الزائف غير المبني على الحقائق، الذين بتزويدهم المسرات الفارغة للجهلة يحصلون في المقابل على نوع ما من المكافأة منهم - سواء إن كان طعاماً أو مالاً أو كرامة أو بعض الفائدة الدنيوية - إذ أن هؤلاء الجاهلات لا يفهمن الآية التي تقول: "أولئك الذين يدعونك مباركاً، يجعلونك تضل" (إش 12:3 س). بل بالأحرى، التوبيخ من إنسان بار أفضل من تقبل المديح من إنسان خاطئ، إذ أنه قيل: "ليضربني البار رحمه منه ويوبخني، ولا يُزين زيت الشرير رأسي" (مز 141).

"بل اذهبن إلى الباعة وابتعن لكنَّ"، لنتأمل الآن أي مساعدة تحصل عليها من أولئك المعتادين على بيع المديح لك، الذين يقودونك نحو الخطأ فتسعى وراء الإطراء والمديح من الناس وليس من الله. "وفيما هُنَّ ذاهبات ليبتعن جاء العريس"، أي بينما هم منشغلين بالأمور الخارجية، يطلبون المسرة من الأمور المعتادة، لكونهم لم يعرفوا الأفراح الداخلية، جاء الديان، "والمستعدات"، أي أولئك الذين ضمائرهم تشهد لهم حسناً أمام الله، "دخلن معه إلى العرس"، أي المكان الذي تتحد فيه النفس المستقيمة مع "كلمة الله" البار الكامل الأبدي، لكي تصير نفساً مثمرة.



"وأغلق الباب"، أي بعد قبول أولئك الذين تغيروا وتحولوا إلى الحياة الملائكية. إذ "لا نرقد كلنا ولكننا كلنا نتغير" (1 كو 15)، تكون فرصة دخول ملكوت السموات قد أغلقت، لأنه بعد الدينونة لا تبقى أي فرصة سانحة للصلاة والإستحقاقات. "أخيراً جاءت بقية العذارى أيضاً قائلات يا سيد يا سيد افتح لنا". لم يقل أنهم أشتروا زيتاً، لذلك ندرك أنهن وصلن إلى نقطة التوسل إلى الله في مصيبتهن ومآساتهن العظيمة، إذ أن التلذذ بمدح الآخرين أختفى ولم يعد باقياً.



لكن شديدة هي صرامة الله عند الدينونة، بعد أن كانت رحمته فائقة الوصف قبل الدينونة تُمنَّح مقدماً. لذا يُجيب العريس: "الحق أقول لكن إني ما أعرفكن". إن العريس يفعل ذلك بموجب الحكم الذي بمقتضاه لا يسمح "حكمة الله" بدخولهن إلى فرحه، لكونهن تظاهرن بالعمل بحسب وصاياه، أما نيتهن فكانت لإرضاء البشر.

ثم نسمع الخاتمة: "فاسهروا إذاً لأنكم لا تعرفون اليوم ولا الساعة"، ليس فقط لا يعرف أحد اليوم ولا الساعة التي لآخر لحظة في الزمان عندما يأتي العريس، بل أيضاً لا يعرف أحد يوم وساعة موته. إلا أنه أي شخص يكون مستعداً حتى عند ساعة نومه - فالموت دين على كل واحد - سوف يُوجَّد أيضاً مستعداً في الساعة التي يتم فيها سماع ذلك الصوت الذي يوقظ الجميع في نصف الليل.







رد مع اقتباس
قديم 14 - 02 - 2015, 02:55 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,299,803

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: خمس عذارى جاهلات _ أغسطينوس

ربنا يبارك حياتك
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
يا الله ساعدنا لئلا نكن كعذاري جاهلات
عذارى مستعدات
عذارى حكيمات
العشر عذارى
العشرة عذاري


الساعة الآن 03:26 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025