رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سلسلة مخافة الله 11 تصل إلي مخافة الله بالخشوع واحترام المقدسات بقلم قداسة: البابا شنودة الثالث إذا وقفت لتصلي, تذكر أمام من أنت واقف؟.. أنت واقف أمام ملك الملوك ورب الأرباب أمام هذا الإله المهوب, الذي تقف أمامه الملائكة بخشية.. الشاروبيم والسارافيم: بجناحين يغطون وجوههم وبجناحين يغطون أرجلهم.. والأربعة والعشرون كاهنا الجلوس علي عروشهم, يطرحون أكاليلهم أمام عرشه, ويسجدون للحي إلي أبد الآبدين, وهم يقولون أنت مستحق أيها الرب أن تأخذ المجد والكرامة والقدرة لأنك أنت خلقت كل الأشياء, وهي بإرادتك كائنة (رؤ 4: 10, 11). وأنت أين مخافة الله في قلبك أثناء صلاتك؟ ليتك تقف أمامه بالهيبة التي تقف بها أمام رؤسائك!! يقول مارإسحق عن مخافة الله أثناء الصلاة قف أمام الله في الصلاة, كما لو كنت واقفا أمام لهيب نار إن أبانا إبراهيم حينما وقف أمام الله, قال شرعت أن أكلم المولي, وأنا تراب ورماد (تك 18: 27). أتقول إنك في صلاتك تكلم أبا؟.. نعم, ولكنه ليس أبا عاديا, وإنما علمنا الرب أن نقول أبانا الذي في السموات تذكر إذن عبارة السموات هذه, التي هي عرش الله (مت 5: 34) لذلك نحن حينما نصلي, نرفع أعيننا إلي فوق, متذكرين عرش الله في السماء. مارإسحق يتحدث عن الزي الحسن أثناء الصلاة. الذي من أهم مظاهره جمع الحواس, وجمع الفكر.. قف في صلاتك بتوقير, في مهابة, عالما أمام من أنت واقف. قف منتصب القامة لا تحرك يديك ولا رجليك ولا تسمح لحواسك أن تنشغل بشيء آخر, ولا أن تقطع صلاتك بأي شيء يستفلت حواسك, فتلتفت إليه وتسرح بعيدا عن الله. وبين الحين والآخر, تبرهن علي احترامك لله, بالانحناء أو الركوع أو السجود وأنت مركز الفكر في حديثك مع الله. سألني البعض لماذا أصلي, وأفكاري تطيش في موضوعات أخري؟ فقلت له: لأنها صلاة خالية من مخافة الله حقا, لو أن مخافة الله ثابتة في قلبك, لكنت تصلي بفكر مركز, ولا يسرح عقلك في شيء آخر أثناء حديثك مع الله ولا تظن أن بنوتك لله تنسيك مهابته!! وإن حاول فكرك أن يطيش, أرجعه بسرعة.. ربما لم يتعود التركيز بعد لذلك دربه علي الثبات في الرب. كذلك الذي يصلي بلا فهم, وبلا مبالاة, أو ينسي ما يقول.. هذا أيضا يصلي, وليست مخافة الله في قلبه.. إنه ليس احتراما لله, أن تتحدث معه هكذا, بلا خشوع, وبلا فهم.. أو أن تنشغل بغيره أثناء حديثك معه, أو أن تكلمه وأنت لا تدري ماذا تقول!! أو أن تسرع في صلاتك لكي تنتهي منها بسرعة, كأنك قد ملك من الحديث مع الله! أو لديك أمور أخري أهم تريد أن تنشغل بها!! أو أسوأ من هذا, أن تقول: ليس لدي وقت للحديث مع الله!! وكل هذا يدل علي عدم المخافة. إن مخافة الله تمحنك احترام الله في صلاتك وأيضا الخشوع في الصلاة يوصلك إلي مخافة الله. وتدخل في هذا الخشوع, ألفاظ الاتضاع التي تستخدمها في الصلاة. كأن تبدأ صلاتك بعبارات التمجيد والتسبيح, وتقول من أنا يارب حتي أتحدث إليك؟ أنا التراب والرماد, أنا الخاطئ المتدنس.. كذلك تذكر اسم الرب بكل إجلال, وليس مثل الذين يقولون يا يسوع, يا يسوع بل كن مثل السارافيم الذين يقولون قدوس قدوس, قدوس رب الجنود. مجده ملء كل الأرض (إش 6: 3) فتهتز الأساسات لصلواتهم. وكما تظهر مخافة الله في صلاتك, تظهر أيضا في علاقتك بكتاب الله وبيت الله, وكل ما يتعلق بالله. فتدخل إلي الكنيسة بكل احترام, وأنت تصلي في قلبك وتقول للرب أما أنا فبكثرة رحمتك أدخل إلي بيتك وأسجد قدام هيكل جسدك بمخافتك (مز 5: 7). أشعر وأنت في الكنيسة, أن هذا هو بيت الله وبيت الملائكة وبيت العبادة. وأذكر قول المزمور: لبيتك ينبغي التقديس يارب كل الأيام (مز 93: 5) هذا التقديس يمنحك مهابة للكنيسة, ومهابة للهيكل, ومهابة للأسرار المقدسة للصلوات.. ولا تتكلم في الكنيسة مع أحد أثناء الصلوات فهذا يدل علي عدم احترامك للكنيسة, وعدم احترامك للصلاة, وانشغالك عنها بالكلام, وعدم اشتراكك في الصلاة وكل هذا يدل علي أنك قد دخلت إلي الكنيسة بغير مخافة الله! ليتك تذكر قول أبينا يعقوب أبي الآباء: ما أرهب هذا المكان ما هذا إلا بيت الله, وهذا باب السماء (تك 28: 17). نعم رآه مكانا رهيبا, وخاف, علي الرغم من محبة الله التي أظهرها له في ذلك المكان, وافتقاده بالسلم السمائي وبنظره للملائكة. لاشك أن المكان الذي يحل فيه الرب, هو مكان رهيب والمكان الذي يحل فيه الروح القدس عاملا في الأسرار المقدسة, هو مكان رهيب. من أجل هذا, لما اقترب موسي من موضع يكلمه فيه الله, قال له الرب, ليدخل الخشية إلي قلبه: اخلع حذاءك من رجليك. لأن الموضع الذي أنت واقف عليه أرض مقدسة (خر 3: 5). ونفس الكلام قيل أيضا ليشوع النبي (يش 5: 15) إن خلع الحذاء يرمز إلي خلع كل الأمور المادية والأرضية, أثناء وجودك في بيت الله.. كما يدل علي احترام الأماكن المقدسة. علي الأقل نقف في الكنيسة بمخافة الله, ونجلس فيها - وقت الجلوس - بمخافة الله ولا نتكلم مع من يجلس إلي جوارنا ونحكي!! ونعلق علي ما نسمعه وما نراه!! إن الذي يفعل هكذا, ليست فيه مخافة الله, وكذلك الذي يدخل إلي الكنيسة وفي يده مجلة, أو في جيبه علبة سجاير!! الذي لا يوقر بيت الله, طبيعي لا يوفر الله نفسه. فإن وقر الله سيوقر بيته. نقول هذا ونحن نأسف لبعض المسئولين في الكنيسة من خدامها, الذين يدخلون الكنيسة بسلطان, بغير هيبة للمكان يأمرون وينهون ويرفعون صوتهم, ويمشون في عظمة!! ولا يفرقون, بين بيت الله وبيوتهم الخاصة!! أما الذي يهاب الكنيسة, فمن الطبيعي أن يهاب الهيكل بالأكثر. ولذلك فنحن في كنيستنا القبطية لا ندخل إلي الهيكل مطلقا بأحذيتنا. كما تفعل كنائس الغرب!! ولا نسمح بالدخول إلي الهيكل, إلا لخدام المذبح فقط ونحن نسجد أمام الهيكل والأب الكاهن يبخر أمامه ونحيط الهيكل بلون كبير من المهابة وبالأكثر مذبح الله الذي يوجد في داخله, الذي نرفع حوله البخور. أما الذين لا يهابون الهيكل ولا المذبح, فسيأتي وقت عليهم لا يهابون فيه الأسرار المقدسة أيضا!! المهابة أيضا ينبغي أن تشمل الكتاب المقدس لذلك فعند قراءة الإنجيل في الكنيسة المقدسة, يصبح الشماس قائلا قفوا بخوف من الله, وأنصتوا لسماع الإنجيل المقدس, فيقف الشعب كله احتراما, ورئيس الكهنة ينزع تاجه من فوق رأسه خشوعا أمام كلمة الله. بل قبل قراءة الإنجيل, يصلي الكاهن أو شية يقول فيها للرب اجعلنا مستحقين أن نسمع ونعمل بأناجيلك المقدسة, بطلبات قديسيك. ويرفع البخور ونقبل الإنجيل. فهل بنفس الاحترام نتعامل مع الكتاب المقدس في بيوتنا؟ هناك أشخاص قد يضعون الكتاب المقدس في أي مكان في بيوتهم. وقد يكون تائها وسط الكتب! أما الإنسان الروحي الذي يخاف الله, فلا يضع شيئا فوق الكتاب المقدس. الكتاب المقدس لا يوضع فوقه إلا الصليب أو كتاب مقدس آخر. هكذا نحترمه ونوقره كذلك نقرأ الكتاب في توقير داخل بيوتنا. وبقدر ما نهاب الكتاب, نهاب أيضا الوصايا المكتوبة فيه, وتدخل مخافة الله في قلوبنا. ينبغي أن يفرق كل إنسان بين قراءة الكتاب المقدس وقراءة أي كتاب آخر. فلا تقرأ الكتاب وأنت نائم, أو وأنت مستلق في استرخاء أو وأنت تشرب كوبا من الشاي. كل هذه الأخطاء تطرد مخافة الله من قلبك. هناك من يبدأون قراءة الكتاب بصلاة. وهذا أفضل كما يصلي الكاهن قائلا اجعلنا مستحقين أن نسمع ونعمل بأناجيلك المقدسة مجرد السماح يحتاج إلي صلاة وإلي استحقاق. وإلي رفع بخور في الكنيسة فلنأخذ من هذا درسا. تلزمنا أيضا المخافة في كل ما يتعلق بالله المخافة أثناء حضور القداس الإلهي. هذه المخافة التي يفقدها البعض, وهم يستعمون إلي القداس المذاع أم إلي القداس المسجل علي شريط كاسيت أو شريط فيديو. فيستمعون وهم منشغلون ببعض أمور البيت, أو وهم في العربة مركزين في قواعد المرور وهم جلوس!! يستحسن في العربة استبدال القداسات المسجلة, بألحان أو عظات أو تراتيل. كذلك من احترام القداس أن تحضر إليه مبكرا, ولا تخرج أثناءه, بل بعد سماح البركة والتسريح. وكذلك كل أنواع المخافة التي تتعلق بالتناول: مثل الاستحقاق للتناول من توبة وصلح وصوم والهيبة أثناء التناول وعدم التزاحم, والصلاة قبل التناول وبعده والحرص الجسدي أيضا. إن الذي يهاب الكنيسة والهيكل والتناول, لابد أن مخافة الله تسكن في قلبه. كذلك الذي يهاب رجال الله من ملائكة وبشر. فيهاب الملاك الحارس له, ويستحي من أن يخطئ أمامه, ويهاب ملائكة المذبح والذبيحة, وملائكة الكنيسة. كذلك الذي يهاب أرواح الذين انتقلوا, ويخاف أن ينظروا إليه وهو في حالة خطية, أو يروا أي منظر له يعمله في الخفاء, أو أي رياء يظهر به أمام الناس! كذلك الذي يهاب رجال الكهنوت عموما, وأيضا الأب الروحي والإرشاد الروحي, عالما أنهم وكلاء لله علي الأرض (تي 1: 7) ووكلاء سرائر الله (1كو 4: 1). لاشك أن الذي يهاب ملائكة الله, ورجال الله, وقديسي الله, لابد أن مخافة الله تدخل إلي قلبه. بل إن كثيرين يحترمون مجرد أيقونة القديس والكنيسة تبخر أمام أيقونات القديسين المدشنة, وترتل الألحان تمجيدا للملائكة والقديسين فكم بالأولي خالقهم. وكما نوقر رجال الرب, نوقر أيضا يوم الرب فالذي بكل مخافة, يخشي أن يكسر تقديس يوم الرب, لابد أن تكون مخافة الله ساكنة في قلبه وبنفس الوضع الذي يخشي أن يكسر وصية الصوم لأي سبب من لاأسباب, ولا يتهاون في ذلك, لابد أن تكون مخافة الله ساكنة في قلبه. كذلك يصل إلي مخافة الله من يحرص علي عهوده مع الله ويوفي للرب نذوره. ولا يحاول بعد أن ينذر نذرا, أن يتفاوض في الأمر, من حيث الوفاء بالنذر, أو تغييره, أو تأجيله, غير واضع في قلبه أن النذر هو اتفاق بينه وبين الله واجب الاحترام والهيبة, كما قال الكتاب.. خير لك أن لا تنذر من أن تنذر ولا تفي (جا 5: 5). إن الالتزام بالنذور والعهود, توصل الإنسان إلي مخافة الله, وكسر النذر يطرد مخالفة الله من القلب. تبقي أمور أخري متفرقة تساعد علي الوصول إلي مخافة الله, أرجو أن أتحدث عنها في العدد المقبل إن أحبت نعمة الرب وعشنا. |
13 - 05 - 2012, 05:20 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| مشرفة |::..
|
ميرسي كتير لموضوعك الجميل ربنا يباركك |
||||
24 - 08 - 2016, 11:33 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: سلسلة مخافة الله 11
العظة مفيدة جداً
ربنا يبارك خدمتك |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
سلسلة مخافة الله (13) |
سلسلة مخافة الله (4) |
سلسلة مخافة الله (8) |
سلسلة مخافة الله (7) |
سلسلة مخافة الله-6 يمكنك الحصول علي مخافة الله |