رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لماذا تعترفون بجهالتكم ولماذا نفوسكم بهذا العطش
في طفولتي وبداية أيام شبابي قبل خوضي في تجارب الحياة، شعرت بحنين داخلي يؤلمني دون أن يجرحني، يقرع باب قلبي دون أن يحطمه، يشدني نحو شيء اشعره قريب مني ولكنه في أعماقي بعيد لا تطوله يداي، فحاولت أن اقطع رحلة في داخلي وأحاول أغوص في نفسي لأعرف ما الذي يجرى وإلى من يشدني إليه حنيني ورغبتي أن أعرفه... لكني لم أصل إليه بل تهت في أعماقي لأني تعثرت في أثاثات محطمة كثيرة وأتربة تعلوها ثارت كلها عليَّ كادت أن تخنقني، وحينما أردت ان انفضها عني تصاعدت الأتربة فانعدمت الرؤيا تماماً وتعذر عليَّ أن أتنفس نسمة هواء نقية، فصرخت من أعماقي، الا يوجد منقذ يخرجني من ها هُنا... فصارت طلبتي صلاة تحولت لصراخ دموع محجوبة في عيني، وشعرت إن نفسي مريضة على فراش الموت جليسة في قبر الموت رائحته خانقة، وكم تضرعت لأجلها، وكم كنت اسعى أن تُشفى لتعود صحيحة معافة قوية نظيفة مرتبة لكني يأست من شفائها، حتى اني قلت أود ان أموت فارتاح من أنينها... لكن ما هذا النور الذي يشق ظلمة قبري، وما هذه الرائحة الزكية التي تبدد رائحة موتي الخانقة، أنها شمس نهار عجيب تخترق ظلمتي، هذا ما رأيته من بعيد يقترب نحوي هادئاً !! ولكن كلما اقترب أجد أن هناك ملامح وجه لا أتبينه، ولكنه صار أشد قُرباً بطريقة عجيبة مدهشة، كلمني قائلاً لا تخف إني أنا هوَّ، ويا لدهشتي، فقد عرفته إذ أن كلامه تغلغل قلبي بإعلان مظهراً ذاته لي، كم كنت أعمى لا أدرك على من أبحث لأني لم أكن أعرفه، لقد انتعشت نفسي كباكورة العنب، وفرح قلبي بك بنور وجهك أهتدي. أنظروا يا إخوتي لحكايتي وموضوع مسرتي، فمُنذُ شبابي وأنا أسير في طريق الحياة، أحياناً أُخفق حينما أتباعد عن النور الذي أشرق في قلبي، واحياناً أنجح واُسر جداً وابتهج كلما اقترب منه فانعكس على داخلي. وما إن أملت أُذني إليه قليلاً حتى كُفئت بكثير من المعرفة. وكان لي فيها نجاح عظيم. فالإكرام كُله لمن أتاح لي الحكمة. لقد عزمت أن أعمل بالحكمة، فاتبعت الخير ولا أندم على ما فعلت. وكافحت من أجل الحكمة لأني خضعت للنعمة واتكلت على المحبة الأبوية، وكُنتُ حريصاً على الوصية في كل ما أعمل... وجهت قلبي إلى اقتناء الحكمة، وبالطهارة الممنوحة كهبة وجدتها. بها حصلت على الفهم والإدراك بوعي الذهن المنفتح على الله، فلن أقع في حيرة من أمري. ولأني تُقتُ بحماسة إلى السعي الدائم وراءها واكتشفتها، جُزيت خير جزاء. لأن الرب منحني الفصاحة التي بها أُسبحهُ. فتعالوا الآن أيها المحتاجون إلى التأديب ولازموا مدرستي مدرسة المحبة الملوكية. فلماذا تعترفون بجهالتكم ولماذا نفوسكم بهذا العطش ولا تُحركون ساكناً ! لو سلكتم طريق الله لعشتم حياتكم في سلام مدى الأيام. فتعلموا أين الحكمة وأين القوة وأين الفهم، حتى تعرفوا أين الحياة وأين النور لعيونكم وأين السلام وطول البقاء، فالحكمة معرفة القدوس الحي طبيب النفس، واقتنائها بالإصغاء لكلمة الله والإيمان بها والعمل بوصايا الله والتمسك بشريعته الخالدة، كل من تمسك بها فلهُ الحياة، والذين يهملونها يموتون، فارجعوا يا بَني الإنسان واحتفظوا بها في قلوبكم، سيروا في ضوئها لتُنير طريقكم. فيها تجدون مَجدكم. فلا تدعوا أحد يفقدكم إياها ولا غرور الحياة الباطلة وشهواتها، وطوبى لكل من يأتي إلى الله عطش جوعان لبره لأنه ينال منه نعمة ويذوق الفرح ويدخل في شركة الله والقديسين في النور آمين التعديل الأخير تم بواسطة Mary Naeem ; 11 - 02 - 2015 الساعة 04:54 PM |
12 - 02 - 2015, 07:54 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| مشرفة |::..
|
رد: لماذا تعترفون بجهالتكم ولماذا نفوسكم بهذا العطش
|
||||
12 - 02 - 2015, 03:34 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: لماذا تعترفون بجهالتكم ولماذا نفوسكم بهذا العطش
شكرا على المرور |
||||
|