رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أشربه معكم جديداً _ أوريجانوس أشربه معكم جديدأً العلامة أوريجانوس ما معنى القول: "من الآن لا أشرب من نتاج الكرمة هذا إلى ذلك اليوم حينما أشربه معكم جديداً في ملكوت أبي" (مت 29). فيما سبق، قلنا أن وعد هذا الشراب الحسن قد أعطي إلى القديسين، في قولهم: "كأسي ريَّا" (مز 23). ونقرأ أشياء مماثلة في العديد من مقاطع الكتاب المقدس الأخرى، على سبيل المثال: "يروون من دسم بيتك ومن نهر نعمتك تسقيهم" (مز 36). وفي سفر إرميا، يقول الرب: "وتكون نفسهم كجنة رَيَّا .. وأروي نفس الكهنة من الدسم" (إر 31). وإشعيا يقول: "هوذا عبيدي يشربون وأنتم تعطشون" (أش 65). حول هذا النوع من السُكر، تجدون تذكرة كثيرة في الكتاب المقدس. بلا شك، هذا السُكر معناه فرح النفس وبهجة العقل. أتذكر أننا في موضع آخر قد ميّزنا بين السكر بالليل (1 تس 5: 7) والسكر بالنهار. لذا، بعد أن فهمنا ما هو سُكر القديسين، وكيف أن هذا السُكر موهوب في الوعود الإلهية لبهجة القديسين، لنتأمل الآن كيف أن مخلصنا لن يشرب الخمر حتى يشربه جديداً مع القديسين في ملكوت الله. إن مخلصي حتى الآن يرثو ذنوبي. إن مخلصي لا يمكنه الإبتهاج بينما أنا مستمر في الخطيئة. لم لا؟ لأنه شفيع عن خطايانا أمام الآب، كما يُعلن تلميذه يوحنا الكاهن قائلاً: "إن أخطأ أحدُ فلنا شفيع عند الآب يسوع المسيح البار، وهو كفارة لخطايانا" (1 يو 2). كيف إذاً ذاك "الشفيع عن خطاياي" يشرب خمر الفرح متى أحزنته أنا بالإثم؟ كيف هذا الذي يقترب من المذبح ليقدم ذاته عن خطاياي يبتهج متى كانت أحزان ذنوبي تصعد إليه دائماً؟ هو يقول: "أشربه معكم جديداً في ملكوت أبي". لا يمكنه شرب الخمر وحده - الذي وعد بشربه معنا - طالما نحن لا نتصرف بما يليق للصعود إلى الملكوت. لذا، هو في حزن طالما نحن مستمرين في الخطأ. لأنه إذا كان رسوله بولس "ينوح على كثيرين من الذين أخطأوا من قبل ولم يتوبوا عن أفعالهم" (2 كو 12: 21)، فماذا أقول عن ذاك الذي يُدعى "ابن محبته" (كو 1)، الذي "أخلى نفسه" (في 2) من أجل عظم محبته لنا؟ بالرغم من كونه "معادلاً لله"، لم "يطلب ما لنفسه" بل طلب ما لنا وأخلى نفسه من أجل هذه الغاية. إذا كان هكذا الرب (بتجسده) قد إلتمس صالحنا، ألا يلتمسنا الآن؟ ألا يفكر في ما هو لخيرنا؟ ألا يحزن على أخطائنا؟ وألا يبكي على خرابنا وإخفاقاتنا؟ ذاك الذي بكى على أورشليم وقال لها: "كم مرة أردت أن أجمع أولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها ولم تريدوا" (مت 23). إذن، كيف يمكن لذاك الذي تحمل جراحاتنا وتألم من أجلنا - كطبيب لنفوسنا وأجسادنا - يكون غير مبالي قط بنتانة جروحنا؟! - كما يقول النبي: "جروحي أنتنت وقاحت من جراء حماقتي" (مز 38). إذاً، لهذه الأسباب، الرب "يظهر الآن أمام وجه الله لأجلنا" (عب 9:24، 7: 25). يقف أمام المذبح ليقدم لله شفاعة من أجلنا. وبينما كان على وشك الإقتراب من هذا المذبح قال: "من الآن لا أشرب من نتاج الكرمة هذا إلى ذلك اليوم حينما أشربه معكم جديداً". لذا، هو ينتظر منّا أن نتغيَّر، أن نحاكي مثاله، أن نتتبع خطواته، وذلك لكي يبتهج معنا، ويشرب الخمر معنا في ملكوت أبيه. ولأن "الرب رحيم ورؤوف" (مز 103)، فهو يبكي مع الباكين، ويتوق للفرح مع الفرحين (رو 12) بشعور أعظم من شعور الرسول (بولس). وكم بالأكثر ينوح الرب على الكثيرين الذين أخطأوا من قبل ولم يتوبوا (2 كو 12). فنحن لا يجب أن نعتقد أن بولس يبكي على الخطأة وينوح على الآثمين، بينما يمتنع ربي يسوع عن البكاء، عندما يقترب إلى الآب، عندما يقف عند المذبح ليقدم شفاعة من أجلنا. فهذا ليس مجال شرب خمر الفرح عند صعوده للمذبح، لأنه ما زال يحمل مرارة ذنوبنا. فهو لا يريد أن يكون هو الوحيد الذي يشرب الخمر في ملكوت الله. بل هو ينتظرنا، كما قال، "إلى ذلك اليوم حينما أشربه معكم جديداً". إذن، نحن الذين نؤخر فر ح الرب، بإهمال حياتنا. أنه ينتظرنا لكي يشرب من ثمر الكرمة. من أي كرمة؟ من تلك الكرمة التي كان لها مثالاً: "أنا الكرمة وأنتم الأغصان". لذلك يقول: "دمي مشرب حق وجسدي مأكل حق" (يو 6)، فهو بلا شك "غسل بالدم لباسه وبدم العنب ثوبه" (تك 49). ما هذا؟ أنه ينتظر البهجة. متى يتم ذلك؟ يقول الرب: عندما أتمم العمل الذي أعطاني الآب (يو 17). متى يُكمل العمل؟ عندما يجعلني أنا - آخر الخطاة وأكثرهم بشاعة – شخص تام وكامل، عندئذ يكون قد أنهى عمله. فعمله الآن مازال غير كامل طالما أنا أظل ناقصاً. وطالما أنا لست بعد خاضعاً للآب، لا يقال عن المسيح أنه "خضع" للآب بعد (1 كو 15). ليس لأنه في حاجة للخضوع للآب، بل من أجلي أنا - الذي لم يُتمم عمله فيَّ بعد - لا يقال أنه "خضع"، لأننا "جسد المسيح وأعضاؤه أفراداً" (1 كو 12). حتى الرسل لم يحصلوا بعد على فرحهم، لكنهم ينتظرون أيضاً حتى أشترك أنا في فرحهم. فالقديسين، عندما يتركون هذا المكان، لا يحصلون مباشرة على كامل مكافآتهم المستحقة لهم، بل هم أيضاً ينتظروننا حتى ولو تأخرنا أو بقينا. إذ أنهم لا يحوزون على الفرح الكامل طالما هم يحزنون على أخطائنا ويبكون على ذنوبنا. ربما لا تصدقونني عندما أقول هذا - فمن أنا حتى أكون جريء هكذا في تأكيد هذا التعليم؟ - لكنني أقدِّم لكم شهادة لا تقبل الشك، شهادة الرسول بولس "مُعلم الأمم في الإيمان والحق" (1 تي 2). في رسالته إلى العبرانيين، بعد أن عدَّد جميع الآباء القديسين الذين تبرروا بالإيمان، أضاف بعد ذلك: "فهؤلاء كلهم مشهوداً لهم بالإيمان لم ينالوا الموعد. إذ سبق الله فنظر لنا شيئاً أفضل لكي لا يُكملوا بدوننا" (عب 11). إذاً، كما تروا، إبراهيم مازال ينتظر لكي يحصل على الأمجاد الكاملة، وإسحق ينتظر، ويعقوب وكل الأنبياء ينتظروننا، حتى ينالوا النعيم الكامل معنا. إذاً، عندما تغادر هذه الحياة سوف تبتهج لو كنت مقدساً. لكن عندما لا يكون أي عضو من أعضاء الجسد ناقص، آنذاك سوف يكمل الفرح. إذ أنك سوف تنتظر الآخرين، تماماً كما كان ينتظرك الذين سبقوك. لأنه إذا كان الفرح لا يكون كاملاً بالنسبة لك، كعضو عندما يكون عضو آخر مفقود، فكم يعتبر بالأكثر ربنا ومخلصنا – الذي هو الرأس والمؤسس للجسد كله – فرحه غير كامل طالما أنه يرى أحد أعضاء الجسد مفقوداً من جسده. ربما لهذا السبب، سكب صلاته للآب: "مجدني أنت أيها الآب عند ذاتك بالمجد الذي كان لي عندك قبل كون العالم ... ". (يو 17). هكذا هو لا يريد أن يتقبل مجده الكامل بدوننا، أي بدون شعبه الذي هو جسده وأعضاؤه. لأنه هو نفسه يريد أن يعيش في هذا الجسد الذي لكنيسته، في أعضاء شعبه، أي في نفوسهم، حتى يكون كل دوافعهم وكل أعمالهم وفقاً لإرادته الخاصة، بحيث يتحقق قول النبي حقاً فينا: "وأجعل مسكني في وسطكم .. وأسير بينكم" (لا 26). |
09 - 02 - 2015, 08:01 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: أشربه معكم جديداً _ أوريجانوس
مشاركة جميلة جدا ربنا يبارك حياتك |
||||
09 - 02 - 2015, 08:12 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | |||
..::| VIP |::..
|
رد: أشربه معكم جديداً _ أوريجانوس
ربنا يعوض تعب محبتك
|
|||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أقرع معكم صدري وأطلب معكم الصفح أترجى معكم مراحم الله |
أني معكم حينما لا يبقي أحد معكم لأني أبوكم |
أنا معكم، امامكم، حولكم، دائما معكم |
أشربه معكم جديداً _ ساويرس الأنطاكي |
أشربه معكم جديدًا في ملكوت أبي |