رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الجبهة الوسطية ترد على ادعاء داعش بجواز حرق الكساسبة
نقلا عن الوطن أعدت اللجنة الدينية للجبهة الوسطية، دراسة شرعية فندت فيها ما أدعى تنظيم "داعش"، أنه تأصيلًا شرعيًا لجواز قتل وحرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة، قصاصا وردة. وقالت اللجنة، في بيان لها اليوم، إن "داعش" قتل الكساسبة، لحجتين أولهما الردة، وثانيهما القصاص لقتلى الأطفال والمسلمين من ضربات التحالف وقنابلها التي حرقتهم، الأمران الذين لم يثبتا عن الكساسبة الردة أو قتله أطفال المسلمين أو المسلمين. وأضافت اللجنة "الردة نوعين كما أجمع الفقهاء، (مغلظة) لسب الله أو النبي صلى الله عليه وسلم فلا تقبل توبته، ويرى بعض العلماء أنه يقتل من جانب ولي أمر المسلمين، وإما (مجردة) فتقبل توبته ويخلى سبيله وذلك قول جميع العلماء، ولم يثبت على الكساسبة ردته، سواء قبل وقوعه بين أيدي (داعش) أو بعدها، كما أنه لم يثبت أنه هو الذي قتل المسلمين وأطفالهم يقينًا، كما يدعي (داعش)، فالأمر مع تأكيد عدم تكفير أحد إلا ببينة". أحاديث النبي في البخاري وأبوداوود واضحة بحرمة استخدام الحرق.. وأقصى حد في الإسلام "الحرابة" ولا يتضمن الحرق وتابعت "في أحسن تقدير، فإن الأمر يدخل في نطاق: (وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) الحجرات:9، والنبي صلى الله عليه وسلم، أطلق سراح أسرى بدر وأخذ منهم الفداء، ووكل لمن لا يملك منهم تعليم صبيان الميدان القراءة كفداء له، ومعلوم أنهم مشركون كفار كفر أصلي، كما أن علي كرم الله وجهه أطلق سراح أعدائه الذين أسرهم في معركة الجمل وفي معاركه مع معاوية، ولم يأخذ منهم سبيًا أو يضرب عنق أحد". ورفضت اللجنة الدينية، التأصيل الشرعي الذي أصدره "داعش" لحرق "الكساسبة"، باستعانتها بالآية "وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به" النحل: 126، بحجة أن القنابل العنقودية والصواريخ الثقيلة والمواد المشعّة التي يطلقها الأمريكيون على المسلمين تحرقهم، فإن صح هذا القول ما الدليل أن الكساسبة هو الذي أطلق تلك القنابل العنقودية الحارقة، الأمر الذي نفاه "داعش" نفسه في حواره الذي نشرته مجلتهم "دابق" مع الكساسبة، قال إن مهماته كانت استطلاعية لأماكن الدفاع الجوي. وأكملت "أقصى حد في الإسلام، هو حد الحرابة، الذي ورد في الآية 33 من سورة المائدة "إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ"، لا يتضمن الحرق، ما يؤكد أن الحرق ليس عقوبة إسلامية. واستطردت "كما أن النبي صلى الله عليه وسلم، نسخ في حديثه المتأخر في آخر حياته، بعد الانتهاء من فتح مكة الذي ورد في صحيح البخاري الذي حمل رقم 2954، عن أبي هريرة: بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ فِي بَعْثٍ، وَقَالَ لَنَا إِنْ لَقِيتُمْ فُلاَناً وَفُلاَناً- لِرَجُلَيْنِ مِنْ قُرَيْشٍ سَمَّاهُمَا - فَحَرِّقُوهُمَا بِالنَّارِ، قَالَ ثُمَّ أَتَيْنَاهُ نُوَدِّعُهُ حِينَ أَرَدْنَا الْخُرُوجَ فَقَالَ: إِنِّى كُنْتُ أَمَرْتُكُمْ أَنْ تُحَرِّقُوا فُلاَناً وَفُلاَناً بِالنَّارِ، وَإِنَّ النَّارَ لاَ يُعَذِّبُ بِهَا إِلاَّ اللَّهُ، فَإِنْ أَخَذْتُمُوهُمَا فَاقْتُلُوهُمَا"، وفي حديث أبي داوود بإسناد صحيح، عن ابن مسعود، أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى قرية نمل حرقناها فقال من حرق هذه، قلنا: نحن، قال: إنه لا ينبغي أن يعذب بالنار إلا رب النار". اللجنة الدينية توصي الأزهر والأوقاف بفتح حوار ديني وثقافي مع الشباب لتجنبيه الانضمام للتنظيمات الإرهابية التي تحولهم لجماد تقوده للخراب وأضافت "الأحاديث السابقة تنسخ كل ما أورده (داعش) عن جواز الحرق، أما تبريره بأن أبابكر رضي الله حرق شخص فعل فعلة قوم لوط، وحرق عليا قوم ألهوه، وحرق خالد للأسرى، ولمالك بن نويرة لمنعه الزكاة وقوله في النبي، فإن فيه أمور أولها أن ما حدث بين صحابة النبي كان مظنة وليس يقينا، كما أنه من المعلوم أن العلم الشرعي الذي ينتج عنه حكم فقهي هو جميع ما وصل إلينا عبر الأحاديث من جميع رواتها وهم الصحابة، فقد يصل الحديث للصحابي ولا يعلم به غيره، والأمثلة في ذلك كثيرة، منها أحاديث عدي بن حاتم الطائي تنسخ ما قبلها، لصحبته للبنى في آخر أيامه، كما أن عمر بن الخطاب وابن عباس حرما الأمر، فهو خلاف عند الصحابة، سببه معرفة بعضهم بالحديث وعدم معرفة الآخرون به لظروفهم الحياتية، ما وصل إلينا بعد ذلك عبر جامعي الأحاديث وعلى رأسهم البخاري ومسلم وأبي داوود". وعللت اللجنة الدينية للجبهة الوسطية، حرق "داعش" لـ"الكساسبة"، بأنه أمر نفذه التنظيم الإرهابي، بعيدًا عن الدين، وهم يعلمون ذلك ويهدفون منه إلى مخاطبة الأماكن التي تحت نفوذهم بأنهم اقتصوا لهم، ولبث الرعب داخل نفوسهم ونفوس معارضيهم في تلك الأماكن، كما تهدف لبث الرعب بين الدول التي تقاتلهم، وهي أمور لا علاقة لها بالدين من قريب أو بعيد، تهدف لفرض السيطرة والنفوذ والقضاء على المعارضين في الداخل والخارج". وأكدت اللجنة، أن التنظيم الذي يطلق على نفسه الدولة الإسلامية، لم يتبع أول أساسيات الدولة الإسلامية وهي الشورى، التي لو حدثت مع أصغر طالب علم، لأوضح لهم بهتان مسألة الحرق وأنها ليست من الدين. كما أكدت "الجبهة الوسطية"، أنه لا عقوبة في الإسلام بالحرق، حتى للحيوانات والحشرات، فضلًا عن الناس، وهو أمر لم يأت به أو يفعله أعتى فرق الخوارج، مطالبة الأزهر الشريف والأوقاف بالتصدي لمثل هذه الأفكار المنحرفة التي تسيء للإسلام، لحماية شبابنا من تلك الأفكار المنحرفة، عبر فتح حوار ديني وثقافي وتأهيلي لهم، حتى لا يتحولوا إلى جمادات تسوقها التنظيمات الإرهابية سوقًا إلى الدمار والخراب. |
|