رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هل من تصحيح !
حينما تضيع حقيقة الصليب برجاء روح القيامة، تظلم العين ولا تبصر الحقائق الإلهية المعلنة في الكتاب المقدس ولا في الواقع العملي في الحياة الشخصية المُعاشه، فالنظر أصبح قاصر على الجسديات والحسيات والنفس انحصرت في كل ما هو على الأرض، حتى الأمور الروحية يراها الإنسان بمنطق معكوس ويقيسها قياس آخر خارج روح المسيح؛ بل ويتخطى الأمر للنظر لأمور الجسد وطلب التراب وما يتفق مع حاجات الجسد وينسى عمل الله كله ورجاء المجد الذي في القيامة، حتى المعجزات تتحول عنده بمنطق معكوس خارج الهدف الحقيقي منها ويراها ويحكمها بأمور ليست من روح الله بل من الإحساس الشخصي، فنجد أن كل طلبات الإنسان وتلهفه على المعجزات هو حاجات الجسد، وعند الجسد يقف وتنتهي، وعند ذلك تصير فرح له ومسرة، غير عالم أن كل ما للجسد – حتى لو كان معجزة – ستنتهي حتماً مع الجسد، ولن يبقى منها شيئاً، وسيحتاج غليها مرة أخرى، إلا لو تذوق الله وتحرك قلبه نحوه بالحب.
في غيبة الروح القدس – بسبب حزنه في داخل القلب – يستشعر الإنسان بالحزن والعزلة والاضطراب الداخلي، وأنه مكروه وبلا عيد وليس لديه خمر، أي فرح، وذلك مثل عرس قانا الجليل حينما فرغ منهم الخمر ففقدوا مظاهر الفرح، فاحتاجوا إلى خمر جديدة جيدة حتى يتم الفرح وسعادة للجميع . فالذين لم يستحسنوا أن يُبقوا الله أساساً لوجودهم ومصدر بركة حقيقية لحياتهم من جهة الخبرة اليومية المُعاشه، نظروا فرأوا أنفسهم أقلية يعوزها الكثير على الأرض، بل وجدوا أنفسهم معزولين عن بعضهم البعض كل واحد يعيش في عالم ذاته الخاص شاعر أنه محروم من الوحدة الحقيقية والسلام الداخلي، يحيا مضطرب، متضايق، قلق، متوتر، في حزن دائم مصحوب بألم يجهل شرحه وتفسيره؛ وقد يصل البعض إلى تفكير وذهن مرفوض فيقعوا في شهوات الغرور حتى يتم تدميرهم بالتمام !!! وكما لم يستحسنوا أن يبقوا الله في معرفتهم، أسلمهم الله إلى ذهن مرفوض ليفعلوا ما لا يليق (رومية 1: 28) مع أن المشكلة الأساسية التي أدت لكل هذا التفتت والانقسام حتى بين المسيحيين أنفسهم هو الالتصاق بالتراب، أي الارتباط بالأرض من جهة الطلبات المادية التي انحصر فيها الإنسان، وأصبح كل مطلبه معجزة تسد احتياجاته الأرضية:
وسرّ عدم سلام النفس الذي تفتقده هو: + لا سلام قال الرب للأشرار (إشعياء 48: 22) + لأنه هكذا قال الرب: " صَوْتَ ارْتِعَادٍ سَمِعْنَا. خَوْفٌ وَلاَ سَلاَمٌ " (إرميا 30: 5) عموماً في الختام أقول: أن من ينظرون للأمور والحوادث التي تقع في واقعنا العملي المعاش، ويحللونها حسب ظواهرها الخارجية وهم فاقدين روح القيامة والرجاء الحي في المسيح يسوع، يجدون أسباباً كثيرة في داخل حياتهم وخارجها سببت في عدم سلامهم وفقدانهم طعم الحياة، ويستشعرون الحزن طالبين أن تنتهي هذه الحياة التي يرونها فقدت كل جميل وكل سعادة وأصبحت ليس لها طعم ولا معنى... * ولكن الحقيقة التي لا تحتاج لتحليل، إننا ذهبنا بعيداً عن الوصية المقدسة، وتغربنا عن حياة الله، بل وزحزحنا الإيمان الراسخ الذي تسلمناه من الرب يسوع الذي سلمه للكنيسة كلها من جيل لجيل بروح الرجاء وفخر الصليب، فهل من تصحيح الآن !!! فلا مناص من العودة للوصية والشركة مع المسيح الله الكلمة الظاهر في الجسد:
|
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
تشددي يا نفسي |
فيك تسديد الاحتياج |
تصحيح الشبهة |
تصحيح |
وضع يحتاج الى تصحيح |