هل تخاف من الذين يقاومون الله ؟
الذين يحيكون مؤامرات للمؤمنين ؟ لا تخف لأن الله يسيطر على كل شيء . صلى النبي داود وهو يلاحط تدبيرات الاشرار قائلا ً :
" اسْتُرْنِي مِنْ مُؤَامَرَةِ الأَشْرَارِ، مِنْ جُمْهُورِ فَاعِلِي الإِثْمِ " (سفر المزامير 64: 2 )
وداود يعبّر بهذه الصلاة عن مخاوف الكثيرين الذين يدبّر لهم المحيطون بهم او الذين يعملون معهم المؤامرات بغرض الاساءة اليهم والخلاص منهم .
هل تلاحظ ان المؤامرات تُدبّر دائما ً للشخص الناجح ، للأمين في عمله ِ ، لخادم الرب المكرّس ، للطالب المجتهد الذي يرفض الغش ؟ فغير الناجحين لا يطيقون ان يروا الناجحين . فاذا كنت محاطا ً بالمتآمرين الذين يريدون الخلاص منك فتعزى لان هذا اكبر دليل ٍ على نجاحك وتفوقك وفشلهم .
لقد لاحظت في كلمة الله ان المؤامرات التي تُدبّر لاولاد الله تنتهي برفعة ٍ وبركات ٍ ونجاح ٍ لهم . دع المتآمرين يحيكون المؤامرات وثق بالله . تذكّر يوسف في مصر ، وأن للمؤامرات حدودا ً يضعها الله الذي في يديه كل شيء .
. قال كاتب المزامير :
" لِمَاذَا ارْتَجَّتِ الأُمَمُ ، وَتَفَكَّرَ الشُّعُوبُ فِي الْبَاطِلِ ؟ قَامَ مُلُوكُ الأَرْضِ ، وَتَآمَرَ الرُّؤَسَاءُ مَعًا عَلَى الرَّبِّ وَعَلَى مَسِيحِهِ " ( مزمور 2 : 1 ، 2 )
الامم ارتجّت ، اهتزت معاييرها الاخلاقية والادبية وقادها هذا الاهتزاز الى التفكير في الباطل ، وتصل المؤامرة الى القمة فيقول الرؤساء عن الآب وعن الابن :
" «لِنَقْطَعْ قُيُودَهُمَا، وَلْنَطْرَحْ عَنَّا رُبُطَهُمَا " ( مزمور 2 : 3 )
إن القيود الالهية تكبح جماح الخطاة وتُعلن عن بشاعة آثامهم وحياتهم المتدهورة الى عمق الخطايا ، ولكن لن تنجح مؤامرة الرؤساء ، لماذا ؟ لأن " اَلسَّاكِنُ فِي السَّمَاوَاتِ يَضْحَكُ. الرَّبُّ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ. " ( مزمور 2 : 4 ) فيقضي الله تماما ً على المؤامرات . لا خوف اذن من المؤامرات ، لا خوف من النمو السرطاني للضلالات ، لا خوف من التآمر ضد المسيح ، فالنصرة النهائية هي لتدبيرات الله التي دبّرها في مشوراته الازلية .