كروب او الكاروبيم
الكروبيم: خلائق مجنَّحة تذكر كثيراً في الكتاب المقدس، ومفردها في العبرية هو “كروب” (كما هو في العربية)• وهم كائنات سماوية مثلهم مثل السرافيم وسائر الملائكة• ويظن بعض العلماء أن كلمة “كروب” مشتقة من كلمة “كاريبو” التي تؤدي معنى “شفيع” في الإساطير الأكادية، ويُمثل “الكروب” عادة في الفن الأكادي، بكائن نصفه أسد، ونصفه الاخر نسر، أو بكائن بشرى مجنح، ولكن الدلائل الكتابية لا تؤيد هذا الرأي•
وقد وصف النبي حزقيال أربعة حيوانات (كائنات حية) لكل واحد منها أربعة أوجه وأربعة أجنحة (حز 1 :5-24) وهي: نفسها التي يطلق عليها أسم “كروبيم” (حز10 :2-22)• كما يستخدم حزقيال هذا الوصف الرائع، بصورة أخف، في حديثه عن ملك صور في أوج مجده قبل أن يسقط (حز 28 :13-16) ويفسر بعض العلماء هذا الفصل بأنه وصف لسقوط الشيطان، بعد أن كان يشغل مكانة رفيعة بين رتب الملائكة في خدمة الله•
ورغم روعة أوصاف حزقيال لهم، فإنه من الصعب تحديد الصورة التي ظهر بها الكروبيم• ففي (حزقيال 41 :18) كان الكروبيم المرسومون على حائط الهيكل، لكل واحد منهم وجهان: وجه إنسان ووجه شبل، مما يختلف عما رآه في رؤياه الأولى حيث كان لكل واحد منهم أربعة أوجه (حز 1 :10) وجه إنسان، ووجه أسد، ووجه ثور، ووجه نسر، بينما يذكر في 10 :14 الأربعة وجوه على أنها: وجه كروب، ووجه إنسان، ووجه أسد ووجه نسر
• فهل يعني هذا أن “وجه الكروب” حل محل” وجه الثور؟ ولعل هذا هو السبب في أن الكروبيم في الفن الشرقي، كانت تصور على أنها خلائق من ذوات الأربع، ولكنها كانت غالباً تختلف – فيما عدا ذلك – عن الكروبيم كما يصورها الكتاب المقدس، فبالإضافة إلى الاجنحة، كان للكروبيم في رؤيا حزقيال، أرجل قائمة (لا تنثني)، وأقدام كأقدام رجل العجل (حز 1 :7)•
وقد دفع ذا الوصف المعقد، بعض العلماء إلى محاولة الجمع بين الكروبيم وتماثيل ونقوش الأمم الوثنية، فعرش حيرام ملك بيبلوس كان يحيط به تماثيل لأبي الهول، التي يرى البعض أنها تمثل الكروبيم، ولكن يبدو أن أبا الهول كان يستخدم كحلية، كما يتضح ذلك من الصناديق العاجية التي وجدت في مجدو، والتمثيل العاجية التي وجدت في السامرة وفي نمرود وغيرها، وكثير من هذه الحليات يتكون من أجسام بشرية وأجسام حيوانات، ولها في الغالب أجنحة، ولكن ليس فيها إطلاقاً ما يطابق أوصاف العهد القديم للكروبيم•
والحيوانات (الكائنات الحية) الإربعة في سفر الرؤيا تشبه الكروبيم في سفر حزقيال، ولكن بدون البكرات الدوارة (رؤ 4 :6-9). والمواضع الاخرى في سفر الرؤيا التي تشير إلى الحيوانات الأربعة (5 :6 -14، 6 :1 - 8، 7 :1-11، 14 :3، 15 :7، 19 :4) لاتضيف شيئاً إلى وصفها في الأصحاح الرابع•
وكانت وظيفة الكروبيم في تك 3 :24، هى حراسة طريق شجرة الحياة، كما كانت وظيفة الكروبيم في الاصحاح العاشر من حزقيال هي تنفيذ دينونة الله، فمن بين الكروبيم أخذ الرجل اللابس الكتان، جمر نار ليذريه على المدينة (حز 10: 2و 7)•
وقد قال الرب لموسى إنه سيجتمع به ويتكلم معه من بين الكروبين اللذين على غطاء تابوت الشهادة (خر 25 :22) ومن هنا جاء القول: “رب الجنود الجالس على الكروبيم” (1صم 4:4، 2صم 6 :2) وفي رؤيا حزقيال (حز 1 :26، 10:110 : 1) كان الله يجلس فوق العرش الذي كان على المقبب الذي كان على رؤوس الكروبيم محمولاً على أجنحتها. ويقول المرنم عن الله: “الجاعل السحاب مركبته، الماشي على أجنحة الريح” (مز 104 :3، انظر أيضاً إش 19 :1). كما يقول: “ركب على كروب وطار، ورئى على أجنحة الريح” (2صم 22 :11، مز 18 :10)•
وكان على غطاء التابوت كروبان من ذهب صنعة خراطة (خر 25 :18 - 20، 37 :7- 9) كما كانت شقق المسكن مطرزة بكروبيم (خر 26 :1)، وكذلك الحجاب الذي كان يفصل بين القدس وقدس الأقداس (حز 26 :31)•
وعمل سليمان “في المحراب كروبين من خشب الزيتون، على الواحد عشر أذرع•• وغشى الكروبين بذهب” (1مل 6 :23 - 28). كما نقش على المصراعين من خشب الزيتون “كروبيم ونخيلاً وبراهم زهور وغشاهما بذهب ورصع الكروبيم والنخيل بذهب” (1مل 6 :32). كما نحت على مصراعي مدخل الهيكل “كروبيم ونخيلاً وبراعم زهور وغشاها بذهب مطرق” (1مل 6 :33-35)• كما نقش على أتراس قواعد بحر النحاس المسبوك “أسوداً وثيران وكروبيم وكذلك على الحواجب من فوق” (1مل 7 :29و 36) وجميع حيطان البيت في مستديرها رسمها نقشاً بنقر كروبيم ونخيل وبراهم زهور من داخل ومن خارج” (1مل 6 :29)•
كما أن حزقيال رأى في الهيكل أن الحوائط كانت مغطاة بألواح خشب من كل جانب، منقوش عليها “كروبيم ونخيل• نجلة بين كروب وكروب. ولكل كروب وجهْان•• وعلى مصاريع الهيكل كروبيم ونخيل” (حز 41 :17-25)•