رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يونان والهروب العكسى إن قصة يونان لا تتحدث عن نينوى فحسب ، لكنها - أكثر من ذلك - تكشف عن إحسان اللّه ومعاملته لخدامه حتى فى لحظات الضعف التمرد !! .. وقصة الرجل ، فى هروبه ، تكشف عن بعض الوقائع المثيرة ، .. لعل أولها أن الأجرة الجاهزة ، أو السفينة المقلعة ، ليست بالضرورة دليل العناية أو الموافقة الإلهية ، ... إن عناية اللّه لا يجوز تفسيرها بالمظهر السطحى الساذج ، لعمل يعلم الإنسان تماماً أنه فى الاتجاه العكسى لإرادة اللّه ، ولا يجوز لإنسان أن يندفع فى رغبة ما تتمشى مع هواه ، ويبصر بعض خطواتها سهلة أو هينة يسيرة ، فيعتقد أن هذا هو الجواب المؤكد من اللّه بالموافقة على العمل بصرف النظر عن طبيعته وفحواه ، ... وما أكثر ما يرتبط الناس ببعض الصور الساذجة أو الخرافية ، معتقدين أنها إرادة اللّه ، واللّه منها براء ، ... يتصور بعض المؤمنين أنهم بمجرد أن يفتح الكتاب المقدس ، ويضعوا يدهم على آية أو صفحة معينة ، فإن هذه الآية أو الصفحة - ستكون - قطعاً - الصوت الإلهى الذى يلزم أن يأخذوا به وينفذوه ، وبعض الناس قد يتوهمون هذا الصوت فى حلم جاءهم فى المنام ، أو فى رسالة جاءت إليهم من آخر ، .. فيأخذون السفينة إلى ترشيش ، وهم مطلوبون فى نينوى !! على أن الأمر الثانى .. أن الهروب العكسى قد لا يضر بنا وحدنا ، بل قد يضر أيضاً بالآخرين الذين قد تجمعنا معهم سفينة الحياة ، وذلك لأن هروب يونان كاد أن يؤدى " لا بحياته هو " بل بحياة الملاحين الذين كانوا فى السفينة معه أيضاً !! ... ومع أن اللّه ، عادة ، يحاسب كل إنسان على حدة ، وبخطاياه ، دون أن يمتد هذا إلى غيره ، لكن السفينة التى تحملنا معا تتعرض للضياع ، لأن فرداً فيها قد يكون فى الاتجاه العكسى لطريق اللّه ، فالقائد فى الأمة والراعى فى الكنيسة ، ورب البيت فى الأسرة ، والصديق فى المجتمع ، يرتبطون بلا فكاك مع من يجتمعون معهم فى سفينة واحدة ، ... ومصيرهم يدور وجوداً أو عدماً ، مع الرابطة الواحدة فى السفينة الواحدة ، ... وإذا نظرنا إلى الأمر من الجانب المنير ، فإننا نعلم أن وجود بولس فى السفينة التى أقلعت إلى روما ، كان السبب فى إنقاذ جميع الركاب وعددهم مائتان وستة وسبعون ، « لأنه وقف بى هذه الليلة ملاك الإله الذى أنا له والذى أعبده قائلا : لا تخف يابولس ينبغى لك أن تقف أمام قيصر ، هوذا قد وهبك اللّه جميع المسافرين معك . لذلك سروا أيها الرجال لأنى أومن باللهّ أنه يكون هكذا كما قيل لى » " أع 27 : 23 - 25 " ... وثالثاً : إننا قد نصل فى الهروب إلى درجة التثقل بالنوم العميق حتى يأتينا التوبيخ من أهل العالم كما وبخ رئيس النوتية يونان !! .. وأنها لمأساة محزنة لكثيرين من أبناء اللّه فى سقطاتهم ، عندما يفعلون مالا يفعله أبناء العالم أنفسهم ، ويقف المرء متعجباً : كيف يمكن أن ينحدر المؤمن فى بعض لحظات الزمن ، إلى مالا يسقط فيه العالمى ، بدافع من الشهامة أو المروءة أو الرجولة أو ما أشبه من صفات أدبية تتملكه وتستولى عليه ؟!! .. ألا تتعجب إذ يأخذ إبراهيم درسه من فرعون أولا ، وأبيمالك ثانياً ؟ ويأخذ اسحق نفس الدرس ، لأن الأب أو الإبن لم يعط الصورة الصحيحة الكاملة عن سارة أو رفقة باعتبارها زوجته ، ولولا حماية اللّه لحدث الضرر الذى كان لا يمكن تجنبه !! .. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
يونان النبي | وقد كان يونان أحد أنبياء إسرائيل (يونان 1:1) |
يونان والهروب العكسي |
طرق مبتكرة للعد العكسي للزفاف! |
التراجع والهروب |
يونان والهروب العكسى |