رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أبعاد الصليب _ أغسطينوس أبعاد الصليب القديس أغسطينوس يفهم المرء بحق عن الصليب ما أشار إليه الرسول بولس قائلاً: "ما هو العرض والطول والعمق والعلو" (أف 3: 18). لأنه حقاً إتساع عارضة الصليب، حيث تتمدد أيدي المصلوب، تشير إلى الأعمال الصالحة في إتساع المحبة. والصليب طويل بعارضته الرأسية حتى إلى الأرض، حيث يثبَّت الظهر والأقدام، ويشير إلى المثابرة والاحتمال طول الوقت حتى النهاية. والصليب يرتفع في الجزء العلوي، حيث تمتد العارضة في الإتجاه الصاعد، وهذا يشير إلى الغاية والهدف السماوي الذي تتجه إليه كل الأعمال. لأن كل الأشياء التي يتم عملها بشكل حسن وبمثابرة، في العرض والطول، ينبغي أن تتم بالنظر إلى علو المكافآت الإلهية. والصليب عميق في هذا الجزء الذي يتم تثبيته في الأرض، فهذا الجزء في الواقع مخفي ولا يمكن رؤيته، لكن كل أجزائه الأخرى، الواضحة والبارزة، ترتفع منه، كما هو الحال مع كل أمورنا الصالحة من دون استثناء والتي تنبع من عمق نعمة الله - التي لا يمكن فهمها أو فحصها. لكن حتى لو كان الصليب يشير فقط إلى ما قاله الرسول بولس: "ولكن الذين هم للمسيح قد صلبوا الجسد مع الأهواء والشهوات" (غلا 5)، فما أجمل وأعظم هذا المعنى!! إلا أنه فقط الروح الصالح الذي يشتهي ضد الجسد هو الذي يتمم ذلك، بالرغم من أن العدو - أي الروح الشرير - هو الذي تسبب في صليب المسيح. أخيراً، كما نعلم جميعاً، ما هي علامة المسيح إلا صليب المسيح؟ وما لم تستعمل هذه العلامة إما على جباه أولئك المؤمنين، أو على المياه ذاتها التي بواسطتها يولدون ثانية، أو على الزيت الذي بواسطته يتم رشمهم بالميرون، أو على الذبيحة (الإفخارستيا) التي بواسطتها يتغذون، لا شيء من هذه الأمور يكون قد تم إجراءه بحسب الطقس الصحيح. لأنه في الاحتفال بالأسرار المقدسة، كل شيء صالح ينفعنا بواسطة صليب المسيح. |
|