المعمودية وتكوين عائلة المسيح الروحية
إن العماد يعنى ترك أمور كثيرة، لا تتفق مع الحياة الجديدة، التى يبدأها الإنسان فى مسيرته الروحية مع الله، وأهم هذه الأمور البعد عن الخطية وترك الشيطان ونبذه، والكفر به وبكل تعاليمه، فمنذ أن خلق الله الإنسان وهو قائم يحارب بكل جهده، عسى أن يلقى البشرية كلها تحت حكم الموت. ولهذا نجد في المعمودية صلاة جحد الشيطان.
بعد نبذ الشيطان يصبح الإنسان مهيئ للدخول فى الحياة الروحية، والانضمام لعائلة المسيح الروحية، وهكذا يصبح الإنسان بالمعمودية ابناً محبوباً لله بالتبنى، يُسر بدخوله فى حياة النعمة، لقد أصبحت السمات المقدسة ترتسم على وجهه، وتلازم كل أقواله وحركاته.. وصار بالإمكان أن نصلى إلى الله أبينا الذى أحبنا ونقول له: " أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ " (لو11: 2).
والحق إن المعمودية هى المدخل لكل ما هو حسن وجليل.. فمن جهة الله تصبح علاقته بنا علاقة ود وبنوة وصداقة... ألم يقل رب المجد يسوع: " لاَ أَعُودُ أُسَمِّيكُمْ عَبِيداً لأَنَّ الْعَبْـدَ لاَ يَعْلَمُ مَا يَعْمَلُ سَـيِّدُهُ، لَكِنِّي قَدْ سمَّيْتُكُمْ أَحِبَّاءَ لأَنِّي أَعْلَمْتُكُمْ بِكُلِّ مَا سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي" (يو15: 15).
ومن جهة الأرض تصبح علاقتنا بها علاقة نزيل فى فندق سيغادره ولو بعد حين! فالبنوة الروحية لله تعنى أن وطننا الحقيقى لم يعد الأرض، بل السماء مسكن الله وملائكته وقديسيه.