القديس يوحنا الذهبي الفم
+++++++++++++++++
بمـا أن الـروح القـدس هـو روح وداعـةٍ، لـذلك تـراءى بشـكل حمـامـة.
ومن ناحية أخرى، هذا يذكرنا بقصةٍ تاريخيةً قديمة، عندما غمر الطوفان كل المسكونة، وكاد الجنس البشري أن يفنى، كانت الحمامة الطائر الذي بيَّن بوضوح نهاية الغضب الإلهي، حاملة في منقارها غصن زيتون، كخبرٍ مفرح يعلن السلام العام. كل ذلك كان رسماً لما سيحدث لاحقـاً.
كانت حالة الناس أبشع بكثير من حا...
لتهم الحاضرة، وكانوا يستحقون عقـابـاً أكبـر.
فلكي لا تيأس أنت الآن، يذكِّرك هنا بتلك الحادثة القديمة
حين كان الرجاء مفقوداً، وُجد حلٌّ وإصلاحٌ. كان الطوفان في ذلك الوقت تأديباً،
وأما الآن فقـد جـاء الحـل عـن طـريـق النعمـة والعطيـة الجـزيلـة.
لـذلك ظهرت الحمامـة، لا تحمـل غصـن زيتـون،
ولكنهـا تشـير إلى الـذي سـيخلص مـن كـلِّ الشـدائـد، وتبسـط أمامنـا رجـواتٍ صـالحـة لأنها ...
لا تُخـرج إنسـانـاً من الفلك، بـل تقـود بظهـوره المسـكونـة كلهـا إلى السـماء.
لا تحمـل غصـن زيتـون بـل البنـوَّة للبشـر كلهـم.
أبينا الجليل في القديسين يوحنا الذهبي الفم