رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
للصلاة طبعها الخاص، الذي يخص الإنسان الجديد الذي له حياة في الله وليس خارجاً عنه، وبكون الإنسان ولد من فوق أصبح له طبع سماوي خاص يظهر فيه، ولكنه لا يظهر بعيداً عن المجتمع الذي يعيش فيه وسط هذا العالم الحاضر، لأنه في هذه الحالة بيكون سفير للوطن السماوي، والإنسان لأن بطبعه سماوي لا يطلب ما على الأرض، بل يطلب ما فوق حيث المسيح ساكن، والله بيتدخل في حياته بكل تفاصيلها، الصغيرة كما للكبيرة، وفي كل عمل ونشاط، بل وما يخص الجسد، هو تحت سلطان الروح القدس، وكل ما يصنعه هو مقدس في الرب، لذلك يطلب دائماً المعونة السماوية لكي يحقق صورة المسيح الرب في وسط هذا العالم، في عمله وفي قيامه وجلوسه، في كل شيء، وطالما نحن في الجسد، فنحن نستعمل كل ما يخصه لنستطيع ان نعيش وسط العالم، نستخدم كل ما فيه ولكن بدون عنصر الشر والفساد، لأن كل شيء لنا وما تمتد إليه أيدينا يُصبح مقدس لأننا نستعمله مع الشكر الله طالبين مجده … وعموماً نحن لا نعيش حياة مزدوجة، فلا يوجد لمؤمن حقيقي بالله حياتين، حياة روحيةمظهرها الصلاة والتأمل وقراءة الكلمة والعبادة المشتركة في الكنيسة … الخ، وحياة مظهرها العمل الجاد وأداء المهام اليومية العاديةالمادية في كل شيء و حتى في المأكل والملبس .. الخ بل هي حياة واحدة فقط لا ترتبط بالمظاهر الشكلية بل ترتبط بالجوهر أي بعمل وحضور الله فينا وقربه منا وقربنا منه، فكل حركة وفكر وكلمة وعمل يعيش الإنسان في محتواها هنا على الأرض، هي كلياً في المسيح الرب الذي هو ساكن في قلبه وهو قريب منه ويطلبه بكل صدق القلب : ” به نحيا ونتحرك ونوجد “( أع 17: 28 )، ” وعن كل واحد منا ليس ببعيد ” ( أع 17: 27 )، بل هو قريب متداخل إلى حد الإتحاد الإرادي أي نريد أن نعمل: ” الله العامل فيكم أن تريدوا وأن تعملوا ” ( في 2: 13) لذلك يفرح كل من يحيا مع الله بعمله ويسعى أن ينجح فيه، حتى لو أخفق مرة أو مرات، بل سيتمسك بعمله لأنه يمسك بالمسيح الكلمة الحي فيه … الإيمان يعني الثقة في الله والتمسك به والاتكال عليه في كل أمور الحياة من مأكل ومشرب وملبس ومذاكرة ودراسة وعمل وحركة وفكر، والإيمان يستدعي أن نكون جادين صادقين في العمل لأننا نمجد الله فيه وبه !!! الله موجود في العالم وحاضر معنا في كل أمور حياتنا في صغائرها كما في كبائرها، وليس هناك مفارقة بين عملنا على الأرض وطلب الحياة الأبدية، لأن عملنا هنا تمجيد لله واستعلانه فينا وفي عملنا، فالعمل إما يكشف عن وجود الله فينا أو يكشف عن غيابه تماماً، ومن هنا يظهر سرّ صر المسيحي الحقيقي في العمل، بل واحتمال المشاكل والضيقات التي تفوق احتمال الإنسان العادي، بل هو سرّ تجلي العمل الذي يسمى بالنجاح، مُعلناً عن العنصر الإلهي الكامن فيه والذي يهدف للشهادة الحية لله في وسط العالم والمجتمع … فما أعجب يد الإنسان عندما يحركها الله ! وما أعجب عقل الإنسان حينما يغشاه نور الله ! في الحقيقة أن كل عمل يقع في أيدينا مضمون بضمان حضور الله وهذا يشع فينا إحساساً عميقاً بالأمان لأن الله فينا ونحن فيه وبه نتحرك ونوجد ومهما كان فيه مشقات وضيقات عظيمة للغاية أو حتى إخفاق مرة ومرات يكفينا اننا للرب يسوع نسعى أن نمجد أسمه |
|